أدان البرلمان العربي بشدة استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية، لمطار أبوظبي الدولي، لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال البرلمان العربي، في بيان له اليوم، إن ما حدث يمثل اعتداء إرهابياً جباناً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وكافة القوانين الدولية، واعتداء سافرًا على سيادة دولة الإمارات.
وأشار أنه يبرهن على إصرار هذه الميليشيات الحوثية الإرهابية على مواصلة اعتداءاتها الإجرامية الجبانة.
وأكد البرلمان العربي وقوفه في صف واحد إلى جانب دولة الإمارات، وتأييده لكافة الإجراءات التي ستتخذها للتصدي لهذه الأعمال التخريبية الجبانة.
ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات حازمة ضد هذه الميلشيات التي تؤكد أعمالها الإجرامية أنها منظمة إرهابية تشكل تهديدا خطيرا على أمن واستقرار المنطقة.
إلى ذلك قال خبراء ومراقبون دوليون، أن الهجمات الحوثية على دولة الإمارات قد يؤدي إلى زيادة التوترات الخطيرة. ومؤشر على تدهور المناخ الأمني في المنطقة.
وقالت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، إن الحادث الذي وقع في مستودع للوقود تابع لها بمنطقة المصفح في أبوظبي، صباح اليوم الاثنين، نتج عنه حريق. وإنها تعمل مع السلطات المختصة “لمعرفة وتحديد أسباب الحادث”.
وأضافت الشركة في بيان، “أدنوك تعرب عن أسفها لوفاة ثلاثة من العاملين جراء الحادث وإصابة ستة آخرين بإصابات طفيفة إلى متوسطة تلقوا العلاج اللازم”. وفق ما ذكرته وكالة “رويترز”.
كما أوضح، أن فرقا متخصصة تقوم حاليا بتقديم الدعم اللازم لأسر المتوفين والمصابين جراء الحادث.
وفي وقت سابق، قالت وكالة أنباء الإمارات (وام)، إن ثلاثة أشخاص قُتلوا وأُصيب ستة بجروح عندما انفجرت ثلاث شاحنات لنقل الوقود في منطقة مصفح الصناعية. وأضافت أن القتلى هنديان وباكستاني.
وقالت شرطة أبوظبي إن في بيان نقلته وكالة (وام) “تشير التحقيقات الأولية إلى رصد أجسام طائرة صغيرة يحتمل أن تكون لطائرات بدون طيار ’درون’ وقعتا في المنطقتين قد تكونان تسببتا في الانفجار والحريق”.
وتابع: “باشرت السلطات المختصة تحقيقا موسعا حول سبب الحريق والظروف المحيطة به، كما لا توجد أضرار تذكر نتجت عن الحادثين”.
وقال المتحدث العسكري باسم مليشيا الحوثي، إن ميليشياته شنت عملية عسكرية في عمق الإمارات وإنها ستُعلن التفاصيل في الساعات المقبلة. وحتى اللحظة لم تكشف المليشيا أي معلومات عن العملية التي تبنتها.
وكان الحوثيون، قد شنوا مرارا هجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة على السعودية. لكنهم لم يعلنوا مسؤوليتهم سوى عن عدد قليل من هذه الهجمات على الإمارات. وكثيرا ما كانت سلطات الإمارات تنفي وقوعها.
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، “دويلة صغيرة في المنطقة تستميت في خدمة أمريكا وإسرائيل. كانت قد زعمت أنها نأت بنفسها عن اليمن لكنها انكشفت في الآونة الأخيرة خلاف ما زعمت”.
وأضاف: في تغريدة على حسابه في تويتر، “وعلى إثر ذلك فهي بين أن تسارع لكف يدها عن العبث في اليمن أو جاءها بقوة الله ما يقطع يدها ويد غيرها”.
