بمجرد خروج مليشيات الحوثي الإرهابية من مناطق ومديريات اليمن، تعود الحياة إلى تلك النواحي التي عانت كثيرا في ظل الانقلابيين.
هذا كان حال مديرية حريب، جنوب محافظة مأرب، التي تنفست هواءً نقيًا عقب خروج الحوثيين مطرودين مدحورين منها، تحت ضربات أبطال ألوية العمالقة الجنوبية.
ومؤخرًا، عادت الحياة بكل تفاصيلها، بما فيها أنوار الكهرباء، ولخدمات العامة الأخرى إلى ربوع حريب وقراها عقب تحريرها بالكامل من مليشيات الحوثي.
وفي حين يعم الظلام البقاع التي تقع تحت طائلة الحوثيين، تشرق شمس الخدمات والأمن بمجرد خروجهم.
عودة الكهرباء
شهور منذ انقطاع خدمات الكهرباء عن شعاب ومناطق مديرية حريب؛ بسبب سيطرة الحوثيين على نواحيها، غير أن الوضع الخدمي هناك تغيّر بمجرد دحرهم من المديرية، وفق مسؤولين محليين في المديرية.
ودشنت المؤسسة العامة للكهرباء بمحافظة مأرب، إعادة خدمة التيار الكهربائي إلى عموم وقرى مديرية حريب، مع عودة الدولة بمؤسساتها ومرافقها الخدمية العامة.
لتؤكد عصابات الحوثي، بحسب المسئولين عن الخدمات، مرة أخرى أن لا علاقة لها بالدولة بل تتهرب من الاضطلاع بتوفير الخدمات التي ينتظرها ويحتاجها المواطنون، وبدلا عن ذلك تمتهن القتل والتخريب.
وأشار المسؤولون في حريب إلى حوادث تخريب متعمدة مارسها الحوثيون في مديرية حريب، لتدمير البنية التحتية، وليس فقط منع توفير الخدمات.
مدير فرع مؤسسة الكهرباء بمأرب وعضو لجنة تطبيع الأوضاع في مديرية حريب، عبدالهادي الشبواني، أوضح أن المؤسسة أعادت تشغيل محطة كهرباء حريب.
وقال الشبواني إن تشغيل الكهرباء جاء بعد استكمال عملية إصلاح الشبكة المتضررة من الحرب في المديرية وتزويد المحطة بـ (90) ألف لتر من الديزل اللازمة لتشغيلها.
وأشار إلى أن إعادة خدمة التيار الكهربائي تأتي ضمن جهود السلطة المحلية لتطبيع الأوضاع في مديرية حريب وإعادة أهم الخدمات الأساسية إليها، بعد تحريرها من سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران.
مرحلة ما بعد الحوثي
الوضع في حريب ما بعد التحرير، لن يكون كما قبله، وهذا الأمر ينطبق على المناطق المحررة من مليشيات الحوثي كافة، سواءً في شبوة أو مأرب.
فهذه المناطق تحولت عقب تحريرها إلى ورش عمل مفتوحة، لاستعادة الخدمات العامة، ورفع كل مظاهر الحرب منها، وليس فقط توفير الخدمات.
هذا ما أكده وفد رفيع من سلطات مأرب وصل إلى مديرية حريب عقب تحريرها من قبل قوات العمالقة في مهمة تطبيع الأوضاع وإعادة الحياة.
فيما تدخلت فرق هندسية في مهمة أخرى تستهدف نزع الألغام والعبوات التي زرعتها مليشيات الحوثي وخلفتها وراءها، باعتبارها أحد مظاهر الحرب التي تسببت بها المليشيات.