اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةصنعاءمحليات

وفاة إيرلو ورفع الحماية عن المطار بداية لفصل جديد في الصراع اليمني “وهذا الضابط المتواجد في صنعاء هو من سيخلف السفير الإيراني”

شكلت وفاة السفير الإيراني في اليمن حسن إيرلو خسارة كبيرة لطهران باعتباره الممسك بزمام القرار في صنعاء، وكان المسؤول عن إدارة الصراعات التي يخوضها المتمردون الحوثيون ضد السلطة الشرعية سواء في علاقة بالشق السياسي أو بالجانب العسكري.

أعلنت الحكومة الإيرانية عن وفاة سفيرها غير المعترف به دوليا لدى الحوثيين على خلفية إصابته بفايروس كورونا.
وجاء الإعلان عن وفاة الضابط في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو بعد ساعات فقط من نقله إلى طهران على متن طائرة إخلاء طبي، إثر وساطة قامت بها بغداد ومسقط أفضت إلى موافقة التحالف العربي على السماح للطائرة العراقية بالهبوط في مطار صنعاء لإجلائه.

وفيما تناقل نشطاء ومواقع إخبارية يمنية أنباء عن مصرع إيرلو نتيجة مضاعفات لإصابة في عملية لطيران التحالف العربي، أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ”العرب” أن سبب الوفاة يتعلق فعلا بمضاعفات صحية تسببت بها إصابته بفايروس كورونا في الوقت الذي يعاني فيه من مرض مزمن.
ورجحت المصادر أن إيران ستعين قريبا سفيرا جديدا في صنعاء خلفا لإيرلو، مرجحة أن يكون البديل موجودا بالفعل في صنعاء من ضمن ضباط الحرس الثوري الذين يقدمون الدعم للحوثيين.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية خطيب زادة أعلن الثلاثاء عن وفاة إيرلو، الذي قال إنه “كان أيضا من المحاربين القدامى في الحرب وتعرض للكيمياوي، وأصيب في مكان مهمته”. مضيفا أنه “عاد إلى البلاد في ظروف غير مواتية، ورغم كل خطوات العلاج إلا أنه توفي”.
ونقلت وسائل إعلامية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية السبت الماضي، تصريحات قال فيها إنه “نظرا لضرورة توفير الرعاية الطبية العاجلة له، فقد قامت الخارجية الإيرانية ببعض الاتصالات والمشاورات اللازمة مع عدد من دول المنطقة، وبالتالي توفرت الظروف المبدئية اللازمة، ويتم حاليا نقل السفير الإيراني إلى البلاد”.


ووفقا لمصادر “العرب” فقد سرب الحوثيون لوسائل إعلام غربية، خبرا عن ارتباط طلب السماح بإجلاء إيرلو بوجود علاقات مع قادة الجماعة الحوثية، بهدف تشجيع التحالف للموافقة على الوساطة العراقية – العمانية في هذا الشأن.
وأثار ظهور حسن إيرلو في صنعاء في أكتوبر 2020، الكثير من الجدل حول طريقة وصوله إلى العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون في ظل سيطرة التحالف العربي على الأجواء اليمنية وتوقف رحلات الطيران المباشرة إلى مطار صنعاء الدولي.
وكشفت “العرب” في وقت سابق عن وصول إيرلو إلى صنعاء عن طريق طائرة عمانية أقلت رعايا أميركيين كانوا محتجزين لدى الميليشيات الحوثية، إضافة إلى عدد من الجرحى الحوثيين الذين تم إخلاؤهم إلى مسقط لتلقي العلاج.

