“لو سقطت الحديدة سينتهي الدعم الإيراني”.. بهذه العبارة اختصر خبير في حزب الله الإرهابي أهمية الميناء اليمني للحوثيين.
وجاء حديث الخبير في حزب الله ضمن تسجيل مصور نشره التحالف العربي الشهر الماضي حين كان القيادي في مليشيات الحوثي أبو علي الحاكم يصغي جيدا لتوجيهات الخبير اللبناني، وهو ينقل لقيادات مليشيات الحوثي رسائل حسن نصر الله أمين عام الحزب.
وتستخدم مليشيات إيران الحوثية ميناء الحديدة لمهمتين عسكريتين، أولهما استقبال الأسلحة والمعدات التقنية والخبراء الأجانب الذين يتم تهريبهم، والأخرى قاعدة لانطلاق الهجمات البحرية الإرهابية ضد الملاحة الدولية ودول الجوار.
واستغلت المليشيات الحوثية اتفاق ستكهولم لتمرير شحنات الأسلحة بوتيرة عالية منذ أواخر 2018، بعد أن قامت بترسيم عناصرها داخل الميناء وإحلالهم محل قوات خفر السواحل وعناصر الأمن المحلية، في التفاف على الاتفاق الأممي.
كذلك تستغل المليشيات الحوثية الجانب الإنساني كغطاء لعملياتها العسكرية، حيث تتعمد تعطيل الميناء وعرقلة سفن الإغاثة وخلق أزمة إنسانية لضمان بقاء الميناء تحت حماية اتفاق الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، وبالتالي استمرار تهريب الأسلحة والخبراء.
مصادر خاصة كشفت معلومات عن طرق تهريب مليشيات الحوثي للأسلحة الإيرانية عبر ميناء الحديدة وتحويله إلى قاعدة عسكرية.
وأكد مصدر مطلع استقبال مليشيات الحوثي شحنات أسلحة أسبوعيا عبر ميناء الحديدة، وكذلك ميناء الصليف.
وبحسب المعلومات الهامة التي كشف عنها المصدر، فإن القيادي الحوثي المدعو يحيى شرف الدين والمعين من المليشيات نائبا لمدير ميناء الحديدة هو من يشرف شخصيا على عمليات تهريب الأسلحة والخبراء القادمين من إيران.
وأشار إلى تزايد وتيرة عمليات التهريب في الآونة الأخيرة، حيث توقع المصدر أن ميناءي الحديدة والصليف سوف يستقبلان شحنات الأسلحة بشكل يومي عما قريب.
وفي السياق، كشف ضابط في قوات خفر السواحل اليمنية بالحديدة عن معلومات حول سفن تهريب السلاح للحوثيين.
وقال الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن تهريب السلاح إلى ميناء الحديدة يتم عبر سفن مشبوهة، حيث يملك حزب الله والفصائل الموالية لإيران في المنطقة مئات السفن التي تجوب البحار وأغلبها مجهولة تستخدمها للأغراض العسكرية من نقل خبراء وتهريب السلاح.
وأكد أن تلك السفن تقوم بمهام بنقل الخبراء الإيرانيين والتابعين الحرس الثوري، تمهيدا لإدخالهم عبر قوارب صيد صغيرة إلى ميناء الحديدة ونقلهم إلى الجبهات.
وكشف ضابط البحرية اليمنية، أيضا، عن قيام مليشيات الحوثي بإرغام السفن التجارية على استخدام أجهزة الرادارات والأجهزة الملاحية لأغراض عسكرية وتجسسية ضد السفن الملاحية.
وأوضح أن مليشيات الحوثي تستخرج معلومات هامة بالقوة من رادارات السفن التجارية الراسية بميناء الحديدة، واستخدام تلك المعلومات للقرصنة البحرية كما حدث لسفينة روابي.