الدجالون.. من معركة (عمورية) إلى تحرير بيحان
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريبِ
الشاعر / أبو تمام
تحمل قصة قصيدة أبي تمام عن معركة (عمورية ) كثيراً من المشترك الذي يمكن أن ينطبق تماما اليوم مع معركة تحرير بيحان شبوة من ميليشيات الحوثي ، خصوصا ونحن نسمع ونتابع دوشة الأكاذيب وخزعبلات الدجالين والمنجمين ونعيقهم في كل مكان رفضا للمعركة.. غير أن أبطال العمالقة وأبناء شبوة الأبية ومعهم التحالف بقيادة السعودية ودولة الإمارات أطلقوا مع أول يوم من عام 2022م العملية العسكرية لتحرير شبوة ، وها هي انتصارات بيحان ، تدحض الأكاذيب التي يروجها البعض ليل نهار باستماتة دفاعا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ،وعلى حساب المعركة المصيرية للشعب اليمني. لقد وصل مستوى إفلاس هذه الجماعة المتحجرة إلى الحضيض ، ومازالوا بنفس عقلية 2011م ، متوهمين أنهم بترويج الأكاذيب وفبركة أخبار لا أساس لها من الصحة ،والدجل والشائعات يمكنهم خداع وعي الشارع اليمني وتضليله من جديد ، للحفاظ على مصالحها غير المشروعة ، ووصل بها الجنون إلى محاولة شرعنة تملك جبهات القتال. هذه واحدة من المآسي التاريخية التي يعيشها الشعب اليمني ، ويبدو أن محافظة شبوة وبعد ذلك المخاض الصعب ستقود متغيرات وتحولات كبرى في إدارة المعركة الوطنية ضد الميليشيات ، لكن ما تزال هناك مخاطر حقيقية تواجه هذا التحول الذي يجب أن يكتمل بسرعة إجراء إصلاحات داخل الشرعية . خصوصا وأن لدى الجماعة أهدافا تسعى إلى تحقيقها بشتى السبل، فإذا كانت بالأمس قد جرت الجميع إلى معارك جانبية في شبوة ، فإنها اليوم أمام المحك وعليها تحقيق اصطفاف وطني بجبهات تعز والضالع وميدي، بعد أن فرض كأمر واقع بشبوة.،بعد أن فشلت عبر (المحافظ السابق ) في تفجير خلاف بين الإمارات والسعودية لتفكيك التحالف ، وفشلها أيضا في منع تغيير المحافظ المحسوب عليها ، لكن لا يعني ذلك أن هذه الجماعة ستقف مكتوفة الأيدي !! الطبيعي جدا هو أن تستوعب هذه الجماعة المتغيرات ،وتعيد تقييم تجربتها الفاشلة وخطابها وعلاقاتها مع القوى السياسية الجديدة – تحديدا- التي وجدت لإنقاذ الشعب من فشلها وعجزها وفسادها ، لكنها للأسف وكما يقال :(عادت حليمة لعادتها القديمة)، فبعد تعيين العولقي محافظا لشبوة ،حاولت الوقوف أمام الإرادة الوطنية وفرض وصايتها على شبوة وقبائلها ، فسارعت لترويج أكاذيب لا أساس لها من الصحة وشن حملات تحريضية موجهة ، تظهر توجها عدائيا واضحا ، ومنها زعمها أن إعادة تموضع قوات العمالقة من الساحل الغربي إلى محافظة شبوة هو ( لتحرير المحرر) وليس لتحرير مديريات بيحان الثلاث التي سقطت بيد الحوثيين بسبب المحافظ السابق ومن يقف خلفه والذين افتعلوا مشاكل مع الأشقاء لفتح الطريق أمام الميليشيات لاحتلال المحافظات الجنوبية ، ولم يكتفوا بذلك، بل لقد ذهبوا بالأمس إلى اتهام طيران التحالف بقصف قوات العمالقة . تصوروا يحدث هذا في الوقت الذي يواصل طيران التحالف التنكيل بجحافل الميليشيات الإيرانية التي تحاول احتلال مارب! وترويج أيضا أن دولة الإمارات ستسلم شبوة للحوثيين وإيران ، وكذلك تتهم السعودية والإمارات بانهما تنفذان مؤامرة لتقسيم اليمن من وراء تحريك قوات من الساحل إلى محافظة شبوة ..الخ. واضح جدا أن هذه الجماعة لا تريد تغيير سلوكها ومراجعة أخطاء سياستها الكارثية التي ما يزال الشعب والوطن يدفع ثمنها باهضا من 2011م إلى اليوم ، كما لا تريد أيضا أن تقدم صورة تؤكد أنها تختلف فعلا عن إخوان مصر وتونس والجزائر و دول الخليج !!