وشهد الملف اليمني تصعيدا كبيرا على المسارين السياسي والعسكري بالتزامن مع إعلان طهران عن تعيين سفير لها لدى الحوثيين، حيث اتهمت الحكومة اليمنية إيران بإحكام وصايتها على الحوثيين وخطف قراراهم السياسي من قبل الضابط في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو، إضافة إلى توجيه اتهامات له بلعب دور حاسم في الصراعات داخل الجماعة الحوثية وترجيح كفة الجناح العقائدي العسكري المتشدد المرتبط مباشرة بالحرس الثوري الإيراني في طهران.
واتهمت أطراف يمنية إيرلو بالوقوف خلف عدد من عمليات الاغتيال أو الموت المفاجئ التي طالت قيادات بارزة في الجماعة الحوثية منذ وصوله إلى صنعاء، ومن أبرز هؤلاء وزير الشباب والرياضة السابق في حكومة الحوثيين حسن زيد، الذي صدرت له تصريحات يطالب فيها بتحرير القرار الحوثي وتغليب مصالح الجماعة على مصالح طهران في المشاورات السياسية.
وتزامن الإعلان عن وفاة إيرلو بعد مغادرته صنعاء بوقت وجيز مع تصعيد التحالف العربي الذي تقوده السعودية للعمليات العسكرية الجوية في صنعاء وعدد من مناطق سيطرة الحوثيين شمال اليمن.
وطالب التحالف العربي، جميع العاملين من المنظمات الدولية والإنسانية بإخلاء مطار صنعاء اليمني على الفور. كما طلب من المدنيين الابتعاد فورا عن مطار صنعاء، مشيرا في بيان صحافي إلى “اتخاذ إجراءات قانونية للتعامل مع التهديد عملياتيا”.

وقال التحالف إنه “وجه ضربات جوية دقيقة ومحددة لأهداف عسكرية مشروعة بمطار صنعاء، الذي أكد أنه تم إسقاط الحماية عنه وفقا للقانون الدولي والإنساني، واستجابة للتهديد المتمثل في استخدام مرافق المطار من قبل الحوثيين لإطلاق هجمات عابرة للحدود”.
ويرى مراقبون أن مغادرة السفير الإيراني لدى الحوثيين بهذه الصورة الدراماتيكية بعد دخوله صنعاء متسللا على خلاف الأعراف الدبلوماسية، وإعلان التحالف العربي عن رفع الحماية عن مطار صنعاء باعتباره هدفا عسكريا مشروعا بعد استخدام الحوثيين له في هجماتهم على الأراضي السعودية، بداية فصل جديد في ملف الحرب اليمنية.
وكانت “العرب” كشفت في وقت سابق عن تلقي التحالف ضوءا أخضر دوليا لتحجيم الحوثيين في أعقاب رفضهم مبادرة السلام الأممية وتجاهلهم كل دعوات وقف إطلاق النار وتجميد الهجوم على مدينة مأرب.
ورد الحوثيون على الجهود الدولية والأممية بالمزيد من التصعيد العسكري والسياسي وقاموا باقتحام مبنى السفارة الأميركية في صنعاء واحتجزوا العشرات من العاملين في السفارة في محاولة للضغط على إدارة الرئيس الأميركي بادين وانتزاع تنازلات جديدة من قبلها، إضافة إلى احتجاز عدد من الموظفين الأمميين لذات الغرض.
وشهد الموقف الأميركي تحولا لافتا في اتجاه تحميل الحوثيين وحدهم مسؤولية استمرار العنف في اليمن وفشل كل مساعي التهدئة، كما لوحت واشنطن بفرض عقوبات جديدة على قادة في صفوف المتمردين بالتوازي مع مناقشة الكونغرس لإعادة الجماعة إلى قائمة المنظمات الإرهابية.

وفي سياق التصعيد الدبلوماسي الأميركي تجاه الحوثيين وفي إشارة إلى سعي واشنطن لنقل مواقفها الجديدة من الحوثيين إلى المحيط الأوروبي الذي لا يزال أكثر تراخيا في التعامل مع الجماعة المدعومة من إيران، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ بحث مع نظيره السويدي احتجاز الحوثيين “غير المقبول” لموظفي بلاده والأمم المتحدة في صنعاء.

زر الذهاب إلى الأعلى