الشهيد الفريق قاسم منصر أحد القادة العسكريين الكبار وكان من أكثرهم دهاء وبطولة.
فقد شكل لوحده قلقا للجمهوريين والملكيين معا، فقد حكم من داخل صنعاء وكانت تصل توجيهاته إلى أغلب النواحي المحيطة بالأمانة متحديا الجيش اليمني والقوات العربية – المصرية.
كما أنه مثّل أهم عامل لدحر فلول الملكية التي كانت تحاصر صنعاء بأكثر من خمسين ألف مسلح وثمانية آلاف جندي نظامي، بينما إجمالي عدد أفراد القوات المسلحة للجمهوريين حينها كان أقل من خمسة آلاف مقاتل!!
يضاف إليهم آلاف من المتطوعين غير المدربين.
وكان الجندي من قوات الصاعقة والمظلات بعشرة من الملكيين صمودا واستبسالا.
وقد رفع قائدهم رئيس هيئة الأركان المنتخب عبدالرقيب عبدالوهاب شعار (الجمهورية أو الموت) وكان ضمن كوكبة أبطال السبعين يوما ومنهم البطل الفريق حسن العمري واللواء يحيى المتوكل واللواء محمد عبدالخالق واللواء …إلخ.
وبعد أن كانت صنعاء محاصرة من الجهات الأربع، الجنوبية بقيادة الشيخ الغادر والقائد الملكي الداهية قاسم سقل، والشرقية بقيادة قاسم منصر والغربية بقيادة أحمد بن الحسين حميد الدين والشمالية بقيادة علي بن إبراهيم حميد الدين إلا أن مجرد انضمام قاسم منصر قصم ظهر الملكيين وكان أكبر عامل نصر للجمهورية التي كانت قيد مساومة وأقل طلب أن تكون جمهورية إسلامية حسب طرح القوى الثالثة التي انشقت بقيادة أمين عام حزب اتحاد القوى الشعبية الراحل الأستاذ إبراهيم الوزير وانضم إليه الكثير من أبرزهم الشيخ سنان أبو لحوم والأستاذ أحمد جابر عفيف.
والغريب أن أحدا لم يكتب سطرا واحدا عن بطولات وسيرة هذا القائد العسكري الكبير الذي شبه القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري انضامه للصف الجمهوري بإسلام خالد بن الوليد.
وقد استمعت لبعض محطات حياته من قبل اللواء عبدالله فرج والعميد أحمد القسامي واللواء أحمد قرحش، مد الله بأعمارهم.
وسوف أقوم قريبا بتدوين ما استمعت منهم وفاء لأبطال نختلف أو نتفق مع مواقفهم وقناعاتهم إلا أن عبقرياتهم القيادية تفرض علينا الاعتراف ببطولاتهم.. كما اعترف المؤرخ الكبير القاضي عبدالله الشماحي بدهاء وبطولة الإمام أحمد كحاكم وبطل وشاعر وأديب و داهية.
فالتاريخ يجب أن يكتب بتجرد.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك