الردع ضرورة.. “التراخي الدولي” يغذي أطماع الحوثي
أصبح التراخي الدولي والأممي وعدم اتخاذ موقف حاسم لردع إرهاب الحوثي يشكل خطرا محدقا يغذي الانقلاب ويعقد أزمة البلد التي دخلت عامها الـ7.
اليمنيون أجمعوا ومن خلفهم الحكومة المعترف بها دوليا والقوى السياسية وحتى العسكرية على أن “التماهي الأممي” -على حد وصفهم- بأنه كان السبب الرئيسي في إدخال البلد نفقا مظلما، وعرقلة التوصل لأي تسوية سياسية.
وشجع مليشيات الحوثي على التمادي وممارسة أعمالها الإرهابية وتهديد استقرار اليمن والمنطقة بعد استثمارها لغياب الموقف الدولي والأممي الحاسم كفرص ثمينة في فرض مشروعها بقوة السلاح.
ومنذ حروب التمرد الـ6 على الدولة (2004-2009)، مرورا بالتمدد واجتياح صنعاء والانقلاب على السلطة الشرعية في سبتمبر/أيلول 2014 وحتى اليوم بعد امتلاك الحوثيين أسلحة إيرانية نوعية وتهديد مصالح العالم، لم يتخذ المجتمع الدولي موقفا حاسما لردع هذا العبث الذي يفتك بـ30 مليون إنسان وبلغ ضرره دول الجوار.
تراخٍ وتماهٍ
ويسترجع السياسي اليمني فخر العرشي، سجل مليشيات الحوثي العابث في البلد منذ انقلابها على “مخرجات الحوار التي وفرت فرصا متساوية لتحقيق العدالة الشاملة وبناء الدولة اليمنية الحديثة فيما كان الموقف الأممي المعني بإخراج اليمن من ذلك المأزق سببًا رئيسيًا في رفع المليشيات سقف الأطماع في البلاد”.
وأكد العرشي أن حالة التراخي والتماهي الأممي منذ تلك الفترة كانت سببا في تعقيد المشهد ومهاجمة مليشيات الحوثي للمحافظات والسطو على المؤسسات، حتى بلغ الأمر إلى محاصرة الرئيس اليمني ووضعه تحت الإقامة الجبرية.
وأضاف السياسي والإعلامي العرشي، أن المبعوث الدولي إلى البلاد أدى “دورا مريبا ومشبوها” بعد تعامله مع الانقلاب “كأمر واقع”، وكان السبب بما وصل إليه اليمن اليوم من اقتتال طاحن بلغ ضرره دول الجوار.
ومنح التراخي الدولي والأممي، مليشيات الحوثي فرصا ذهبية لممارسة أعمالهم الإرهابية وتهديدهم استقرار المنطقة، ويؤكد العرشي أن ذلك أطلق يد الانقلاب في ارتكاب مجازر كل يوم “على مرأى ومسمع ومعرفة مسبقة أو لاحقة من المجتمع الدولي”، على حد قوله.
وعدد السياسي اليمني أدلة بقاء المجتمع الدولي مكتوف الأيدي تجاه تعنت الحوثيين، منها رفض إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة ورفض “استقبال فريق الخبراء واستقبال المبعوث الأممي السابق واللاحق والتنصل عن اتفاق ستوكهولم والواسطة العمانية والمبادرة السعودية”.
وأشار إلى أن هذه “سلسلة من العروض لم ترق للمليشيات الحوثية، وكانت تراهن على توجيهات ضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو بإسقاط مأرب، وفشلت كل المساعي واستمرت الأمم المتحدة في موقفها الضبابي”.
وشدد العرشي على ضرورة مراجعة المجتمع الدولي موقفه حيال “استمرار تمكين المليشيات الحوثية من اليمن”، والعمل على إدراج المليشيات على لائحة الإرهاب.
ونبه السياسي اليمني إلى أن تصنيف الحوثيين كيانا إرهابيا يساهم في “وقف إيران تصدير الإرهاب والسلاح والمخدرات والتمويل المالي لمليشيا الحوثي، ويسرع في هزيمتها، ويجفف منابع التمويل المشبوه”.
