التهجير القسري واستخدام الأسر دروع بشرية.. جرائم حرب حوثية تتواصل في اليمن
حلقة جديد من مسلسل حلقات التهجير القسري ارتكبه الحوثيون بحق عشرات الأسر غربي اليمن، التي أُجبرت تحت قوة السلاح على مغادرة بلداتها.
ونفذت مليشيات الحوثي الإرهابية، حملة تهجير قسري للسكان في أطراف مديرية الجراحي جنوبي محافظة الحديدة على البحر الأحمر، في جريمة حرب وانتهاك متجدد وبشكل خطير للقانون الإنساني الدولي.
ولم يكتف الحوثيون بطرد الأسر من منازلها قسريا لكنهم عمدوا لعسكرة القرى وزرعها بمئات الألغام، في اختراق خطير للقوانين بما فيه نظام روما الأساسي الذي يصنف هذا النوع من الانتهاكات بـ”جريمة حرب”.
وقالت مصادر محلية وحقوقية، إن مليشيات الحوثي أجبرت أكثر من 90 أسرة على ترك منازلهم قسريا في بلدتي “بني شعيب “و”خلوف”، الواقعتين جنوبي وغرب مديرية الجراحي في المحافظة الساحلية المشمولة باتفاق ترعاه الأمم المتحدة.
وأوضحت المصادر أن قياديا في مليشيات الحوثي وصل قبل أيام إلى البلدتين على رأس قوة كبيرة مؤلفة من عديد العناصر المدججة بالأسلحة والدوريات المزودة بالرشاشات وأمهل الأهالي 24 ساعة على المغادرة.
البقاء بلا مأوى
من بين المهجرين الذين استجابوا تحت تهديد الأسلحة لمليشيات الحوثي عديد الأطفال والنساء فيما كانت الكثير من الأسر تعاني العوز ولا تجد ما يسد جوع أبنائها الصغار.
وبحسب المصادر فإن مليشيات الحوثي، منعت الأسر المهجرة من حمل امتعتهم، ولم تسمح لها بالانتقال إلى المناطق المحررة، وأجبرتهم على الانتقال إلى مناطق تقع تحت سيطرتها وتحديدا في مديريتي “الجراحي” و”زبيد”.
وأشارت إلى أن مليشيات الحوثي تركت الأسر المهجرة قسرا من دون أي مساعدات غذائية وبلا مأوى ممن تنهبها من المنظمات الدولية وتعيش الآن ظروف معيشية صعبة جدا ولا يحصلون على أية رعاية صحية.
وأكدت أن مليشيات الحوثي جلبت كميات من الألغام والعبوات المتفجرة على متن دورياتها القتالية، وشرعت بزراعتها في أراض زراعية تابعة للأهالي بما فيه محيط بلدة “بني شعيب” في الجراحي على الخط الدولي الرابط بين الحديدة وتعز.
وأوضحت أن مليشيات الحوثي، قامت بشق طريق جديدة تؤدي إلى البلدتين لعناصرها، بعدما أغرقت الطريق الأولى بالألغام، مؤكدة أنها حولت منازل المواطنين إلى ثكنات عسكرية، وتحصينات قتالية لعناصرها.
وتقع البلدات التي عسكرتها مليشيات الحوثي وهجرت أهاليها قسريا على بعد عديد الكيلومترات من خطوط النار، وكانت لاتزال آمنة بالنظر لأقرب مسافة من نقاط التماس حيث المحور المتقدم للقوات اليمنية المشتركة القادم من مديرية حيس المجاورة.
دروع بشرية
تعد عمليات التهجير لقرى أطراف الجراحي أحدث حلقة من حلقات المأساة التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق السكان في الحديدة بعيدا عن الأنظار، حيث تعمد إلى تهجيرهم وعسكرة منازلهم ثم اتخاذهم دروع بشرية.
ففي فبراير/شباط الماضي، أجبرت مليشيات الحوثي، عشرات السكان على مغادرة منازلهم في بلدات “الغويرق” و”الذكير” و”البقعة” و”السقف” وأجزاء من قرى “السويق “في “مديرية التحيتا”، فيما لجأت لحرق العشرات آخرى خصوصا منازل القش ضمن جرائم تنكيل انتقامية.
ووفقا للمصادر فإن مليشيات الحوثي أرغمت سكان هذه القرى المتناثرة على امتداد الساحل الجنوبي للحديدة على التوجه إلى مخيمات نصبتها بالقرب من معسكر الجبانة شمالي ميناء الحديدة، واتخذتهم دروعا بشرية.
ولم يشر تقرير حديث للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن إلى جرائم التهجير القسري في الحديدة لكنه سجل تسبب مليشيات الحوثي خلال شهر فبراير/ شباط 2022، بنزوح 1934 أسرة، مؤلفة 7953 فرداً.
ويظهر التقرير وقوع الحديدة في المرتبة الثالثة بعد محافظتي مأرب وشبوة، ورابعا تعز بنسبة 82% من الأسر النازحة بما فيهم الأسر التي هجرت قسريا من منازلها أو فرت لأكثر من مرة إثر قصف الحوثيون مخيماتها.