كيف تحول البحث عن أسطوانة غاز إلى كابوساً مزعجاً في لحج؟

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
أزمة خانقة للغاز المنزلي تعبشه محافظة لحج واتهامات للمنادبب ومحطة صبر بإخفاء كميات كبيرة وتهريبها .
يمر المواطنون في محافظة لحج بأزمة خامقة في مادة الغاز المنزلي ، اذ تحولت حياة المواطنين الى كابوس مزعج بعد ان صاروا غير قادرين ،على توفير الغاز لطبخ الطعام.
الحلم بأسطوانة غاز:
أربعة أيام من البحث المضني قضاها عمر ناصر المريسي بحثا عن اسطوانة غاز حتى يستطيع اطعام عائلته في مدينة العند بمحافظة لحج، لكنون فائدة.
محطات الغاز الاربع مغلقة ومناديب الغاز لم يستطيعوا سد احتياجات سكان المدينة من الحصص المخصصة لهم .
وفي ظل الظروف القاسية التي يمر بها السكان، يتأجر المناديب بالغاز من خلال اخفاء الكميات وبيعها بالسوق السوداء ،باسعار مضاعفة .
عمر المريسي يروي لـ”يمن الغد” معاناته بحثا عن اسطوانة الغاز، فلم يتسطع الحصول على الغاز على مدى ايام ، وكل يوم يقوم بحمل الاسكوانة الفارغة على درجة نارية يستاجرها لتنقلة من أعلى المدينة إلى بئر ناصر جوار مصنع الببسي والمياة ،لكن كل المحطات أخفت الغاز وباعته بفارق سعر كبير .
يقول عمر ليمن الغد” مستوى سعر الغاز جنوني ،المناديب الذي لديهم محلات في المدينة ، ورغم أنهم حصلوا على تراخيص يحتكرونه وبعض المناديب يحصل على كميات كبيرة، بغرض توزيعها للمواطنيين لكنهم يقفلون محلاتهم !وكل الوقت ينكرون أن لديهم غاز”.
مايقارب من ثلاثة مناديب في السوق يأخذون حصصهم من الغاز بالسعر المخصص للمواطنبن ،لكنهم يببعونه بالسعر التجاري وبذلك وصل سعر الدبة الغاز إلى 16 ألاف ريال، وتباع للمطاعم والبوفيات بهذا السعر .
وأضاف عمر أن استغلال المواطنين من قبل المناديب ومالكي محلات الغاز، أصبح سببا في فرض حصاراً على السكان بينما تتجمع ألالاف من اسطوانات الغاز، إما لتهريبها أو اخفاءها والثمن يدفعه المواطن .
معاناة وتجويع :
في مدينة الحوطة وصبر التابعة لمديرية تبن يبدو الأمر مشابها للوضع الذي تعيشه مدينة العند ،فأزمة الغاز مستفحلة بشكل كبير والسكان يتجهون إلى محلات الغاز التجارية دون ان يجدون ما يلبي احتياجهم المتزايد للغاز، واحيانا يلجأ المواطن لشراء الغاز بفارق سعر قياسي .
فهيم عيد الرحمن ” مدرس ” في مدينة صبر يقول لـ”يمن الغد”: أن الوضع في لحج سيئ للغاية، فالدور الذي تؤدية المكاتب الحكومية غير فعال مثل مكاتب الصناعة والتجارة وفروع شركات الغاز والنفط، حيث تكون مثل هذه المكاتب شريكة في الازمات وعقد الصفقات مع المناديب والعديد من الجهات، التي تمارس التهريب واخفاء الغاز .
يصف فهيم الوضع بعموم مدن لحج بإنه مقلق ،فخلال الايام الماضية لم يجد الكثير من المواطنين مادة الغاز المنزلي، بينما بحصل المندوبين وبعض المتنفذين على كميات كبيرة من الغاز من المحطة ،بمبرر انهم يوفروها للمواطنين بينما تضيع هذه الكميات، ويتم ذلك عبر مراكز قوى فاسدة متنفذة .
