في اليمن.. بشر يقتاتون من النُفايات

يمن الغد – رهيب التُبّعي
يزيح الليل ستاره ليكشف ضوء الصُبح سواءته المدفونه خلف الخيط الأسود عند مطلع الفجر حيث يستيقظ الكثير من أطفال المهمشين من بينهم ألطفل هشام وبصحبته العديد من رُفقة الجوع والفقر، قاصدين بذالك براميل القمامه وسوائل المدينه المتكدسه فيها مزابل النفايات بحثاً عن لقمة عيشهم من بقايا فتات الإنسانيه ليسدوا بها رمق جوعهم وجوع أسرهم الماكثه خلف قُضبان الحياه.
الطفل هشام ذو العاشرة ربيعاً من عمره والخمسين خريفاً من طفولته يسكن حي «المفتش» بمنزلٍ شعبي صغير متهاوٍ ورثه عن اباه برفقة والدته العاجزه وثلاثةً من إخوته هو أكبرهم سنّاً ومسؤليه بعد وفاة والده.
يقول الطفل هشام بنبرة حزن ملتهبه لـ”يمن الغد”: توفي والدي في السنه الرابعه من الحرب جراء قذيفةٍ حوثيه سقطت بجوار منزلنا أودت بحياته وأصابت شظاياها ولدتي في أماكن متفرقه من جسدها “.
ويستطرد قائلاً “ضلت أُمي متمسكه بالحياه وهي تقاوم الألم والموت من أجل البقاء جوارنا رغم إصابتها البليغه في منطقة العمود الذي تسبب في عجزها”
وأضافت والدة الطفل هشام وهي تتحدث مع “يمن الغد” ودموعها تتساقط كغيمة ٍ ملبدة بالحزن والأسىء :”العجز والفقر جعلا مني جُثةً هامده بلا حراك وبلا حياه “
وعلق مصدر مطلع( عاقل الحاره) على هذا السياق قائلاً ” إن مزابل النفايات والقمائم للأسف الشديد تُصبح اليوم مصدر عذاء للكثير من البشر من فئة المهمشين وغيرهم “
خصوصاً في ضل الحرب وتردي الوظع الراهن وأنهيار العمله المحليه مقابل العمله الخارجيه مما تسبب بارتفاع المواد الغذائيه والصناعيه بشكل غير مسبق
وأضاف قائلاً ” أن الطفل هشام احد ضحايا الحرب والجوع والتهميش وغيره الكثير في ضل مجتمعٍ ما زال يؤمن بالطبقيه قبل الإنسانيه “.
يعاني الطفل هشام مع اسرته ألكثير من ويلات الحرب والفقر والتهميش تحت ضروفاً قاسيه أو أشدُ قسوه مما دفعه برفقة الكثير من أبناء فئته الخروج صباحاً كل يوم بعد ان يتبين لهم الخيط الأبيض عند الفجر ليشقوا رحلة تنقيبهُم في كل مزابل القمامه وأماكن تكدسها في المدينه بحثاً عن بصيص قطع خُبزٍ تواري سوءات بطونهم وبطون أهليهم الخاويه،تحت ظل صمتٍ محلي ومجتمعي يحاول ان يقتل فيهم صوت الأنسانيه بسبب اختلاف ألوانهم عن العاميه وكأنهم كأناتٍ غريبه و ليسوا من البشر.