تحول مذيع يمني شهير، من منصة التلفزيون الرسمي، إلى العمل في مهنة بيع “القات” بالعاصمة صنعاء، في صورة صادمة تختزل وضع الصحفيين والإعلاميين في اليمن، بعد انقلاب مليشيات الحوثي وإشعالها للحرب في 2014.
وتداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي صور مذيع الأخبار اللامع في التلفزيون اليمني، صدام حسن، صاحب الصوت المتميز، والمظهر الأنيق، يفترش رصيفا صغيرا بملابس رثة على مدخل واحد من أسواق صنعاء، ويزاول مهنة بيع القات لكسب لقمة عيش عائلته، بعد أن حرمته ميليشيا الحوثي من راتبه الحكومي منذ سنوات.
وقوبلت الصورة بتعاطف واسع، واعتبرها الناشطون نموذجاً واحداً للموظف اليمني في مناطق سيطرة المليشيات، الذين انتهى بهم الحال في جحيم البطالة والبحث عن أبسط الأعمال للحصول على قوت يومهم، في حين ينهب الحوثيون مرتباتهم.
ودفعت الحرب، بجانب ممارسات مليشيات الحوثي، الكثير من الإعلاميين والصحفيين إلى مغادرة مهنهم والتوجه نحو مزاولة أعمال أخرى، بينها أشغال شاقة، إلى جانب العمل في غسيل السيارات، وجمع النفايات، وبيع الخضار، والمياه المعدنية، وغيرها.
وحول الحوثيون اليمن إلى أسوأ وأخطر بيئة للعمل الصحافي على مستوى العالم، إثر إغلاق الصحف والقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وتهجير بعضها إلى خارج البلاد، ما أفقد العاملين فيها وظائفهم ورواتبهم، إلى جانب تعرضهم للملاحقة والاعتقالات والتعذيب والقتل والاختطافات والإخفاء القسري.