مقالات

رسائل الحوثي المفخخة للخارج والرد المنتظر

يمكن قراءة انعكاسات الميزان العسكري، ووضع الحوثي ميدانياً الذي لم يعد بذات القوة السابقة، من خلال نقله المعركة إلى الخارج وتوجيه ضربات للدول المنخرطة في حرب اليمن.

لا أحد يصدر حكماً بفاعلية أو عدم فعالية خوض حرب المسيرات، إلا بمقدار ما تؤثر على ميزان القوى العسكري في الداخل، وتفرض على الجوار إعادة تقييم سياسات الدعم المقدم لخصوم الحوثي، وهو ما لم يحدث حتى الآن، بل ربما يواجه بمضاعفة دعم الخصوم، ومحاولة التصعيد الأشد ضراوة، حد توسيع نطاق المواجهة وفتح المزيد من الجبهات.

ندرك أن ضرب المنشآت المدنية، لا يدخل في سياق مشروعية الحرب -ينطبق الأمر على كل الأطراف- وأن الاستهداف الأخير، سيُقابل بردود فعل دولية مستنكرة، ولكن في حسابات خبراء السياسة ومراكز اتخاذ القرار في دول التحالف، ربما استهداف مطار أبوظبي سيضعهم أمام أحد الخيارين:

إما الانكفاء إذا ما تم الوصول إلى تدمير أو إلحاق الضرر البالغ ببناهم الاقتصادية الاستراتيجية، أو محاولة اتباع سياسة الأرض المحروقة، حيث لا جبهة خارج مربع الصراع، ولا محافظة محمية باتفاقات دولية.

وهنا أقصد احتمالية الرد في ميناء الحديدة، ومغادرة التزامات قيود اتفاق ستوكهولم ببنوده الملزمة.

استهداف المراكز الحيوية في العاصمة الإماراتية، يكشف عن ضيق الحوثي من زيادة أو عودة المجهود العسكري الإماراتي إلى سابق عهده، قبل إعلانه الانسحاب من ملف حرب اليمن، والانتصارات المحققة في شبوة والزحف نحو حريب.

وهو -أي القصف- رسالة أُخرى محمولة على ذات المسيرات موجهة للسعودية، مفادها خفض سقف التدخل مقابل عدم استهداف المرافق النفطية الحيوية، والأمن الداخلي السعودي.

الحوثي بعث رسائله المفخخة، وينتظر الرد، إما رضوخاً لطلباته أو تصعيداً واسع النطاق.

إجمالاً، الحوثي يخسر في حربه الداخلية، فيفر إلى الأمام بتحقيق انتصارات لا تغير شيئاً جوهرياً في ميزان القوى على الأرض، ولكنها تمنحه فرصة تسويق نفسه بين أنصاره بأنه ما زال هو الأقوى.

هل يخسر الحوثي في هذه الضربة وهل ستكون لها ما بعدها؟

الإجابة رهن بردود فعل الطرف الآخر، إما الخضوع لتفاهمات سرية، أو الدخول في حرب كسر عظم، كل شيء أو لا شيء.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى