تعز.. أفواه الإخوان تبث سم التحريض في أوساط المجتمع “تهديد وتكفير”
ما زال تنظيم الإخوان وأجنحته المتطرفة، تبث سمومها في أوساط المجتمع اليمني، وتحاول التضييق على حرية الرأي والفكر وترهيب أصحابه.
وأخطر ما في ممارسات الإخوان باليمن، -حسب متضررين منها- أنهم يستغلون منابر المساجد، والخطب الدينية في الهجوم على كل من يحاول تبني أفكار تنويرية أو إعلان رأيه الخاص.
وهم بذلك -يضيف هؤلاء- يحاولون تزييف وعي العامة، من اليمنيين البسطاء، ويُكثفون استغلالهم للدين؛ بهدف التأثير على المجتمع المحلي المحافظ والمتدين.
آخر تلك الممارسات كان التشكيك في معتقدات عدد من المثقفين في مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)؛ بسبب إعلان “صاحبة رأي”، وهي الأكاديمية الدكتورة ألفت الدبعي، تحسرها على عدم سماعها للغناء في فترة شبابها.
الدبعي كانت تُعلّق على اعتزال أحد نجوم الغناء العربي، حين أشارت إلى أن غناءه قبل اعتزاله لم يكن “إثمًا”، كما قال هو مبررًا قرار الاعتزال.
وعبّرت الدكتورة ألفت عن أسفها لتصديقها ووقوعها تحت تأثير فتاوى متطرفة في شبابها تُحرّم الغناء.
وهذا ما أثار حفيظة “كهنة الإخوان”، الذين راحوا يلقون التهم جزافًا؛ لإثارة الرأي العام ضد الكاتبة والتحريض عليها، كما هو ديدنهم مع كل من يعارضهم.
وكان من أبرز كبار دعاة الإخوان المتطرفين الذين قادوا الهجوم من على المنابر ضد الدكتورة الدبعي، الداعية الإخواني المتشدد عبدالله العديني.
مؤشر خطير
خطاب الإخوان المليء بالكراهية لاقى رفضا واسعا، خاصة من الأحزاب السياسية في مدينة تعز، التي رأت في تجدد دعوات التهديد والوعيد “مؤشرًا خطيرًا”.
الأحزاب السياسية بتعز، أصدرت بيانا مشتركا انتقدت فيه ما أسمته “تصاعد ظاهرة التشهير والتشكيك في معتقدات أصحاب الآراء”، من قبل خطباء المساجد التابعين للإخوان في تعز.
وقالت الأحزاب؛ وهي: الاشتراكي، والتنظيم الناصري، والبعث، واتحاد القوى الشعبية، في بيان مشترك رصدته “العين الإخبارية”، إن تخصيص 3 خطب جمعة مكرسة للتحريض ضد الدكتورة ألفت الدبعي، يعكس عودة تنامي جماعات التكفير والتطرف.
وأضاف البيان أن التحريض ضد الكاتبة والأكاديمية في المساجد ومواقع التواصل هو استهداف للخطاب السياسي الوطني الديمقراطي.
ثقافة التكفير
وأشار البيان إلى أن ثقافة التكفير والتخوين والتحريض ضد الكتاب والصحفيين والمفكرين وأصحاب الرأي، هو امتداد لمسلسل الجريمة السياسية، والتي استهدفت حياة الكثير من المناضلين السياسيين والمثقفين والوطنيين.
ودعت الأحزاب السياسية اليمنية الموقعة على البيان، قيادة السلطة المحلية ومكتب الأوقاف إلى تحمل مسؤوليتها في وضع تدابير جادة للحد من تنامي ثقافة التطرف، إضافةً إلى إيقاف استخدام المنابر الدينية ضد المثقفين وأصحاب الآراء.
ولفت البيان إلى أن هذه الممارسات حوّلت دور العبادة إلى منابر لتغذية ثقافة الحقد والكراهية والتطرف، ومدراس لتربية وإعداد مشاريع الموت والإعدام خارج القانون، داعيًا الأجهزة الأمنية إلى أخذ اليقظة واتخاذ التدابير الحمائية تؤمن حياة أصحاب الآراء الحرة.
ليست أوامر إلهية
من جانبها، ردّت الدكتورة ألفت الدبعي على بيان الأحزاب بالشكر والتقدير لموقفها في مواجهة الخطاب الديني الذي يُحرّض ضد المثقفين وما يحملونه من أفكار ورؤى.
وقالت في بيان على صفحتها بموقع فيسبوك، إنها تشكر الأحزاب على “إدانة التحريض الموجه ضدها من بعض خطباء المساجد، وإدانتهم للتفسيق والتخوين من منابر دينية يتلقاها العامة كأنها أوامر إلهية”، بحسب وصفها.
يشار إلى أن الدكتورة ألفت الدبعي أكاديمية بجامعة تعز، ولديها كتابات في عدد من الصحف والمواقع اليمنية، كما كانت عضوة في مؤتمر الحوار الوطني، وفريق إعداد مسودة الدستور اليمني الجديد، خلال الفترة من 2013 وحتى 2014.