بعيدًا عن وجه الحرب القبيح، ثمة وجوه مغايرة للإبداع والجمال في اليمن، يجتهد أبناؤه لتسطيرها بأناملهم كلما أتيحت لهم الفرصة.الفرصة هذه المرة أتاحها مكتب وزارة الثقافة بالعاصمة المؤقتة عدن، والذي استعاد أنشطته الفنية والثقافية بشكل لافت، وفتح المجال واسعًا لإبراز وجه المدينة الحضاري والفني، بعد أن كادت معالم هذه الجوانب تتلاشى بفعل أوضاع الحرب والظروف المعيشية الصعبة الناتجة عنها.
ونظم مكتب الثقافة معرضًا للفن التشكيلي، هو الأول عقب استعادة نشاطاته، وحظي المعرض برعاية محافظ عدن، أحمد حامد لملس، وبالتنسيق مع الجمعية الدولية لرعاية ضحايا الحرب والكوارث.
المعرض الذي حمل اسم “إبداعات عدنية” استمر أسبوعًا، وأكد أن مدينة عدن تمتلك جوانب جمالية وإبداعية مشرقة، تستحق تسليط الأضواء عليها، بعيدًا عن أخبار الحرب ومآسيها، بحسب منظمي المعرض.
غايات وأهداف
حمل المعرض العديد من الغايات والأهداف، فوفق مدير عام مكتب وزارة الثقافة في مدينة عدن، رندا عكبور، فإن المعرض يهدف إلى إحياء الدور التنويري والفني في عدن.
وأضافت عكبور” أن من غايات المعرض الجمع بين الأجيال والمدارس الفنية التي يمثلها عدد كبير من التشكيليين في عدن، ما بين المخضرمين والشباب والمواهب الصاعدة.
وأكدت أن المعرض يمثل محاولة للاستفادة من لوحات وإبداعات الفنانين العدنيين المشاركة في المعرض لتزيين مؤسسات الدولة والمرافق الخاصة بإبداعات عدنية خالصة من الفن التشكيلي.كما أن من أهداف وغايات المعرض استذكار تاريخ مدينة عدن، وتعزيز الهوية العدنية عبر تصوير ورسم تفاصيل الحياة التي يمارسها أبناؤها يوميًا في حاراتهم وأزقتهم ومنازلهم، وكذا إبراز متنفساتها الطبيعية الخلابة، ومعالمها السياحية والأثرية، واستحضار شخصيات عدن الفنية والغنائية، ورواد الأدب والثقافة في المدينة، بحسب رندا عكبور.
وتابعت عكبور: “عدن تحتاج إلى استعادة مكانتها الريادية كمركز تنويري في المنطقة، عبر الفن والثقافة والأخذ بيد المبدعين والموهوبين في المجال التشكيلي وتشجيعهم وجمعهم سوياً حتى تستفيد الأجيال الفنية من بعضها البعض وتتلاقح الأفكار والرؤى”.مدير عام مكتب الثقافة بعدن اختتمت حديثها مع “العين الإخبارية” بالتأكيد أن الفنانين التشكيليين المخضرمين في عدن هم جزء من هوية المدينة، كونهم يوثقون يوميات مواطنيها ويُخلّدون معالم عدن وتفاصيل حياتها منذ عقود.
تميز فني
المعرض الذي حقق نجاحًا لافتًا في الأوساط الفنية في عدن، تميّز بأنه جمع أكثر من جيل فني تشكيلي تحت سقف واحد. فبحسب عدد من المشاركين، فإن المعرض سعى إلى كسر الهوة وتقريب الفجوة بين جيل التشكيليين المخضرمين، وجيل الرسامين الصاعدين من الشباب، وحتى الأطفال الذين شارك عدد منهم في المعرض.
واعتبر المشاركون أن المعرض يمثل واحدًا من أفضل المعارض التي شاركوا فيها، سواء داخل عدن أو خارجها، عطفًا على الجوانب التنظيمية والغايات التي سعى إلى تحقيقها.
وأشاد المشاركون بدور مكتب الثقافة وسعيه الحثيث إلى إنعاش الحركة الفنية في عدن لتستعيد المدينة صدارتها الثقافية والفنية، كما تميز المعرض أيضًا بمواكبة فرق موسيقية لفعالياته يوميًا، وقدمت معزوفات طيلة فترات العرض الصباحية والمسائية، ركزت على الأغاني التراثية العدنية.