الحدث: غارة بطائرات مسيرة على دولة الإمارات العربية المتحدة، أسفرت عن انفجار ثلاثة صهاريج وقود، وحريق في موقع بناء في مطار أبوظبي، وإصابة ومقتل عدة أشخاص من جنسيات مختلفة.
الطرف المسئول: المحور الإيراني في المنطقة، بشكل عام. أما الفاعل المباشر، فهناك احتمالان وجيهان:
الأول. إيران: يرى بعضهم أن الفاعل المباشر هو إيران، القريبة من السواحل والأهداف الإماراتية.
الثاني. الجماعة الحوثية: التي أعلنت عن مسئوليتها عن الغارة، وصرح بعض مقربيها أنها تمت بـ: 20 طائرة مسيّرة و10 صواريخ باليستية.
الدافع: يرى أصحاب فرضية الفاعل الإيراني، أن العملية رد وانتقام إيراني غير مباشر، من إسرائيل التي قصفت عدة مدن إيرانية، بالطائرات المسيرة، قبل عدة أيام.
لكن الأرجح، هو أن الجماعة الحوثية هي التي فعلتها، بغض النظر عن مسألة القدرة التقنية، إذ يمكن لهذه الجماعة امتلاكها في ظل الرعاية والخبرة الإيرانية.
أما دافع هذه الجماعة فهو أكثر وضوحاً ومباشرة: الانكسارات العسكرية الكبيرة، التي تكبدتها في شبوة خلال الأيام الماضية، والتي يتوقع أن تتكبدها في مأرب وغيرها من الجبهات خلال الفترة القادمة.
أو بعبارة أخرى: الدافع هو الورطة العسكرية التي تمثلها لها القوات المشتركة، وقوات العمالقة، وهي قوات مدعومة من قبل التحالف، ودولة الإمارات العربية بشكل خاص.
كان المشهد العسكري في اليمن لصالح الجماعة الحوثية حتى وقت قريب، في ظل جبهات نائمة، وفساد مريع ينخر كيان ما يسمي بالجيش الوطني، وسيطرة الإخوان على نصيب الأسد من قرارات ومقدرات الشرعية.
إزاحة الإخوان عن شبوة، قلب هذا المشهد رأساً على عقب، خلال ايام، ولم يتوقف الأمر في حدود شبوة، فاتجه إلى مأرب، ما هدد مستقبل الطرفين، بداية بالإخوان الذين يخافون من تكرار التجربة في جبهات أخرى، فباركوا هذه العملية الحوثية على الإمارات، ورددوا هشتاج “تسلم الأيادي”.
أما الحوثي فهو الذي دفع ويدفع فاتورة مكلفة من الأرواح والعتاد والأرض، كل يوم، لصالح القوات المشتركة، والعمالقة، التي أصبحت عنوان المرحلة الجديدة في التعامل مع الحوثي، وإدارة الحرب في اليمن.
لم تخف القيادات الحوثية هذا الدافع المكشوف، لاستهداف الإمارات، وصرحت بلا مواربة عن هدفها من هذا الاستهداف. متمثلا بثني الإمارات عن موقفها من هذه القوات، وإجبارها على التراجع عن سياستها في اليمن.