أسواق اليمن قبل رمضان.. انتعاش وسط لهيب الأسعار وجشع التجار
يستعد اليمنيون لاستقبال شهر رمضان المبارك هذا العام، بشراء احتياجاتهم مبكرا، على خلاف السنوات الماضية، التي كانت تبدأ منتصف شهر شعبان.
وشهدت العديد من الأسواق اليمنية، بما فيها العاصمة المؤقتة عدن، حركة تسوق نشطة ومزدهرة، فيما وصفت في مدن أخرى بالمتوسطة، وكان للشهر الفضيل الأثر الأكبر في إعادة دورة الحياة الاقتصادية في هذه الأسواق التجارية رغم لهيب ارتفاع الأسعار.
وقال ملاك محال تجارية لـ”العين الإخبارية”، إن أول 10 أيام من مارس/آذار الجاري شهدت انتعاشة بحركة المبيعات في الأسواق بشكل كبير، حيث يشتري الناس كل الاحتياجات الخاصة بموائدهم الرمضانية قبل قدوم الشهر الكريم.
وأوضحوا أن المشتريات تركزت إجمالا على المواد الغذائية، وأواني الطبخ، وأطقم تقديم العصائر، وبهارات الطبخ، حيث تحرص الكثير من الأسر على توفير المواد الغذائية على مختلف تنوعاتها في الشهر الفضيل.
تجنب تقلبات الأسعار
رغم حرب مليشيات الحوثي الانقلابية، والتي تدخل عامها الثامن في اليمن وانعكاسات الحرب الروسية – الأوكرانية على الوقود والحبوب والقمح، إلا أن الاستقرار النسبي لسعر الريال اليمني، منذ مطلع العام الجاري أمام سلة العملات الأجنبية أدى لثبات نسبي أيضا في أسعار المواد الغذائية.
وساهم ذلك في إقبال الأسر على شراء السلع والمنتجات الغذائية الخاصة برمضان بشكل مبكر، مدفوعة بمخاوف ارتفاع الأسعار العالمية.
وبحسب مدير مركز الحرمين التجاري في مدينة المخا اليمنية عبدالملك المروان، فإن المخاوف بشأن حدوث انتكاسة للريال اليمني، مقابل العملات الأجنبية، مع ما يصاحب ذلك من ارتفاع في أسعار المنتجات، قد تكون الدافع وراء قيام الأسر بشراء احتياجاتها بشكل مبكر هذا العام استعدادا لشهر رمضان.
ويضيف المروان ” أن الأسر تبدأ عادة بشراء متطلباتها بالنصف من شهر شعبان من كل عام، لكن هذا العام بدأت حركة التسوق منذ بداية شهر مارس، وهو وقت يعد مبكرا عما اعتدناه خلال السنوات الماضية.
مالك أحمد، أحد العاملين في مركز تجاري بالعاصمة المؤقتة عدن، يرى أن حركة التسوق المبكرة هذا العام ترجع إلى تحوط الأهالي من احتمال ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان، قائلا إن أسعار السلع الغذائية عادة ما تشهد ارتفاعاً كبيرا خلال الشهر الكريم.
وأشار إلى أن المواطن اليمني يستبق حدوث ذلك بشراء احتياجاته مبكرا، تجنبا للوقوع في مصيدة الأسعار المرتفعة التي عادة ما تترافق مع دخول شهر رمضان.
وطرأ ارتفاع طفيف في أسعار أواني الطبخ، قدر بنسبة 5%، لكن الارتفاع لم يؤثر على حركة الشراء.
عدن أكثر نشاطا
بدت حركة التسوق أكثر ازدحاما في السوق القديمة في كريتر في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، حيث بدأت الغالبية في شراء احتياجات الشهر المبارك.
وتقول أروى ياسر، سيدة كانت في أحد المراكز التجارية في عدن، إنها توفر احتياجات الشهر مسبقا حتى لا تضطر للوقوف في الطابور وقتا أطول، فخلو مراكز التسوق من المتسوقين حاليا، يتيح لها توفير كل مستلزمات المطبخ والموائد الرمضانية.
وتأمل أروى أن يأتي شهر رمضان، وقد وجدت الحكومة المعترف بها دوليا حلا للكهرباء وتراجعت قيمة الريال اليمني، مع ضبط صارم لأسعار السلع الغذائية، كون “جشع التجار واستغلالهم للأزمة” فاقم معاناة الناس البسطاء.
ويحرص المواطن اليمني على تنوع مائدة الشهر الكريم، إذ تستعد الأسر وربات البيوت لتكون الموائد عامرة بأطيب الوجبات الغذائية المختلفة.