مقالات

معاول الموت وسفك الدم والحروب ومكر التاريخ


للتاريخ كف خشن كما أن له كفا ناعما.
كثيرون ممن تقمصوا أدواراً لم تؤهلهم لتسنم مكانة لائقة في الحياة سقطوا في كف التاريخ الخشن، سحقهم كذبابة “وقعت في محبرة وأخذت تنشر الحبر فوق كل بقعة تحط عليها” بتعبير الروائي تشيخوف.
يبدأ هؤلاء يتزلفون التاريخ، محاطين بالموالين ممن يزينون لهم أن طريقهم إلى الكف الناعم من التاريخ ممهد، وما عليهم سوى أن يشقوا طريقهم إلى التاريخ بمعاول الموت وسفك الدم والحروب، وسيتكفلون هم بمعالجة الأمر في صفحات الكتب.
لم تستطع الكتب أن تكرس الخديعة أمام منطق ومكر التاريخ الذي لا يقبل أن يستقر في كفه الناعم سوى أولئك الجديرين به ممن قدموا لمجتمعاتهم وللانسانية خدمات جليلة.
الحوثي نموذج لأولئك الذين لا مكان لهم سوى في الكف الخشن من التاريخ، وفيه ستسحق مغامرتهم التي لا يمكن لها أن تسجل إلا كإرهاب مناهض للحياة، ولن يقبل التاريخ أن يراه غير ذلك.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى