اليمنيون في أوكرانيا.. الهروب من حرب إلى أخرى
قبل نحو عام، وصل الشاب اليمني هشام الضبياني إلى أوكرانيا هربا من الحرب التي تشهدها بلاده، من أجل الدراسة، فضربته حرب أخرى.
وما بين بلده الأم وآخر احتضن أحلامه، عاش الضبياني ومعه الكثير من اليمنيين في أوكرانيا، لكن رحلته كانت من حرب إلى أخرى؛ أكثر من كونها من بلد إلى آخر.ويضع الاتحاد الأوروبي قيودا قانونية لمنع تسلل الفارين من الحرب الأوكرانية إلى أراضيه، حيث تطلب المنافذ الحدودية من العرب بمَن فيهم اليمنيون، وثائق السفر للانتقال لبلدانهم الأصلية أو بلد الإقامة خلال فترة 15 يوما فقط من وصولهم لمراكز إيواء على الحدود الأوكرانية – البولندية.
وتسمح السلطات البولندية بدخول جميع أبناء اليمن إلى مراكز الإيواء الحدودية مع أوكرانيا، فيما تمنح الراغبين في السفر خارج الاتحاد الأوروبي، مهلة 15 يوما من أجل الوصول إلى أحد المطارات في بولندا.
أما بالنسبة للطالب الضبياني الذي يدرس في سنته الأولى (تحضيرية) في جامعة الكروك الأوكرانية، فلا يزال مع عديد الطلاب، في الطريق إلى مدينة لفيف غربي أوكرانيا، في أجواء يسودها الخوف والهلع الجماعي من مصير قاتم.
جحيم لا يطاق
وتحدث الطالب الضبياني، عن تفاصيل صعبة وأكثر جحيما عاشها منذ اليوم الأول من الحرب الروسية_ الأوكرانية، فاق ذلك ما لاقاه في بلاده لسنوات إثر انقلاب مليشيات الحوثي بدعم إيراني.
ولم يستطع الضبياني وزملائه مغادرة أوكرانيا إلى بولندا، وفيما يبدو ستكون مدينة لفيف غرب أوكرانيا هي الوجهة الأخيرة.ووفق الطالب اليمني، لا يزال العديد من الطلبة اليمنيين في مدينة خاركيف المحاذية لروسيا، والتي تشهد معارك طاحنة بين القوات الروسية والأوكرانية.
وقال الضبياني إن الجيش الأوكراني ينتشر في الشوارع لمنع التجوال في كييف، وأمام السكان 10 ساعات هي التي يستطيعون فيها توفير الاحتياجات الأساسية، مضيفا أن الطلبة اليمنيين يعانون صعوبات مالية كبيرة في ظل إغلاق البنوك وعدم القدرة على تلقي أي تحويلات مالية.
وأوضح أن الطلبة اليمنيين الذين فروا إلى مدينة لفيف لا يستطيعون الخروج من مقر إقامتهم لعدم توافر مواصلات النقل، ومن ثم لا يستطيعون توفير الاحتياجات الأساسية للحياة.وفيما أشاد الطالب اليمني بجهود جاليته وأن “المسؤول عن الجالية لم يقصر في خدم اليمنيين، وهو الذي يقود الطلاب إلى مدينة لفيف”، انتقد في الوقت ذاته تراجع تنسيق سفارة بلاده مع الجانب الأوكراني.
جهود حكومية
بدورها، تبذل الحكومة اليمنية جهود مستمرة لتأمين خروج رعاياها من الطلاب والمقيمين في الأراضي الأوكرانية، وذلك مع دخول الحرب يومها الـ4 على التوالي.
ووجه رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، خلية الأزمة التي تضم مسؤولين من وزارة الخارجية وسفارة البلاد في بولندا، باستمرار التنسيق مع السلطات المختصة لتأمين سلامة الطلاب والمواطنين اليمنيين وعودة الراغبين منهم.
وأوضحت سفارة اليمن في وارسو، المختصة بأوضاع اليمنيين في أوكرانيا أيضا، عن تلقيها عديد طلبات المساعدة من اليمنيين منهم من يملكوا إقامات في دول خليجية وأمريكا وآخرين أرادوا الحصول على تأشيرات للانتقال إلى مصر.
وأكدت السفارة، حصولها حتى مساء السبت، على صور جوازات سفر، لعدد 37 مواطنا، 4 منهم لديهم إقامات في دول الخليج العربي الشقيق، واثنان في الولايات المتحدة الأمريكية، وواحد في تركيا وهؤلاء يمكنهم المغادرة لهذه الدول.كما طالب 11 مواطن المساعدة في الحصول على تأشيرات دخول للأراضي المصرية وتم التعامل مع طلباتهم وفي انتظار موافقة السلطات المصرية، وفقا لبيان السفارة اليمنية.
وأشارت إلى أنه “تم الإبلاغ عن مواطن واحد فقط داخل مركز الإيواء البولندية، فيما لا يزال كثر لم يصلوا بعد إلى المعابر مع بولندا نظرا للازدحام الكبير، حيث تصل فترة الانتظار في بعض الأوقات إلى 6 ساعات”.
ولا توجد إحصائية رسمية في السابق للمواطنين اليمنيين المتواجدين على الأراضي الأوكرانية، لكن تشير التقديرات إلى وجود من 800 إلى 1000 طالب ومقيم.
ووفقا للبيان، فإن السفارة اليمنية في وارسو، وضعت استمارة إلكترونية لحصر رعاياها ومعرفة المدن المتواجدين في أوكرانيا (طالب أو مقيم)، وسجل عدد 291 مواطنا فقط.
وكانت السفارة اليمنية في وراسو وجهت في 15 فبراير/شباط 2022، نداء إلى المواطنين اليمنيين بعدم السفر إلى أوكرانيا، كما دعت الموجودين على الأراضي الأوكرانية ممن ليس لديهم أعمال ضرورية، إلى مغادرتها.
كما وضعت، وفق البيان، مع بدء الحرب التعليمات الخاصة للمواطنين الراغبين في مغادرة الأراضي الأوكرانية على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وتعمل حاليا في تأمين دخولهم إلى بولندا عبر المنافذ كنقطة عبور.