تنشغل بريطانيا بملاحقة سياسية لرئيس الوزراء بوريس جونسون تحت غطاء أخلاقي وقانوني، لأنه خالف القواعد التي وضعتها حكومته نفسها لمحاربة وباء الكورونا حين أقام حفلا مزدحما في سكنه الرسمي بمناسبة أعياد الميلاد شهر ديسمبر 2021.
لا يكترث المواطن العربي بالخبر وربما قدره كثيرون تافها ولا يستحق التوقف عنده، لأن مشاغلهم اليومية أكثر أهمية حين يبحثون عن ملجأ يحميهم من القذائف والصواريخ التي تسقط يوميا على رؤوسهم ويقضون يومهم للبحث عن وجبة لأطفالهم ومستشفى لعلاج جرحى القذائف الشقيقة والصديقة.
بوريس جونسون رئيس حكومة واحدة من أعظم وأقوى دول العالم، لكنه أمام البريطانيين ليس أكثر من مواطن تنطبق عليه القواعد والقوانين والأعراف، وتقوم الشرطة بالتحقيق معه دون تحيز أو محاباة، ولم يدافع عنه أحد ولم يتمكن هو نفسه من تبرير فضيحته الأخلاقية.
الفارق الأخلاقي شاسع فيما يتعلق بقضاياهم المحلية فقط، لأنهم يحترمون شعوبهم ولا يتمكنون من الهروب والتملص من أخطائهم.
في العالم العربي تمر عابرة سريعة القضايا التي تحمل مضموناً أخلاقياً وقانونياً ولا يهتم بها الإعلام العربي البائس، لأنها تثير الحساسية لدى المتسلقين والباحثين عن رضا المسؤول في كل المستويات حتى إن كان فاسداً عابثاً مهملاً كسولاً غير كفء.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك