باتت محكمة عتق الإبتدائية في محافظة شبوة قبلة وحيدة يلجا إليها مواطنو المحافظة من جميع المديريات لإستكمال معاملاتهم التي تتطلب احكام ووثائق شرعية سيما وان بقية المحاكم مغلقة ابوابها.لعل الزائر لمحكمة عتق يلاحظ مستوى النشاط والحركة اليومية التي تعج فيها وكذا دقة الإنضباط الوظيفي خلال ساعات الدوام الرسمي ، وإنعقاد الجلسات الشبه يومية للنظر في مختلف القضايا بمافيها القضايا الجنائية والجسيمة .
لا نبالغ اذا قلنا ان تميز هذه المحكمة ياتي من تميٌز ونجاح وتفرد رئيسها القاضي الشاب/ ياسر سيلان الذي يشهد له الجميع ،بالنزاهة ،والأمانة ،والإنضباط ، والحزم ، والقوة ، والكفاءة والشجاعة والهيبة .هذا القاضي واحد من فرسان العدالة الذين جادت بهم اليمن عامة وشبوة خاصة ، فلقد فرض إحترامه لدى ابناء المحافظة عامة وهو يؤدي مهام عمله على اكمل وجه، في ظل واقع ومرير محاط بالمخاوف ومطرز بكوم من الاشواك والمطبات المتعددة .
الحقيقة في هذه المحكمة وعلى عاتق رئيسها وقاضيها ياسر سيلان يسير مجرى العدالة مجراها القانوني بعقد الجلسات للنظر والحكم في قضايا المواطنين الواردة من ثلاث مديريات عتق ، الصعيد ،حبان ، وعلى طاولتها تستكمل معاملات المواطنين من سبعة عشر مديرية .وانت تراقب المشهد من داخل حيطان هذه محكمة تشعر حينها بوجود الدولة وهيبتها وتجد نموذج مثالي للمؤسسةالقضائية ومكانته . لست أنا من يقول ذلك، بل لغة الارقام هي من تشهد وتتحدث عن انجازات على الأرض لهذه المحكمة وقاضيها وكوادرها في فترة قياسية لا تتجاوز سته اشهر ، حيث اصدرت خلال العام الهجري الجاري من محرم الى جماد الاخر 1443ھ – (22) حكماً في قضايا جنائية جسيمة و(7 ) احكام في قضايا مدنية و(8 ) أحكام في قضايا احوال شخصية (20 ) حكما في قضايا جنائية غير جسيمة و( 706 ) أحكام بإنحصار وراثة وإضافة لقب واثبات زواج واعالة وإذن بالسفر …الخ .
تحصد محكمة عتق هذا الرقم بإنجاز القضايا، في وقت ابواب جميع المحاكم الإبتدائية موصودة منذ سنوات في مديريات محافظة شبوة .مع ان محكمة عتق تعاني من نفس الضروف والصعوبات والعراقيل التي يشكو منها قضاة و طواقم المحاكم المغلقة بل وربما اكثر فعلى سبيل المثال الضروف الأمنية مع عدم توفير حوافز لأفراد الحماية لمبنى المحكمة وكذا نعدام وجود سكن لرئيس المحكمة بينما المحاكم في المديريات لديها ملاحق سكنية مع ان محكمة عتق توريد كل ايراداتها الى للبنك المركزي في المحافظة .
لكن الفرق بين هذا وذاك ان لدى القاضي ياسر سيلان عزيمة وإصرار وضمير حريص على مصالح المواطنين جعلته يواجه الضروف والتحديات ليؤدي امانة المسئولية الملقاة على عاتقه . صدقوني ليس الهدف من مقالي هذا المديح اوالتمجيد لهذا القاضي ولكن نستعراضه كنموذج للنجاح والتميز على أمل ان يقتدي به الآخرين ويسلهموا منه العزيمة في مجابهة الضروف والتحديات من اجل خدمة المواطنين في هذه المرحلة الصعبة .
نقولها وبدون مجاملة محكمة عتق ممثلة قاضيها ياسر سيلان وطاقمه يستحقون كل معاني التقدير والإجلال الإحترام من الجميع وكذا تقديم الدعم اللازم من قبل الحكومة والسلطة المحلية لانهم اثبتوا وجودهم على ارض الواقع و في الوقت الصعب هرب منه الكثير .