“العمالقة” وإصلاح ما أفسده “الإصلاح”!
ليس من الضروري أن يكون المسئول فاشلاً لتتم تنحيته واستبداله، يكفي فقط: أن لا يكون ناجحاً، أو أن يكون نجاحه أقل مما يفترض من مثله، أو يكون ناجحاً في جوانب لا تتعلق بأولويات المرحلة.
العرادة. محافظ مأرب، على سبيل المثال، يقول بعضهم: إنه ناجح في جانب التنمية! لكن أولوية المرحلة للجانب العسكري، وفي عهده لم يتبق من مأرب سوى مديرية ونصف من أصل 14 مديرية.!
وبشكل أقل نجاحاً وأكثر فشلاً. محمد صالح بن عديو، محافظ شبوة السابق، لا أحد يدري ما هو الجانب الذي نجح فيه بالضبط، في مقابل أنه خسر عدة مديريات خلال أيام. تسلمها الحوثي بدون حرب تقريبا.!
المسألة ليست شخصية، بقدر ما تتعلق بأحزاب وجماعات ولوبيات ومشاريع ومراكز قوى محلية وإقليمية، ومن نافلة القول إن “جماعة الإخوان” هي التي كانت تدير شبوة من خلال المحافظ كما تدير تعز من دون المحافظ.
وهو ما يفسر توظيف الماكينة الإعلامية الهائلة للإخوان لتلميع بن عديو منذ تعيينه، ثم صراخ الدراويش التابعين لهم للحيلولة دون تنحيته، ثم طنين ذبابهم الإلكتروني، للتشويش على المنجزات الفارقة بعد تنحيته.
وبمجرد تنحيته نجحت قوات العمالقة والقوات المشتركة في إصلاح ما أفسده “الإصلاح” في هذه المحافظة، واستعادة المناطق التي فرط بها الإخوان منها بشكل كامل. ويبدو أن العملية لن تتوقف عند هذه الحدود.
لم تكن العملية مجانية. سقط الكثير من المقاتلين، وسالت الكثير من الدماء، في سبيل إصلاح أخطاء الأرجح أنها كانت منهجية، من قبل جماعة سيطرت على مناطق حررها غيرها من نهم إلى بيحان، وأعادتها للحوثي لتتفرغ لتصفية حساباتها مع الآخرين.!
سيدفع الشعب اليمني فاتورة هذا العبث الإخواني، من دمائه التي ستسيل للمرة الثانية في سبيل تحرير هذه المناطق التي كانت محررة، وقد تنجح العملية إذا غيرت حكومة “الشرعية” الميؤوسة. من رؤيتها وسياساتها تجاه القضية والمعركة.
ما حدث مؤخرا في شبوة، يقدم تجربة قابلة للتعميم في تعز ومأرب وغيرهما، من خلال العمالقة والقوات المشتركة أو من غيرها، ويبرهن عملياً للمرة الألف أن مسألة النجاح والفشل والتغيير يجب أن تستند لمعايير موضوعية.
تشترط العملية بالضرورة. قبل تغيير الأشخاص والأدوات، تغيير الرؤى والتوجهات والاستراتيجيات، منذ استحوذ الإخوان على “الشرعية”، تغيرت بوصلة الحرب من صنعاء إلى عدن، وانتزع الحوثي نهم والجوف والبيضاء ومعظم مأرب وأجزاء من شبوة، في الوقت الذي انهمك الإخوان فيه بتحرير سوقطرة من “الاحتلال الإماراتي”.!