اخبار الشرعيهالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةحواراتمحليات

بين أوكرانيا والحوثي.. السفيرة مجلي تكشف تفاصيل المعانأة التي تلاحق اليمنيين “حوار”

رغم إرهاب الحوثي الذي يضرب اليمن منذ 7 أعوام، إلا أن الحرب الروسية-الأوكرانية التي تدخل يومها الـ12، فاقمت مخاوف البلد الفقير من وضع إنساني أكثر قسوة.
ويتخوف اليمنيون من أن تؤدي الحرب الأوكرانية إلى تحويل حرب مليشيات الحوثي في اليمن إلى مجرد “أزمة مصغرة” تستغلها إيران والمليشيات الانقلابية في تحديث الترسانة العسكرية وشن جولات حرب أكثر عنفا.
“العين الإخبارية”، وضعت سفير اليمن غير المقيم في أوكرانيا وسفير البلد لدى بولندا ميرفت مجلي في قلب هذه المخاوف وسألتها أيضا عن قرار مجلس الأمن الأخير بشأن تصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية وحظر تسليحها وأهمية البناء على القرار.
وأشادت مجلي بنجاح الدبلوماسية الإماراتية والتي عملت إلى جانب دول تحالف دعم الشرعية باليمن إلى فضح مليشيات الحوثي أمام العالم ووضعها ضمن الجماعات الإرهابية في إطار مجلس الأمن الدولي.

وأكدت الدبلوماسية اليمنية أهمية تكثيف الجهد الدولي لوضع آليات صارمة لتنفيذ مواد قرار مجلس الأمن وخاصة فيما يتعلق في تهريب السلاح باعتبار أن مليشيات الحوثي تحصل على الأسلحة عبر التهريب لا عبر الطرق الرسمية ليتم حظره.
وتعول المسؤولة اليمنية على التنسيق المشترك بين الدبلوماسية الإماراتية والسعودية ودبلوماسية بلادها وبقية دول التحالف العربي للبناء على قرار مجلس الأمن للعمل في تصنيف عدد أكبر من الدول للحوثيين كجماعة إرهابية وتوسيع دائرة التأثير لعزل المليشيات الانقلابية.
وعن جهود الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا تجاه الرعايا اليمنيين في أوكرانيا وهي أبرز القضايا التي تصدرت الرأي العام مؤخرا، كشفت مجلي خلال حوار مع “العين الإخبارية” عن تأمين عبور أكثر من 400 يمني عبر الحدود البولندية، فيما لا يزال العدد الأكبر في نقاط العبور.
ويتراوح أعداد اليمنيين في أوكرانيا بين 700 إلى 750 مواطنا، ووفق مجلي فإن أكبر تجمع لهم يقع في مدينة “خاركيف”.
إلى نص حوار سفير اليمن في بولندا وغير المقيم في أوكرانيا ميرفت مجلي التي حضرت إلى نقاط العبور على الحدود الأوكرانية-البولندية لمتابعة تأمين سلامة اليمنيين.

** ما مدى تأثير الحرب الأوكرانية على اليمن الغارق في حرب الانقلاب الحوثي؟

  • من الطبيعي أن يتأثر الجميع بأي حرب تشتعل في أي منطقة في العالم مع اختلاف وقعها وحجمها ما بين مباشر أو غير مباشر، وقد تأثر اليمن كباقي دول العالم بداية من ارتفاع أسعار الوقود ومن ثم أسعار السلع الغذائية وعلى رأسها الزيت والقمح.
    كما أن بلادنا تستورد من أوكرانيا ما يقارب الـ20 بالمائة من احتياجاته من القمح، إضافة إلى ذلك هناك 13 مليون يمني يعتمدون على المساعدات المقدمة من برامج الأمم المتحدة المختلفة، لذا فالآثار السلبية للحرب ذات بعد شامل على المدى القصير أو البعيد.

** لماذا يخشى البعض من أن يؤدي انشغال العالم والأمم المتحدة بالحرب الأوكرانية إلى نسيان اليمن؟

  • لدينا كل الأسباب التي تجعلنا نشعر بالقلق من حدوث ذلك، وأتمنى ألا نرى تأثيراً كبيراً ومن المهم هنا أن يدرك المجتمع الدولي بأن التخلي عن الأزمات الأصغر لن يجعلها تختفي، بل سيقودها لتصبح أكبر وأن المبادئ الإنسانية لا تتجزأ.
    إن تهاون المجتمع الدولي وتراخيه تجاه الأزمات الأصغر التي خلقها النظام الإيراني في المنطقة واليمن تحديدا أرسلت رسائل خاطئة أن الفوضى الداخلية والتهديدات والاعتداءات تجاه الدول الأخرى من الممكن أن تمر دون عقاب عاجل وفعال. ومن المفيد أيضا الإشارة هنا إلى أن أسوأ ما قد يضيفه العالم لهذا المشهد المعقد هو عودة إيران ورفع العقوبات عنها دون تهذيب لسلوكها.