وقال ” الفساد وظروف توزيع الغاز يتم عن طريق ثغرات واسعة في السلطة المحلية واللجان المجتمعية ، تشجع وتشرع على تهريب الغاز والمتأجرة به، والجميع يعلم في لحج طبيعة تراكم مشكلة الغاز المنزلي ومن يتحكم بها ،والفساد الذي تعانيه محطة صبر لتعبئة للغاز ،وهي المحطة التي تغيب نصف الكمية عن طريق التهريب ، أو توزيعها لجهات وشخصيات تتلاعب بالغاز “
وأضاف أن هناك محاولة للاستفادة من مادة الغاز بشكل غير مشروع ،بحيث ان التهريب والمتأجرة في لحج بمادة الغاز المنزلي يمر بعدة مراحل ،وتمر مثل التجاوزت دون تتخذ السلطات المحلية واللجان المجتمعية أي حلول .
غياب دور اللجان:
في العند تتزايد الاتهامات للجنة المجتمعية لغياب أي دور لها أو مراقبة، بل ان هناك من يتهم مثل هذه اللجنة على أنها جزء من المشكلة .
ويقول عزيز سرحان الصبيحي لـ”يمن الغد”: ان تلك اللجان تغض الطرف ،وتحاول ألا تتناول تلك التجاوزات ،أو ترفع التقارير للجهات المعنية وتكشف المتسببين بتلك التحاوزات التي انتحت أزمة قائمة.
واشار إلى أن اللجنة المجتمعية مازالت غير قائمة بنشاط حقيقي وفعال، فاللجنة المجتمعية تسير وفق اهداف القوى التي تبيع وتخفي الغاز وتتأجر به ،لمصالح فئات واطراف محددة وفاسدة حد قوله.
وقال ” خلال الفترات السابقة كانت اللجنة المجتمعية في العند تختفي ولا تظهر إلا عند وجود الانشطة، التي تحقق الربح لاعضاء هذه اللجنة ،أما من حيث وجود دور رقابي واشرافي لهذه اللجنة المجتمعية فهو غير بارز ،وكل ما يتحدد من خلال اللجان المجتمعية هو دعم المناديب المتأجرون بالغاز والمهربين له .
بينما وجه مقبل صالح علي اتهامه لمكاتب السلطة المحلية في لحج والتي تقوم بتوزيع مادة الغاز وكذلك السلطات الأخرى التي عليها المراقبة وايقاف الفساد والسوق السوداء والتهريب، على أنها تدعم كل مايجري من اخفاء للغاز .
واقترح مقبل ضرورة منع المندوبين من الحصول على الكميات الخاصة بهم من الغاز ، ويجب- وفق رأيه- انشاء مكاتب ومخازن في كل مدينة تتبع السلطات المحلية ، كالعند وصبر وبقية المدن والمديريات، لتتولى التعامل مع محطة صبر وايصال الغاز وتوزيعه للمواطنين اما عبر المناديب ،أو توزيع الغاز بشكل مباشر للمواطنين .
وأعتبر مقبل مناديب الغاز في الاحياء والمدن على أنهم جزء من المشكلة، فهم من يعطلون توزيع الغاز وبمارسون الكذب من حيث الحصول على الغاز على أنه للمواطنين عند طلبهم من محطة صبر ثم يتولون بيعه تجاريا ويخفونه ويمارس كل المناديب مثل هذه التجاوزات .
وقال مقبل لـ”يمن الغد”: محطات الغاز الذي يتوزع عددها بشكل كبير ،وفي كل الطرقات والمدن هي ايضا من تقوم بالحصول على مادة الغاز، لتزويد السيارات وتعبئة اسطوانات الغاز للمواطنين ،لكن تلك المحلات تتبع تجار وشخصيات ،تهرب الغاز وتتاجر به “.
ورأى مقبل أن سلطات لحج المحلية ليس لها اي دور، في دراسة ومعرفة مشكلة الغاز والاطراف والجهات والتجار الذين يحتكرون الغاز، سواء في صبر والحوطة والعند، ويحاربون الناس في لقمة عيشهم.