ويرى مراقبون، أن الهجمات التي تبنتها المليشيا الحوثية، تأتي فيما يبدوا على الخسائر الكبيرة التي تلقتها في مديريات بيحان غرب شبوة ومديرية حريب جنوب مأرب. حيث تخوض قوات مدعومة من الأمارات (ألوية العمالقة الجنوبية) معارك ضارية ضد المليشيا الحوثية، وحققت انتصارات كبيرة في فترة وجيزة.
وبحسب “رويترز” فإنه من المحتمل أن يؤدي هذا الهجوم إلى زيادة التوترات بين الإمارات وإيران بعد أن سعت أبوظبي للتواصل مع طهران لتفادي أي صراع إقليمي يمكن أن يضر بطموحاتها الاقتصادية.
وأنهى مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية التعاملات منخفضا 0.1 في المئة. متخليا عن المكاسب التي سجلها في الصباح بعد أنباء الانفجار والحريق. وكان المؤشر ارتفع 0.3 في المئة في أوائل التعاملات.
كما تزامنت هذه التطورات مع زيارة يقوم بها رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن، للإمارات.
وقال مسؤول بقصر الرئاسة الكوري، وفقا لـ “رويترز”، إنه تم إلغاء قمة كان من المقرر أن تنعقد بين مون وولي عهد أبوظبي بسبب تطورات عاجلة غير متوقعة.
إلى ذلك نقلت وكالة”- أسوشيتد برس” عن توربيورن سولتفيد كبير محللي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة فيريسك مابلكروفت، إن “هجوم اليوم يأتي بعد أيام فقط من تهديد الجماعات العراقية المدعومة من إيران بضرب أبو ظبي ردا على التدخل الإماراتي المزعوم في السياسة العراقية”.
وأضاف: “الهجوم يسلط الضوء على التهديد الصاروخي والطائرات المسيرة الذي تواجهه الإمارات ومنتجي النفط الرئيسيين الآخرين في المنطقة”.
وتابع: “ما لم تتوصل دول الخليج العربية إلى حل لنزع فتيل التوترات الإقليمية، فإنها ستظل عرضة للهجمات”.
كما نقلت “رويترز”، عن سولتفيد قوله: إن الهجمات التي يشتبه أنها تمت بطائرات مسيرة تمثل مصدر قلق لمراقبي سوق النفط في وقت تحاول فيه القوى العالمية إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وأضاف “مع نفاد الوقت أمام المفاوضين تتزايد مخاطر تدهور المناخ الأمني في المنطقة”.
ويرى كثيرون في المنطقة أن حرب اليمن حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. وقد زار مسؤول إماراتي كبير طهران لإجراء محادثات مع رئيسها الجديد الذي ينتمي لغلاة المحافظين الشهر الماضي في محاولة لتحسين العلاقات.
وكانت الإمارات قد قلصت وجودها العسكري في اليمن إلى حد كبير في 2019 لكن لا يزال نفوذها كبيرا من خلال قوات يمنية سلحتها ودربتها.
وكان الحوثيون، الذين أخرجوا الحكومة اليمنية المعترف بها من العاصمة صنعاء في أواخر 2014 مما أدى إلى تدخل التحالف، قد قالوا إن تنامي قدراتهم العسكرية سيسمح لهم باستهداف الإمارات.
وفي يوليو تموز 2018 نفت الإمارات تقارير ذكرت أن الحوثيين هاجموا مطار أبوظبي بطائرة مُسيرة. وبعد شهر قال مطار دبي الدولي إنه يعمل كالمعتاد بعد أن قالت وسائل إعلام يديرها الحوثيون إن الجماعة شنت هجوما بطائرة مُسيرة.
في السياق، نددت السعودية، بما وصفته “هجوما إرهابيا جبانا” استهدف مطار أبوظبي الدولي في الإمارات، مشيرة إلى أن الحوثيين في اليمن يقفون خلفه.
وأدانت زارة الخارجية السعودية في بيان “بأشد وأقسى العبارات، الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار أبوظبي الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة”.
كما أدانت العديد من الدول العربية، منها قطر واليمن والكويت، استهداف الحوثيين، أبو ضبي، معتبرين ذلك، تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي في المنطقة.