تعزمحلياتمنوعات

حملة جوازي بلا وصاية أول خطوة لحرية المرأة

يمن الغد – رهيب التبعي

انتشرت مؤخرا حملة واسعة في مواقع التواصل الإجتماعي بعنوان “جوازي بلا وصاية “للمطالبة بحرية المرأة في استخراج جوازها دون الوصاية، وقد انقسم دور ناشريها بين مؤيد ورافض للقضية التي أثرنها ناشطات تعزيات على مواقع التواصل الإجتماعي، ثم بالوقفات الإحتياجية للمطالبة بحق منح المرأة اليمنية حريتها في الجواز، الأمر الذي كان يسبب الكثير من العراقل بالنسبة لهن حسب قولهن.

حضيت هذه الحملة بمساندة كبيرة في الأيام الماضية من ناشطين حقوقيين وإعلاميين تمثلت بالمساندة القانونية التي أرتأت أنه لا يوجد نص للقانون اليمني رقم 7 بشأن الجوازات والسفر ينص على وصاية المحرم على جواز المرأة وأن هذه الوصاية تعتبر مخالفة للقانون، ومؤسف أن تتعامل به الدولة ممثلة بمكتب الهجرة والجوازات في محافظة تعز.

وكما لاقت هذه الحملة مساندات كبيرة، واجهت الكثير من الإنتقادات المتذمتة منها، خصوصا أن المرأة مازالت في مجتمع خاضع للأعراف والقيود المرتبطة بالتقاليد وبالدين والتي تحرم خروج المرأة من دون محرم، من هنا ارتأى مناهضي هذه الحملة أن الحملة لها أهداف أخرى جاءت لتفسد علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع التعزي، وأن الحملة اصلا تمهد لهرب النساء اللاتي يواجهن أو يعانين من تلك التقاليد عن اسرهن.

صرخة نسوية

في مطلع الشهر الحالي اقامت حملة جوازي بلا وصاية وقفة نسوية أمام مصلحة الهجرة والجوازات بمحافظة تعز، تطالب وزير الخارجية ورئيس مصلحة الهجرة والجوازات بالعمل بالقانون رقم 7 لعام 1990 الخاص بالجوازات، لكي تتمكن المرأة من استخراج وثيقة سفر دون أية وصاية من أحد.

ونصت المادة رقم 6 في القانون رقم 7 للجوازات الصادر عام 1990 على أنه تصرف جوازات السفر العادية ووثائق السفر لكل من بلغ سن السادسة عشر من العمر ممن يتمتعون بجنسية الجمهورية اليمنية، حيث ساوت بين الرجل والمرأة في حرية صرف الجوازات دون وصاية.

وقالت حملة جوازي بلا وصاية في بيان لها: ” إن ماتتعرض له النساء من تعسف من مصلحة الهجرة والجوازات وفروعها في المحافظات منذ اكثر من 25 عاما هو مادفعنا لإطلاق هذه الحملة، حيث تقوم المصلحة بمنع النساء من استخراج وثيقة السفر إلا بموافقة أولياء امورهن”.
واعتبرت الحملة أن هذا المنع مخالفة صارخة لأحكام القانون ولائحته، اللذان ساويا بين المرأة والرجل في استخراج الوثيقة.

وقالت :”إن مصلحة الهجرة والجوازات سنت لنفسها عرفا يمنعنا من استخراج وثائق سفر إلا بموافقة ولي الأمر، وهو عرف تستند حيثياته على اتهامنا كنساء في أخلاقنا وشرفنا وكرامتنا”.

واضافت أنه بالقدر الذي يخالف به هذا الإجراء القانون فإنه يخالف الدستور اليمني الذي نص على المساوة في التمتع بالحقوق المدنية ويناهض المواثيق العالمية التي صادقت عليها اليمن.

مآساتي في الجوازات

سارة الشرعبي مواطنة تعزية جاءت من شرعب السلام الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قطعت مسافة طويلة في السيارة من أجل الحصول على الجواز كونها مريضة محتاجة للسفر إلى مصر من أجل العلاج، تقول: ” سارة قطعت كل هذه المسافة وأنا المريضة ولا أملك احدا بجانبي اخي الوحيد ينتظرني في القاهرة، وعندما وصلت للمدينة تفاجئت أن الخدمة المدنية تمنعني من استخراج وثيقتي كوني لا أملك محرما، ابي كهل في القرية واخي ينتظرني في القاهرة وأنا اسكن عند صديقاتي في سكن طلابي، الأمر الذي جعل أخي يضطر للرجوع الى اليمن من اجل استخراج جواز سفري”.

منال أحمد ناشطة مجتمعية على خلاف مع اخوانها كونها تعمل في هذا المجال الذي لاينال اعجابهم، أرادت قطع الجواز من أجل التقديم في بعض الدورات التدريبية للناشطين في دول عربية، تقول: “فوجئت في الجوازات أن يطلب احد اخوتي لاستخراج جوازي كوني يتيمة، الأمر الذي جعلني الغي الفكرة بتاتا كون اخوتي رافضين لعملي المجتمعي وسيرفضون سفري ايضا”.

زر الذهاب إلى الأعلى