يوم المسند.. اليمنيون يلوذون بهويتهم من تجريف الحوثي

ابتداءً من هذا العام أصبح تاريخ 21 فبراير/شباط يوما قوميا لليمنيين للاحتفاء بخط المسند التاريخي، خط اللغة العربية اليمنية القديمة.وأحيا اليمنيون بشكل غير مسبوق يوم المسند اليمني بالتزامن مع اليوم العالمي للغة الأم، حيث اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالكتابات المسندية والنقوش التاريخية بالخط الحميري.
كما أقيمت فعاليات ثقافية وفنية في مدينة مأرب باعتبارها عاصمة الحضارة السبئية القديمة، فيما أضاء جناح اليمن في إكسبو 2020 بحروف خط المسند سفير حضارة اليمن القديم ممالك سبأ وحضرموت وقتبان ومعين وحمير.


وتتبنى إحياء يوم المسند اليمني حركة “الأقيال”، وهي حركة يمنية انبعثت مؤخرا لإحياء تاريخ الأجداد في مواجهة الحرب الموازية التي تشنها مليشيا الحوثي لتجريف الهوية اليمنية وطمسها لصالح الهوية الفارسية.ويعد خط المسند أو الخط الحميري أبرز رمز للهوية اليمنية، ويسمّيه المستشرقون خط النصب التذكارية، وهو نظام كتابة قديم تطور في اليمن جنوب الجزيرة العربية، قرابة القرن التاسع – العاشر قبل الميلاد. وتتألف أبجدية اللغة اليمنية القديمة من 29 حرفا تطابق في أصواتها وعدد حروفها خط اللغة العربية، وكلمة (مُسند) تعني (نقش توثيقي) أو (وثيقة) وهي مشتقه من الجذر (س ن د) بمعنى (وثَّقَ/عَضَدَ/دَعَمَ).


وفي عام 2007 قام الخطاط اليمني سلطان المقطري بإدراج الكتابة العربية الجنوبية (المسند) في الشفرة الدولية الموحدة – اليونيكود.

أهمية تاريخية

  
يؤكد رئيس مركز نشوان للدراسات والإعلام، عادل الأحمدي، أن حاجة اليمنيين لـ”يوم المسند” كبيرة بمن في ذلك المهتمون بالتاريخ. وأشار الأحمدي في مقال على حسابه في “فيسبوك” إلى أن التاريخ اليمني لايزال أغلبه مطمورا في الرمال وأن الحاجة ستكون كبيرة في المستقبل المقبل لمئات المتخصصين في المسند.وأضاف: “بل إن علينا تحويل قراءة المسند لثقافة عامة كما كانت عليها”، لافتا إلى عهد المؤرخ الهمداني. وقال الأحمدي “أخيرا: ها أنا أحتفل بيوم المسند رغم أنني لا أظن أحدا يحب الحرف العربي مثلي.. ثنائية ليس فيها تضارب بل تناغم لا يدركه إلا القليل. خصوصا وأن كل ما هو عربي هو يمني بالضرورة”. 

مواجهة التفكك



ويرى الناشط اليمني وديع الأصبحي أن إحياء المسند يأتي لمواجهة حركة التفكك الطاحنة والشاملة التي يمر بها المجتمع اليمني. وأضاف أن ذلك أجبر اليمنيين على إعادة إحياء الهوية والإرث الحضاري التاريخي اليمني وما يجمع اليمنيين من قيم ومشاعر وتصورات ورموز مستبطنة في اللا شعور والتراث والتاريخ. وبيّن خلال منشور عبر فيسبوك أن “هذه المساعي الكبرى الاكثر طموحا، لا تعني عودة الهوية اليمنية إلى الطبيعة الأقدم والأبعد عن العصر من الإسلام أو الدعوة إلى تكوين هوية تاريخية يمنية مستقلة تماما عن الهوية الثقافية العربية الإسلامية التاريخية”. واستدرك بأن المغزى هو “استيعاب الروح اليمنية وتخليص الهوية المحلية اليمنية من لباسها الإثني السلالي المذهبي والقبلي والمناطقي”، في إشارة إلى مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا.كما تهدف المساعي -بحسب الأصبحي- إلى إعادة بناء الروح اليمنية على أسس وطنية قومية حضارية أكثر انفتاحا وإنسانية وتتفق مع معايير العصر.

Exit mobile version