معجزات الإمارات.. وأوهام الحوثي
في وقت تحتل فيه الإمارات المرتبة الأولى عالميا في 152 مؤشرا تنمويا واقتصاديا، كانت مليشيا الحوثي تقصف منشآت مدنية على أرضها.
هذا بحد ذاته مؤشر مزدوج.. مؤشر الإمارات في تشكيل نموذج عالمي للتطور والتنمية والنجاح، وتحويل الفرص إلى إنجازات مستدامة، بينما مؤشر ميلشيا الحوثي، التي لا تعرف سوى ممارسة العنف والإرهاب والقتل، يراهن عبثا بقدرتها المتداعية على حجب الشمس.
تتصدر الإمارات العالم اليوم في 152 مؤشرا تنمويا واقتصاديا، بفضل خطط تنمية قوية مستدامة، وشراكات فعالة.. “الإمارات الأولى عالمياً في ثقة الشعب بحكومته” بشهادة دولية.. فهل يحظى إرهاب الحوثي بثقة أحد من شعب اليمن المنكوب بهذه المليشيا؟!
“دولة الإمارات الأولى عالمياً في التكيف مع المتغيرات”.. تلك سمات الدول الخالدة.. أما المليشيات فزائلة حتما.
مليشيات “الحوثي” لا تعرف العواقب، التي ستنعكس عليها من جراء ممارستها الإرهاب، إذ يعرف الجميع أن الإمارات، وبفضل سياستها الحكيمة، تحولت خلال العقود الماضية إلى واحد من أهم المراكز الاقتصادية في العالم، بعد أن تحولت إلى قبلة للسياحة، والتجارة، والاستثمار، وتوليد الطاقة، والإعلام، والتسامح، والتعايش بين الثقافات والمعتقدات، وهو ما لا يدرك الحوثي قيمته، إذ لا يجيد سوى العنف والإرهاب.
إن الحقائق، التي ظهرت على ساحة المشهد العالمي والإقليمي وفي الميدان اليمني، عقب الاعتداء الحوثي ضد منشآت مدنية على أرض الإمارات، تؤكد صحة ما ذهبنا إليه أعلاه، وهي حقائق تجلت في:
1-الإجماع الدولي في مجلس الأمن على إدانة العدوان الحوثي، وسط الدعوات الإقليمية والدولية إلى اتخاذ موقف حاسم ضد هذه المليشيا الإرهابية لردعها بدلا من الاكتفاء بإدانتها.
2-الإجماع العربي، الذي برز خلال الاجتماع الأخير لجامعة الدول العربية، في الوقوف إلى جانب دولة الإمارات والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، وما زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الإمارات إلا تعبير عن هذا الإجماع والتلاحم.
3-تعالي الأصوات في مراكز مؤسسات القرار الأمريكي، كالبنتاجون والخارجية والكونجرس، الداعية إلى إعادة تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، وهو ما لا يترك أمام الرئيس جو بايدن سوى اتخاذ مثل هذا القرار إن عاجلا أو آجلا.
4-أن عدوان الحوثي على منشآت مدنية بالسعودية والإمارات أعطى الحق القانوني والأخلاقي للتحالف العربي في الرد على العدوان، بتدمير مراكز ومقار ومخازن الحوثي من الأسلحة والمعدات، وكذلك في مطالبة المجتمع الدولي للتحرك، والضغط من أجل تحقيق التسوية والسلام في اليمن، ويأتي على رأس ذلك قرار مجلس الأمن الدولي 2216 وإعادة الاعتبار للجهود والمبادرات السلمية التي طرحت لحل الأزمة اليمنية سلميا.
5-التطورات المتسارعة في الميدان، وكان آخرها استعادة قوات العمالقة الجنوبية السيطرة على أول مديرية في محافظة مأرب في الشمال، بعد تحرير ثلاث مديريات في محافظة شبوة، وهو ما يؤكد قدرة هذه القوات على ضرب عمق الحوثي، وإلحاق هزيمة تلو الهزيمة به.
6-حالة التلاحم العربي والدولي مع دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي برزت في ظل هذه التطورات الميدانية والسياسية، تؤكد القدرة العالية للدبلوماسية الإماراتية في فضح جرائم الحوثي وإرهابه، وهذه حقيقة تنبثق من أن الإمارات تشكل مركزا للتوازن العالمي والإقليمي، وتحتل أهمية جيوسياسية لمصالح عالم يؤمن بالتنافسية والقدرة على تحقيق الإنجازات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، فالعالم يحرص في النهاية على مثل هذا النجاح والتوازن من أجل علاقاته ومصالحه.
ما سبق يؤكد حقيقة أوهام الحوثي ورهانه الفاشل على أن توجيه ضربات عبر مسيرات غذّته بها إيران ستوثر في سمعة الإمارات ومصداقيتها وقوتها، لقد اعتقد الحوثي -وساء ما يعتقد- أنه بسلوك الإرهابي يمكنه التضييق على دولة بحجم الإمارات، لكن الأمر انقلب عليه، إذ إنه بعبثه هذا ضيّق الخناق على نفسه، وبات يعيش في أزمة من الاتجاهات كافة.
خلط الأوراق ليس في صالح الحوثي ولا حتى في مصلحة داعمه الإيراني، الذي يبحث عن تفاهمات مع الغرب في فيينا، ويمارس أقصى البراجماتية في سياسته الخارجية، وربما لن يجد معضلة في وقف إمداده للحوثي أو الحد منه إذا وجد أن مصالحه من خلط الأوراق ستتضرر ضررا بالغا مع نقطة توازن حيوية في مصالح المنطقة والعالم.