** اليمنيون في أوكرانيا.. ما عددهم؟ وأين يعيشون؟

  • نظرا لعدم وجود إحصائية دقيقة من السابق وضعنا استمارة إلكترونية لحصر مواطنينا الموجودين على الأراضي الأوكرانية، ولدينا إحصائية تقريبية بأن أعداد اليمنيين تتراوح ما بين 700 إلى 750 ما بين طالب ومقيم يتوزعون على جميع المدن ويعيش أكبر تجمع لليمنيين في مدينة خاركيف.

** هل قدمت سفارات اليمن في أوروبا التأمينات اللازمة لنقل رعاياها من أوكرانيا؟

  • بشكل عام تعمل سفاراتنا على تذليل الصعوبات التي يواجهها مواطنينا وتتعلق بالأوراق الثبوتية، فهناك من خرج إلى المعابر دون وثيقة سفر وهناك من فقد جميع مستنداته ويتم التأكد من أنه يحمل جنسية بلادنا، والعمل مستمر وبتنسيق مع الجانب البولندي الذي يبدي مرونة وتعاوناً كبيراً في استقبال الجميع.
    كما أن السفارة اليمنية في وارسو وعددا من أبناء الجالية المقيمين في بولندا يتعاونون في العمل على تأمين السكن، خصوصا أن أعداد القادمين من جميع الجنسيات كبير.

** كم يبلغ أعداد اليمنيين الذين عبروا المنافذ الأوكرانية الحدودية؟

  • توجه قسم كبير من اليمنيين إلى المنافذ الأوكرانية الحدودية مع دول الجوار، وتدفق الأغلبية على طول الشريط الحدودي بين أوكرانيا وبولندا، وبالفعل استطاع الكثير منهم العبور، وهناك 12 منفذ عبور بين البلدين يمر عبرها جميع القادمين من أوكرانيا.
    وبحسب التقديرات ومن خلال التواصل المباشر يمكننا القول إن أعداد من عبروا الحدود من أوكرانيا إلى بولندا يزيد عددهم عن 400 مواطن يمني (حتى مساء الأحد، توقيت أجراء الحوار مع “العين الإخبارية”).
    وبالطبع هناك عدد كبير من اليمنيين لا يزالون في طوابير الانتظار في الحدود الأوكرانية والبعض لم يستطع المغادرة لعدم توفر ممرات آمنة للعبور وقد أُبلغنا اليوم (الأحد) بفضل الله بتوفير ممرات آمنة لإجلاء عدد من أبناء الجاليات العربية، وبناء عليه عملنا على إطلاق نداء عاجل عبر موقع السفارة اليمنية ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بالتسجيل ضمن استمارة خصصت لذلك.

** قرار مجلس الأمن الأخير وتصنيف الحوثي جماعة إرهابية، كيف يمكن البناء عليه خاصة حظر السلاح؟

  • يجدر بنا في البدء أن نشيد بالدبلوماسية الإماراتية التي عملت وبالتنسيق مع بلادنا ودول التحالف العربي بقيادة السعودية وأحرزت هذا النجاح، والذي تكلل بوضع مليشيات الحوثي أمام العالم وفي إطارهم الصحيح ضمن الجماعات الإرهابية.
  • ونرى أن تأثير قرار مجلس الأمن على مليشيات الحوثي لن يحدث ما لم يتبعه جهد دولي آخر لوضع آليات صارمة لتنفيذ مواد القرار، خاصة ما يتعلق بتهريب السلاح، كون الجميع يدرك أن عمليات نقل الأسلحة إلى مليشيات الحوثي لا تتم عبر الطرق الرسمية ليتم حظرها، لكنها تدخل عبر عمليات وخطوط التهريب وتم رصد وضبط عدد منها سابقا، ونأمل في هذا السياق الاستمرار وتكثيف الجهد والتعاون للحد من القدرة العسكرية للحوثيين.
  • وفيما يخص تصنيف مليشيات الحوثي كجماعة إرهابية، لا نزال بحاجة إلى جهد دبلوماسي مكثف ومشترك من اليمن والإمارات والسعودية للبناء على قرار مجلس الأمن والجامعة العربية، لتصنف عدد من الدول مليشيات الحوثي ككيان إرهابي، وهو العمل الذي سيكون ذا تأثير مهم وكبير وواسع على الجماعة الإرهابية المدعومة إيرانيا.

** رسالة ختام للسفير مجلي؟

  • آمل أن يحل السلام في جميع مناطق العالم التي يسودها التوتر والحروب، وأؤكد ضرورة تفعيل الوسائل الدبلوماسية وتغليب لغة الحوار على لغة السلاح، فالحرب هي تعبير دموي عنيف لا يدفع ثمنها إلا الأبرياء.
زر الذهاب إلى الأعلى