مقالات

نثرة 11 فبراير والقطعان المؤدلجة العمياء

تقولوا أيش عد باقي من مشاريع عظيمة بيتم تدشينها هذي السنة بمناسبة ذكرى نثرة فبراير 2011؟

يعني خلال 11 سنة، مابوه شيء إلا عملوه، واحنا شعب بطران عليهم.

* *

بالأيام الأولى ل11 فبراير 2011 وعاد “شجعان الزحمة” موسحين في مخابئهم، وعاد قادتهم ما قالوا لهم: هوشوا يابعااااع، كنت من أوائل الشبان اللي أسسوا ساحة الحرية بتعز.

وكان الموضوع عندي تضامنا بكل شجاعة مع مطالب الشباب بحق الحصول على وظائف وعلى مستقبل أفضل.

ومنه برضه تضامن مع المطالبة المستمرة لأحزاب المعارضة بضرورة إصلاح سياسي لنظام صالح.

ويوم صحت “ارحل” في الأسابيع الأولى من المسيرات الاحتجاجية، كان القصد انو خلاص يكفي علي عبدالله صالح 33 سنة رئاسة وانو لازم يجي واحد ثاني غيره بانتخابات رئاسية لا يترشح فيها صالح.

وكانت هذه مطالب مشروعة ما فيها أي ضغائن ولا أحقاد ولا أي حسابات سياسية من هاذيك اللي تبيع وتشتري في هموم ومعاناة الناس.

وكان تواجدي اليومي في الساحة مع شباب 11 فبراير الأنقياء والمستقلين؛ أصحاب شعار “لا حزبية ولا أحزاب.. ثورتنا ثورة شباب” بحافز حماية مطالبهم المشروعة اللي كانت مطالبي أنا أيضا كمواطن يمني اشتي بلادي تتطور.

لكن أول ما قالت قيادات الأحزاب لقطعانها: هوشوا يابعاع.

بالذات بعاااع الإصلاح، تحول كل شيء في الساحة إلى خصومات كيدية، وإلى لصوصية أخرى أكثر وقاحة من لصوصية النظام اللي خرجوا إلى الشارع ليسقطوه.

من بعدها؛ في الشهر الأول تحديدا خضت مع شجعان “الزحمة” معارك يومية مستمرة داخل الساحة وفي صحيفة حديث المدينة حول خطابهم السفيه، وحول أدائهم القبيح كقطعان مؤدلجة وعمياء تناطح من أجل تغيير صالح بعلي محسن؛ الشريك الأطول عمرا والأكثر نفوذا في منظومة صالح نفسها..!

وكان العقال يا سعم من أحزاب الاشتراكي والناصري يقولوا لي:

مش وقت علي محسن ذلحين؛ الهدف الأهم والأول هو الرئيس صالح.

وماكنتش مقتنع بهذا الهدار، ولا مقتنع ب”حيا بهم، حيا بهم”، ولا مقتنع بفكرة “إسقاط النظام عبر الفوضى”، ولا مقتنع باقتحام المعسكرات وتعطيل مؤسسات الدولة، وجاهرت بقناعتي هذي من خلال كتاباتي وصحيفتي ومن خلال تواجدي في الساحة أيضا.

وعشان كذا لقيت ما لقيت من التهم التحريضية ضدي؛ وعشان كذا برضه منعوني “شجعان الزحمة” من الدخول إلى الساحة، وقلت: فكه من مكه.

والصدق أني في هاذيك الأيام قبل ما يطلعوني “عفاشي ومندس وأمن قومي”؛ كنت أذكر أننا وعبدالمجيد الزنداني في خندق واحد ويطير النوم من عيني.

والآن وبعد النتائج العظيمة اللي تحققت من التواطؤ مع مشروع “شجعان الزحمة” اللي فحطوا كلهم بنهاية المطاف إلى تركيا وقطر، اشتي أسأل المغفلين اللي عادهم مترسين لاذلحين وراء هذه النثرة اللي دهفت البلد إلى ستين داهية:

امانة عليكم يجي لكم نوم وانتوا والزنداني وشجعان الزحمة في خندق واحد؟

اللي يجي له نوم منكم؛ فهذا هنيت له والقلب الطربال اللي معه.

زر الذهاب إلى الأعلى