أحيت “ألوية العمالقة” الجنوبية، آمال اليمنيين، في إمكانية الخلاص من مليشيات الحوثيين، ووأد المشروع الإيراني في بلادهم.
الانتصارات التي حققتها العمالقة وتحريرها شبوة بالكامل في أقل من نصف شهر تؤكد هشاشة المليشيات ومدى ضعفها حيث ضربت العمالقة المليشيات بقوة في الساحلين الغربي والشرقي.
ويوم الإثنين، أعلنت “ألوية العمالقة” تحرير جميع مديريات محافظة شبوة، جنوب اليمن من مليشيات الحوثي الإرهابية.
وقالت في بيان لها :”تعلن قيادة ألوية العمالقة استكمال المرحلة الثالثة من عملية إعصار الجنوب بتحرير مديرية عين في اليوم العاشر من العمليات، وبذلك تم تحرير جميع مديريات محافظة شبوة بالكامل”.
ويعيش اليمن منذ أكثر من 7 سنوات، حربا في محاولة لإنهاء عملية الانقلاب والاستيلاء على السلطة التي قام بها الحوثيون ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا في العام 2014، بدعم من حليفتهم إيران.
وتمكنت الألوية، القادمة من الساحل الغربي للبلاد، في غضون نحو 10 أيام فقط، على غير ما اعتاد عليه اليمنيون، من تحرير كامل محافظة شوبة جنوبي اليمن.
ولكن ما السر الذي جعل الألوية تنجح بسرعة في ضرب مليشيات الحوثي ودحرها وطردها من كامل شبوة؟.
ويكمن هذا الأمر في بقائها طوال الفترة الماضية بعيدة عن أي تجاذبات سياسية، وهو ما وفر لها حواضن، ودعما شعبيا في كل من المناطق التي وصلت إليها.
كما أنها مارست دورًا هامًا في الفصل بين قوات الحكومة اليمنية، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المتنازعة في محافظة أبين.
ويرى مراقبون أن “ما تتمتع به قوات ألوية العمالقة من قدرات قتالية جيدة وتدريب عال، وخبراتها المتراكمة من معاركها السابقة في الساحل الغربي للبلاد، مكّنها من إدارة عملية عسكرية خاطفة بنجاح في محافظة شبوة”.
وأضاف أن “عملية خوض المعارك، هي معيارية مقدمة في كل جيوش العالم، إضافة إلى أن ضباط وأفراد ألوية العمالقة، هم الأكثر تأهيلًا من أي وحدات عسكرية أخرى، ولذلك فإن المهام الصعبة تُسند إليهم”.
كيف تشكلت ألوية العمالقة؟
تعد “المقاومة الجنوبية” التي كانت عبارة عن تشكيلات عسكرية غير منظمة، استدعتها الظروف الطارئة لمواجهة مليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني الراحل، علي عبدالله صالح، التي اجتاحت عدن في مارس/ آذار من العام 2015، النواة الأولية لألوية العمالقة.
وبدأت ألوية العمالقة في التشكّل من خلال تأسيس أربعة ألوية في العام 2015، من مختلف مناطق جنوب البلاد، بعد أشهر من معارك اليمنيين بدعم من قوات التحالف العربي المشترك.
وباتت تلك القوات رقمًا صعبًا في معادلة الحرب اليمنية، وتدخلت وحداتها عسكريًا لمواجهة الحوثيين في عدة محافظات.
ونجحت في عملياتها العسكرية ضد عناصر تنظيم القاعدة بمدينة المكلا، محافظة حضرموت، قبل أن تزداد تكويناتها وتصبح 17 لواء، بتعداد يفوق 50 ألف مقاتل.
وبرز اسم هذا التشكيل العسكري الجديد، الذي لم يخسر معركة خاضها حتى الآن، بقيادة عبدالرحمن بن صالح المحرمي، المكنى بـ”إبي زرعة” عقب نجاحه الكاسح في عملية “الرمح الذهبي” العسكرية.
وهذه العملية أطلقتها قوات التحالف العربي لتحرير منطقة باب المندب الاستراتيجية المطلّة على المضيق المائي الرابط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، مرورا بمدينة المخا، غربي محافظة تعز، ووصولاً إلى مشارف مركز محافظة الحديدة، على امتداد الساحل الغربي للبلاد، بمسافة تُقدر بـ237 كيلو مترا، خلال فترة قياسية.
وتمرست قوات ألوية العمالقة على هزيمة الانقلابيين الحوثيين، وأوجعتهم في الساحل الغربي طيلة 6 سنوات.
ويأتي تدخل ألوية العمالية حاليًا لتأمين “الساحل الشرقي” لليمن، تأكيدا لهذا التمرس على هزيمة المليشيات الإرهابية.
وانطلاقًا من مديريات غرب لحج مرورًا بباب المندب وحتى مديريات تعز الغربية وجنوب الحديدة، وصولاً إلى مشارف مدينة وميناء الحديدة، استطاعت قوات العمالقة تأمين الساحل الغربي لليمن في أقل من عامٍ واحد.
ولولا اتفاق ستوكهولم الذي حال دون تحرير مدينة الحديدة، لنجحت العمالقة في محو اسم مليشيات الحوثي من التداول في اليمن، بحسب مراقبين عسكريين.
وقدرت مصادر عسكرية، أعداد ألوية العمالقة بأكثر من 50 ألف جندي مقاتل، يتوزعون على أكثر من 17 لواء عسكري ومجهزا بأحدث الآليات والأسلحة بفعل الدعم السخي من قبل دول التحالف العربي لهذه القوة الضاربة.
انتصارات العمالقة دفعت عناصر الحوثي إلى الفرار نحو محافظة البيضاء المجاورة، هربًا من مواجهة هذه القوة العسكرية الضاربة التي جرعتها مرارة الهزائم في عدة جولات سابقة.