“البعرارة” في تعز مكب للنفايات والمجاري يجبر الأهالي على الرحيل

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
يشعر سكان البعررة مديرية المظفر بظروف سيئة، فقد أخذت المجاري تنتشر في الأحياء وبالقرب من المنازل، كما تتراكم القمامة وتزكم الأنوف ،دون أن تتخذ السلطات المحلية أي اجراءات لمواجهة تلك المظاهر السيئة والضارة.
إنتشار الأوبئة:
رغم المطالب الملحة التي يرفعها السكان الى السلطات المحلية في مديرية المظفر، إلا ان الجهات المعنية لم تتدخل وتنهي مايحيط بتلك المناطق.
الشاب علا جميل الشرعبي طالب جامعي يسكن في منطقة البعررة لكنه يجد أن منطقته، أصبحت طاردة للسكان والذين أختاروا تأجير منازلهم والانتقال لمناطق نظيفة وبعيدة.
وحسب حديثه لموقع “يمن الغد” فإن العديد من الحارات الواقعة في العريش وشعب حداد، انتشرت فيها الأوبئة والأمراض ،بشكل غير مسبوق خاصة الحميات والملاريا وحمى الضنك، ويرجع ذلك إلى واقع منطقته والعديد من المناطق القريبة منها ، حيث خلقت هذه المشكلة ظروف سيئة ومعقدة في العديد من الاحياء .

ولفت الى أن ظروف هذه المناطق يتجه من سيئ إلى أسوأ، دون ان يقوم صندوق النظافة والتحسين، والمؤسسة العامة للمياة والصرف الصحي بأي اجراء أو حلول رغم علمهم بما بعانيه السكان .
مازن القدسي من سكان تلك المنطقة ايضا وضح أن البيارات المكشوفة في حي العريش وحي شعب الحداد في البعرارة ،توسعت وصارت تلك المنطقة تنتشر فيها الروائح الكريهة ،ومحاطة بكميات هائلة من مكبات القمامات .
واعتبر أن وجود هذا المجاري تسبب بإضرار صحية، مازال الكثير يعيشها وهو مجبر خاصة مع الظروف الحالية، والازمات التي تحيط بالمواطنين .
ووفق رأي مازن فإن المنطقة لاتتوفر فيها شبكات صرف صحي ،وانفجرت فيها البيارات بشكل واسع وصارت المنازل والشوارع مليئة بالقمامات ،بينما المجاري تغطي الشوارع والطرق الضيقة والقمامات صارت كبيرة ومنتشرة ،ولم يقم مكتب النظافة والتحسين بأي تحرك لانتشال تلك القمامات حتى اللحظة.
وقال ” السكان في حي العريش وشعب حداد يمرون بكل هذا الواقع و لم توجد حلول رغم أن السكان تحدثوا، عن هذه المشكلة ورغم الوعود فإن المكاتب المختصة في المجلس المحلي سواء مكتب المياة والصرف الصحي أو مكتب النظافة والتحسين لم يتحركا،لانقاذ السكان وتظل المنطقة تعاني الامراض والتلوث وانتشار الروائح الكريهة والامراض.
غياب الحلول:
رشاد السقاف تطرق إلى ماتعانيه البعرارة من التهميش المتعمد ،فليس هناك مشاريع مكتمله ولا نظافه ولا مجاري رغم انها قديمة نوعا ما، عن المناطق التي بنيت بشكل متأخر لكن العريش وشعب حداد والبعرارة لم تتخذ خطوات ومشاريع لانقاذها .
واعتبر السقاف أن العديد من المناطق في البعرارة وهي منطقة كبيرة وواسعة ، تتكدس فيها اكوام القمامه في كل حاره من حواريها برغم وجود جهود حثيثه، من بعض المنظمات لانتشال بعض القمامه من الحواري الواقعه على خط الاسفلت او الطريق الرئيسيه اما الفرعيه حدث ولا حرج .
وحسب حديث رشاد السقاف فإنهم يلجئون لإحراق القمامة، أو يتم الانتظار إلى فصل الصيف حتى تأتي السيول،لتجرف تلك القمامات .

وأشار إلى كثرة الكلاب والفيران والقطط في هذه المناطق، وانتشار بعض الامراض الجلديه والامراض الاخرى ،و صنفت البعرارة على أنها منطقه موبوئه من قبل مكتب الصحة.
وقال رشاد لـ”يمن الغد” :في السنوات السابقة كان السكان يختارون الحفر لتجاوز انفجار البيارات، وكانت توجد مساحات ممكن لو امتلت البياره تحفر البديل ،لكن الآن ومع اكتظاظ السكان ،لم يتبقى مساحة كافية لحفر البيارات .
وأضاف أن سكان المنطقة كثرت مطالبهم بحل ، خاصة مع توسع المجاري وحصلت تشققات وتملح ورطوبه للمنازل بسبب المجاري، وكذلك انتشر البعوض والروائح الكريهة في الكثير من المناطق ،و كثرت امراض الملاريا والحميات وأصبحت المجاري تمر عبر الطرقات وبين البيوت .
ووفق رأيه فقد تم عمل دراسه سابقه ونزل فريق لاستكمال وربط المجاري بالحارات، الا ان السلطه المحليه لم تقوم بدورها، بحجه عدم وجود تمويل او داعم .
التشرد:
عبد الباري الحبشي مهندس يصف الوضع في البعرارة أنه مقرف، ودفع بعض السكان للمغادرة وترك المنازل، لانها لم تعد تصلح للعيش والاستقرار .
الحبيشي تناول المشكلة التي بدأت في العقد الماضي وتطور وضع هذه الكارثة ،مع غياب أي تخطيط لازالة هذه المخلفات والآثار التي تراكمت خلال فترات سابقة ،خاصة مع اتساع المباني وتزايد السكان .
ووضح أن هذه المناطق التي تتكون من حي العريش وشعب الحداد في البعرترة ، وتمتد على شارع 14 المتفرع من شارع ،16 والذي يلتقي مع شارع 40 شمالا .

وكان تقرير للجنة المجتمعية قد كشف ان الاهالي ناشدوا مرارا الجهات المختصة، بضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة، والعمل على اعتماد مشروع الصرف الصحي و الذي قد تم عمل الدراسه له، من قبل المؤسسة العامة للمياه و الصرف الصحي لإنقاذ الأهالي من هلاك محدق، وكارثة محتملة قد تحدث قريبا.
وحول تأخر مشروع الصرف الصحي بالمنطقة فإن تقرير اللجنة المجتمعية وضح عن مذكرة ،فعها عدد من الأهالي لسرعة الالتفات للوضع الكارثي ، حيث تشهد المناطق المجاورة اصلاحات و ربط شبكة مجاري و اصلاح طرقات.
ولخص التقرير ان الاهالي طلبوا من السلطة المحلية بالمديرية، ومكتب الإشغال والبلدية وكل الجهات المعنية، ذات العلاقة بضرورة التدخل وإنقاذ مايمكن إنقاذه، وعمل الحلول والمعالجات السريعة للحيلولة ،دون استمرار هذه الوضعية، المتردية التي يعيشها المواطنين في منطقتهم.