سعر الريال يصل اليوم إلى هذا المستوى.. مضاربات مشبوهة تهدد الاقتصاد المنهك “لماذا غادر محافظ البنك المركزي عدن؟”

لاتزال المضاربات المشبوهة لعدد من شركات الصرافة غير القانونية تهدد الريال اليمني عقب تسجيله تدهورا جديدا اليومين الماضيين.
يأتي ذلك وسط تحذيرات أطلقها البنك المركزي اليمني مؤخرًا من إيداع المواطنين مدخراتهم لدى شركات الصرافة غير القانونية والمشبوهة؛ تجنبًا لاستخدامها من قبل تلك الشركات في مضاربات تؤدي إلى مزيد من تدهور العملة المحلية.
وبحسب تداولات اليوم، واصل الريال اليمني تراجعه مقابل العملات الأجنبية، فقد تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي حاجز 1210 ريال يمني، فيما تعدى سعر الريال السعودي -الأكثر تداولًا- مستوى 320 ريالًا يمنيًا.
وسبق للبنك المركزي اليمني أن حمّل شركات الصرافة غير المرخصة والمشبوهة مسئولية هذا التدهور المتواصل للعملة المحلية، والتي وصل مستويات تاريخية وغير مسبوقة في أواخر نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، وبلغ حدود 1800 ريال للدولار الأمريكي الواحد، قبل أن يتحسن متأثرًا بقرارات تغيير محافظ البنك المركزي.
ورغم الإجراءات المتخذة من قبل الإدارة الجديدة للبنك المركزي إلا أن عمليات المضاربة غير المشروعة تواصلت من بعض شركات الصرافة، المحسوبة على مليشيات الحوثي، وتعمل عبر فروع مشبوهة في المحافظات المحررة.
هذا ما كشفه الاجتماع الأخير الذي عقده مجلس إدارة البنك المركزي اليمني، برئاسة محافظ البنك، أحمد غالب المعبقي، واستعرض خلاله المخالفات المالية في أنشطة شركات الصرافة.

التحذير من الصرافين

وفي الاجتماع جدد المركزي اليمني تحذيراته للمواطنين “بعدم إيداع مدخراتهم لدى الصرافين لمخالفتها أحكام القوانين النافذة، ناهيك عن عدم ضمانها وتعرضها للخسارة بسبب المضاربات غير القانونية التي تمارسها بعض شركات ومنشآت الصرافة”.
وأشار في الوقت ذاته إلى ضرورة “الإتعاظ من تجربة المواطنين الذين فقدوا مدخراتهم لدى شركات الصرافة المخالفة؛ بسبب عدم الالتزام بتحذيرات البنك المركزي السابقة بهذا الخصوص”.
ونوه البنك إلى أن كثيرًا من تلك المنشآت والشركات “معرضة للانهيار والإغلاق في أي لحظة بسبب أنشطتها غير القانونية ومضارباتها غير المشروعة”، مؤكدًا على أن البنك المركزي “لن يتهاون مع المخالفين لأحكام القوانين والممارسين لأنشطة غير مرخصة”.
وخلال الاجتماع تم إقرار اللوائح المنظمة لأعمال البنوك وشركات الصرافة؛ والهادفة إلى “مكافحة الأنشطة غير القانونية التي تمس الاستقرار المعيشي لليمنيين وأمنهم الاقتصادي”.
كما تم مناقشة الخطة العامة والتحديات الماثلة أمام البنك وسبل مواجهتها، وإقرار خارطة طريق مزمنة لتنفيذ الخطط والمعالجات التي تعزز دور البنك في إدارة النظام المصرفي.

تحركات خارجية

ورغم الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي تجاه شركات الصرافة المخالفة في المحافظات والمدن اليمنية المحررة، ومنها عدن، سيئون، المكلا، مأرب وتعز، إلا أن العملة المحلية ما زالت تعاني.
وبحسب خبراء اقتصاديون” فإن البنك المركزي بحاجة إلى تدخل لدعم احتياطاته النقدية، في ظل توقعات بوصول وديعة بنكية سعودية وخليجية قريبا.
ورجح الخبراء أن تكون مغادرة محافظ البنك المركزي اليمني، أحمد المعبقي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم الأربعاء، تأتي في إطار حشد دعم الأشقاء في التحالف العربي للاقتصاد اليمني.
حيث غادر محافظ البنك المركزي اليمني إلى دولة الامارات العربية، برفقة عدد من مسئولي البنك، بحسب مصدر إعلامي في البنك.
وقال المصدر “إن المغادرة تأتي كزيارة عمل وستستغرق عدة أيام، وهي الجولة الخارجية الثانية التي يقوم بها محافظ المركزي اليمني منذ تعيينه مطلع ديسمبر/كانون أول الماضي، في إطار تحركاته لانتشال الوضع الاقتصادي اليمني والعملة المحلية من وضعها الراهن”.

Exit mobile version