محمية حوف شرق اليمن.. لوحة ربانية تأسر القلوب “جنة الله في الأرض” (صور)

في أقصى شرقي اليمن، تقع محمية “حوف” على ساحل يمتد لنحو 60 كم على بحر العرب، كواحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في البلاد.
وتتسم حوف التابعة لمحافظة المهرة بتنوع نباتي وحيواني فريد، فضلاً عن مساحات خضراء خلابة، حتى إن المهريين يصفونها بـ”جنة الله في الأرض”، خصوصاً أثناء فصل الخريف، موعد هطول الأمطار.
وتُصنف حوف كإحدى أكبر الغابات الموسمية في شبه الجزيرة العربية، وأدرجتها الحكومة اليمنية 2005، كمحمية طبيعية، وموطن للعديد من الطيور والحيوانات النادرة، فضلاً عن أنها تحتوي على 250 نوعاً من النباتات والأشجار لعل أهمها شجرة اللبان العربي.
كما تعد وجهة لا مفر منها للتنزه لدى سكان المهرة باعتبارها أحد المتنفسات الطبيعية، فيما تجذب الآلاف سنوياً من داخل وخارج اليمن، رغم حرب مليشيات الحوثي الإرهابية في البلاد وغياب الرؤية الرسمية لاستغلالها سياحياً وفي دعم التنمية.

تنوع نباتي

وتضم حوف العديد من عيون المياه الكبريتية التي يستخدمها اليمنيون في علاج أمراضهم، بمن فيهم أبناء المحمية المؤلفة من 3 تجمعات حضرية، وهي: “جاذب” و”حوف” و”رهن”، وغالبيتهم مزارعون وصيادون ورعاة ماشية وإبل.
كما تتواجد فيها أنواع من الدلافين ذات الأهمية الإقليمية والدولية، وتعد موقعاً مهماً لتعشيش نوادر السلاحف المدرجة ضمن قوائم الاتفاقية الدولية CITES.


وبحسب مدير عام مكتب وزارة السياحة في محافظة المهرة أحمد رعفيف، فإن المحمية تضم العديد من أنواع الحيوانات النادرة، من بينها النمر العربي والغزال، لا سيما غزال الريم.
وقال رعفيف لـ”العين الإخبارية” أن المحمية تعد موطناً للعديد من النباتات والتي يصل عددها إلى 250 نوعاً، فضلاً عن 65 نوعاً من الطيور، بعضها طيور مهاجرة.
أما الحيوانات فإن النمر العربي النادر يعد أحد أهم الحيوانات فيها، فضلاً عن الضباع والوعول والغزلان، والقطط البرية، والثعالب الحمراء والسلاحف، بحسب المسؤول اليمني.
ولعل أهم أشهر الأشجار المتواجدة في المحمية، هي شجرة اللبان، والتي ازدهرت تجارتها الخارجية مع دول أخرى خلال العصور القديمة، ومثّلت مورداً تجارياً مهماً في تبادل السلع، إذ كان يعد اللبان من أهم المنتجات نظراً لإحراقه في المعابد خلال الطقوس الدينية، وفقاً للمسؤول اليمني.

قمم ساحرة

يبدأ تساقط الأمطار على المحمية التي تعد من أكبر غابات شبه الجزيرة العربية خلال فصل الخريف، وهو الموسم الذي يشهد بداية توافد المرتادين إليها من مدن يمنية عدة، بجنوب البلاد.
ويشكّل الضباب الكثيف في قمم المحمية التي تمتد بطول 60 كم مشهداً ساحراً يأسر زائري المحافظة ذات الطقس الحار أثناء التجول بأنحائها والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة.
وبالرغم من سحرها الأخاذ والأشجار الخضراء، إلا أن المرتادين يواجهون نقصاً في البنية التحتية لا سيما دورات المياه والفنادق القريبة ومحلات تقديم الوجبات الغذائية.
ويرى المهتم بشؤون البيئة بالمهرة، أمين عبدالله غالب، أن محمية “حوف” لا تزال بحاجة إلى العديد من مقومات البنية التحتية، إذ إن عدم توفر الفنادق القريبة والمطاعم السياحية يصعب من تدفق الزوار بشكل كبير.

وقال غالب “إن المحمية بحاجة إلى الكثير من البنى التحتية، كما أن هناك تقصيرا من جانب الوكالات السياحية في تسويق المحمية داخلياً وخارجياً، حيث بدت وجهة منسية”.
وأكد أن الترويج للمحمية عربياً على الأقل سيجعلها إحدى الوجهات المفضلة نظراً لقربها، لاسيما دول الخليج العربي المجاورة.


وتزخر محمية حوف بموقع أقصى البلاد على الحدود العمانية، يجعلها في مأمن عن حرب مليشيات الحوثي الإرهابية، وبحسب غالب فإن “الجهات الرسمية مازالت تفتقر لرؤية لتفعيل السياحة في مثل هذه المحميات وتوظيفها لصالح التنمية وكجزء من بث الحياة بالمحافظات المحررة”.


ومؤخراً، سعت جهات ومؤسسات حكومية معنية باليمن للحصول على رعاية عالمية، للمواقع ذات الخصوصية البيئية، على رأسها اللجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”، والتي بدأت بتدريب كادر مؤهل لإعداد ملف عن حوف في سبيل اعتمادها محمية طبيعية دولية.

Exit mobile version