توقفوا؛ إن كان اليمن يهمكم


قلت في مقالات سابقة أنه من أجل اليمن وشعب اليمن، ينبغي التوقف فورًا عن الحرب، ينبغي وقف إطلاق النار بصورة دائمة وشاملة، والذهاب فورًا إلى مفاوضات يمنية- يمنية، وبرعاية أممية، ودون شروط مسبقة ماعدا شرطي الحفاظ على الجمهورية، والوحدة دولة اتحادية التي تضمن حق كل يمني في مواطنة متساوية.

الجمهورية والوحدة شرطان لا تختلف القوى المتصارعة كثيرًا حولهما، ولو ظاهريًا، الحوثيون الذين يبنون في الواقع دولة سلالية عنصرية يقرون بهما، والجمهورية والوحدة هما في تكوين الشرعية وفي مبادئها وأهدافها، ومحل موافقة كل القوى الوطنية وبعضًا من الحراك الوطني المسالم، وكذا الجمهوري العسكري الساحلي، ومجالًا للحوار الوطني مع الرافضين. وهما معًا إطارًا نظريًا وسياسية وقيميًا لوحدة قوى الشعب اليمني. كما أن المرجعيات الثلاث لازالت إطارًا صالحًا لضبط قواعد الحوار.

البداية اليوم كالبداية بالأمس الحوثيون هم من سيقرر وقف إطلاق النار، فقد بدأوها مُعتَدون متمردون على الدولة كحركة مسلحة بشعارات متطرفة، يشنون الحرب بعد الحرب بقيادة إيرانية، وبتشجيع من آخرين، السلام وإنقاذ الوطن يتحقق عندما يقررون أنهم ذاهبون إليه، والتدخلات الخارجية التي علقوا عليها أسباب حروبهم تتوقف بتوقفهم، والسيادة التي يتحدثون عنها تصبح قضية كل اليمنيين، كل الشرفاء في هذا الوطن المنكوب المنهوب.

نقول للحوثيين: لا تبحثوا عن سلام ناقص وزائف لا يستند إلى مصداقية والتزام صريح تجاه المصالح العليا لليمن، أو يمنحكم بعض الأرض، اليمن لن يكون موحدًا إلا جمهوريًا، ولن يكون جمهوريًا إذا ما مضيتم فيما أنتم عليه من تأسيس نظام وسلطة في الشمال إمامية مذهبية عنصرية واستعلائية، هذا النوع من السُلَط، لم يكن حاضرًا في تاريخ اليمن بإنسانه وجغرافيته. يمن اليوم كان صناعة وطنية وسلمية وبإرادة جمعية.

إن كانت اليمن الواحد الموحد قضية تهمكم، ونراها نحن قضية اليمن الكبرى، وقضية اليمنيين كلهم، وإن كانت الجمهورية هي ما تقبلونها، علمًا ونشيدًا وشعارًا، وحتى دستورًا وأن أسرفتم في خرقه، فلنقرُّ بهما، ونلتزمهما، حينها تتوقف الحرب، ويبقى التفاوض حول القضايا الأخرى أمرًا متاحًا وميسورًا. رحلة الإنقاذ تبدأ بخطوة من جانبكم عليكم القيام بها.

استمرار الإنقلاب والحرب والقتل والعنف يفضي كما نرى إلى تقسيم اليمن ذلك فعل شنيع، وسلوك إجرامي بأي مبرر ديني أو عرقي أو مناطقي أوسياسي، وتقسيم اليمن تتحملون مسؤوليته أنتم قبل غيركم. دماء الناس في رقابكم، ووحدة الوطن ضحية لنزعاتكم المتطرفة، لا أحد يستطيع أن يفرض علينا التقسيم المصاحب للجوع والتدمير المصاحب للفوضى، إن جعلتم اليمن نصب أعينكم.

Exit mobile version