المخابرات الأمريكية: إدارة بايدن تدرس بجدية إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
تدرس إدارة بايدن، حاليا إعادة تصنيف الحوثيين كمجموعة إرهابية بناءً على طلب دولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب ما كشفه موقع «The Intercept» الأمريكي، نقلا عن مسؤولين بالاستخبارات الأمريكية.
وطرح بايدن لأول مرة إمكانية إعادة تصنيف الحوثيين في مؤتمر صحفي في 19 يناير، قائلاً: “إننا نلقي نظرة فاحصة داخل الحكومة الأمريكية لتحديد ما يخدم مصالح أمننا القومي بشكل أفضل، وما يخدم رغبتنا في أن نكون شريكًا للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والدول الأخرى المهددة بهجمات الحوثيين”.
وقال الموقع الأمريكي في تقرير – ترجمة “يمن شباب نت” – “يبدو أن البيت الأبيض يدرس هذا التغيير بجدية، ففي أواخر يناير/ كانون الثاني، وزع مجلس الأمن القومي لبايدن مذكرة تستكشف الاحتمال، وفقًا لمسؤول استخباراتي أمريكي ومسؤول مطلع على الأمر.
والمذكرة، وهي ورقة خيارات سياسية صادرة عن مجلس الأمن القومي، تنظر في تصنيف الحوثيين على أنهم منظمة إرهابية أجنبية، أو إرهابيين دوليين مصنفين بشكل خاص أو مزيج من الاثنين، حسبما قال المصدران لموقع The Intercept بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة الأمور الحساسة.
وناقش مسؤولون إداريون رفيعو المستوى الورقة خلال اجتماع يوم الجمعة 4 فبراير للجنة نواب مجلس الأمن القومي، وهو تجمع رفيع بين الوكالات للنظر في مسائل سياسة الأمن القومي، وبحسب المصادر انقسم المسؤولون الذين ناقشوا الورقة، حيث أعرب ممثلون من وزارة الخارجية عن معارضتهم الشديدة للتصنيفات تلك.
وقد يواجه بايدن أيضًا ضغوطًا من أعضاء الكونجرس الذين يضغطون من أجل تصنيف الحوثيين كإرهابيين، حيث يخطط أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، النواب سيث مولتون، ديمقراطي ماساتشوستس، ومايك والتز، جمهوري من فلوريدا، لإرسال رسالة إلى بايدن تضغط عليه بشأن هذه المسألة، بحسب ما أفادت مجلة “بوليتيكو” الأسبوع الماضي.
ويحذر الخبراء من أن كلا التصنيفين يمكن أن تؤدي إلى عواقب محتملة، إذ أن من المرجح أن يجعل كلا التصنيفين من الصعب أو المستحيل على المنظمات غير الحكومية تقديم المساعدة الإنسانية إلى البلاد.
كما يتمثل الاختلاف الرئيسي بين الفئتين في أن وزارة الخزانة تحتفظ بقائمة الإرهابيين العالميين المصنفين خصيصًا وتصادر أصول أي أفراد أو مجموعات مدرجة فيها، بينما تتحكم وزارة الخارجية في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بحسب ما قاله بروس ريدل، الزميل البارز في مركز معهد بروكينغز لسياسة الشرق الأوسط.
وردد سكوت بول، كبير مديري السياسات الإنسانية في منظمة أوكسفام أمريكا، مخاوف ريدل، مشيرًا إلى التأثير الضار للعقوبات حتى على السلع الإنسانية، حيث قال بول إنه نتيجة لعقوبات إدارة ترامب، “تأثرت حتى الواردات التي تغطيها التراخيص بشدة وأصبحت السلع الحيوية مثل الغذاء والدواء أكثر ندرة”.
وقال مسؤول مطلع بالمخابرات الأمريكية إن ورقة سياسة إدارة بايدن قد صيغت ردًا على هجوم الحوثيين بطائرة مسيرة على قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي في 24 يناير / كانون الثاني.
وأطلقت قوات الحوثي صواريخ باليستية على القاعدة الجوية، وتم اعتراضها، وعلى الرغم من عدم وقوع إصابات، أشارت القيادة المركزية الأمريكية في بيان صحفي إلى وجود القوات الأمريكية في القاعدة الجوية.