مقالات

العمالقة.. لغة يفهمها الحوثيون جيداً


معركة تحرير محافظة شبوة اليمنية وتطهيرها من الحوثيين قد انطلقت خلال الأيام القليلة الماضية.
ولن تتوقف عجلات تلك المعركة المصيرية عن الدوران “حتى يتم تحرير كل ذرة تراب شبوانية”، بحسب القائمين على هذه المنازلة التاريخية.

لقد دشَّن اليمنيون مرحلة جديدة من التوحُّد والعمل المشترك لمواجهة الأدوات الإيرانية الحوثية على تخوم محافظتهم.

وإذ تقف “شبوة”، اليوم، صفاً واحداً ومتماسكاً لتشكل جبهة شعبية ورسمية عريضة لمقاومة الحوثي ومشغليه، فإنها تختصر اليمن كله من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه، في لحظة تاريخية.
ومن المؤكد أن مشاركة قوات ألوية العمالقة الجنوبية في ميدان مكافحة الإرهاب الحوثي باليمن، صارت كابوساً يقُضُّ مضاجع الحوثيين.

لقد عادت “شبوة” بالفعل إلى حضن الدولة اليمنية، بعد أن كانت محافظة معزولة ومستباحة، بعد عبث الحوثيين أصحاب الأجندات والخيانات الموثقة التي قاموا ويقومون بها، ولعل مسارعة مليشيا “الحوثي” لقصف مطار عتق، بمجرد وصول قوات العمالقة إليه، يؤكد حالة الارتباك والخوف في صفوف هذه المليشيا.

وتمد إيران الحوثيين بالطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية والحرارية وما لا يُحصى من عتاد وذخائر، بل وتمدُّهم حتى بالشعارات والصراخ والمناسبات والألوان والخرافات.

أما ألوية العمالقة، وهي تسيطر على “حيد بن عقيل”، أهم جبل استراتيجي في عسيلان، وبعد طرد الحوثيين من مناطق واسعة هناك، فقد فرضت أسلوباً جديداً في تحرير المناطق اليمنية والشعب اليمني من الحوثي الانقلابي، الذي يتلقى دعما من مليشيا “حزب الله”، التي بدورها تتلقى أوامرها من إيران.

المضحك أن الحوثيين ‏برروا هزيمتهم النكراء تلك في “شبوة” بأن أهل بيحان “نكثوا عهداً مزعوماً قطعوه على أنفسهم بقبول سيطرة المليشيات”، لكن الحقيقة بعيدة عن هذه المزاعم الحوثية، فهؤلاء هم رجال الجنوب، الذين طردوا المحتل الأكبر في سالف الزمان، لذا فإن أمر المليشيات عليهم أسهل بكثير.
ودائما ما يتحدث “الحوثيون” عمّا يسمونه “نصرا إلهيا”، ومع انكسارهم المدوّي في “بيحان” يبدو أنه لا بد للحوثيين من استعمال مصطلح “انسحاب تكتيكي”، الذي كثيرا ما سخروا منه.

ما يجب أن نتوقف عنده هنا على هامش الأحداث هو ابتعاد المصلين عن أداء صلاة الجمعة في مساجد تقع بالمناطق، التي يسيطر عليها الحوثيون، وذلك نتيجة للجهل والتحريض الطائفي، الذي يتسم به “خطباء الحوثي”.

أيضا وجبت الإشارة إلى أن الشراكة بين الحوثيين وتنظيم “القاعدة” الإرهابي في اليمن ظهرت للعلن خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتم توثيقها بالأدلة، وهذا أمر ليس بمستغرب، كون الحوثيون يتمتعون بقدرات هائلة في الإرهاب العابر للحدود، ولديهم كل أشكال التطرف، التي ينافسون فيها “داعش” و”القاعدة”.

زر الذهاب إلى الأعلى