كما “يسحب الصفات التي تستخدمها المليشيات بدواع إنسانية أو عمل المنظمات الدولية في صنعاء التي هي في الأساس عامل مساعد لتمرير ما تعجز المليشيات عن تمريرة”، وفقا للعرشي.
حق الرد
وحول احتفاظ دولة الإمارات والسعودية بحقهما في الرد إثر الهجمات الحوثية، يذهب العرشي إلى امتلاك التحالف العربي خيارات استراتيجية كثيرة منها “دعم المقاتلين في الجبهات، والتي وجدت نجاحا كبيرا في تحرير عين وبيحان وعسيلان، وتجري عمليات تحرير مديريات مأرب”.
وقال إن “الرد على المغامرة الحوثية باستهداف مطار أبوظبي، كذلك استهداف المدنيين والأعيان والمنشآت في السعودية وكذا المحافظات اليمنية المحررة، تستوجب الرد وفق قواعد الاشتباك وبما يتوافق مع قانون الإنسان الدولي”.
من جانبه، يرى عضو الدائرة التنظيمية للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية عبدالسلام القيسي أن السعودية ودولة الإمارات وكل دول التحالف تملك حق الرد على الهجمات الحوثية دفاعا عن النفس وعن أراضيها ومكتسباتها وكذا لبتر الذراع الإيرانية باليمن.
و”تكفل شرائع الأمم المتحدة بالنسبة للشعب اليمني حقه في استعادة دولته وإنهاء الاستبداد الدموي بحقه”، على حد تعبيره.
جرائم وتهديدات
لم تكتف الأمم المتحدة بتجاهل جرائم الحرب الحوثية بحق الشعب اليمني بل ووصول الأمر إلى دعمهم ماليا ومساعدتهم على البقاء في تهديد مصالح المنطقة والعالم.
ووفقا للقيسي فإن الأمم المتحدة قامت مؤخرا بدعم مليشيات الحوثي بملايين الدولارات لنزع الألغام رغم أنه الطرف الوحيد الذي يزرع الألغام، وهو ما سماه “التواطؤ الأممي”.
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي رفضت فرق الصيانة لصافر وقرصنة السفن التجارية آخرها سفينة “روابي” الإماراتية، وهددوا الملاحة البحرية والجوية وقصفوا المطارات في اليمن والسعودية ودولة الإمارات، وزرعوا آلاف الألغام العائمة في البحر الأحمر في جرائم لم يتخذ المجتمع الدولي حيالها أي موقف رادع.
وأضاف “يرتكب الحوثيون أبشع جرائم الإبادة بحق الشعب اليمني ويرفضون الحلول السياسية، وتقوم نظرته الحاكمية على كل ما عداه كافر، إذ لم يكن هذا إرهابا فما هو الإرهاب.. على المجتمع الدولي النظر بأمر تصنيفه كالقاعدة وداعش”.
من جهته، ينتقد الإعلامي في ألوية العمالقة الجنوبية عبدالسميع الأغبري الموقف الأممي الذي أعطى مليشيات الحوثي فرصا كثيرة، لتوسيع قاعدة إرهابهم في المنطقة، أحدثها الهجمات الصاروخية على المدنيين في شبوة ومأرب وزرع عشوائي للألغام في مسعى لعرقلة تقدم القوات.
وأشاد الأغبري بـ”الدور الهام” لمقاتلات التحالف في معركة مأرب وإسناد العمليات العسكرية ودك مواقع وتعزيزات وتحركات عناصر مليشيات الحوثي بما فيه الضربات في عمق محافظة البيضاء لمطاردة قواعد إطلاق صواريخ باليستية.
وأكد عزم ألوية العمالقة الاستمرار في مواصلة الانتصارات وتحقيق حلم كل أبناء اليمن المتمثل في طرد كل المليشيات الإرهابية واجتثاث مشروعها الإيراني.