اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتقاريرصنعاءمحلياتملفات خاصة

لا مكان للبهجة والهموم تتكالب.. طقوس استقبال رمضان تختفي من العاصمة صنعاء

يمن الغد/ تقرير- خاص

لم يعد لشهر رمضان ذلك الألق في اليمن، ليس لقدومه نكهة روحية، فقد اغتالت الحرب، بهجة الاستقبال للشهر الكريم..

مواسم الهموم:

صارت صنعاء – العاصمة التي كانت الاكثر بهجة لاستقبال رمضان – أشبه بمأتم، أهاليها غارقون في المعاناة، يستقبلون شعر ابصيام بعد أيام سوداء من الخوع والرعب والضياع.
يقول راجي النظاري-مواطن بصنعاء-: لم نعد نفكر سوى بمستقبل أولاد يقاسون الجوع ومحرومون من التعليم والعلاج، أبسط الخدمات صارت معدومة بسبب الحرب المشتعلة منذ سنوات سبع بسبب الانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة في العام 2014م.
وقال راجي لـ”يمن الغد”: رمضان اصبح موسم للهموم و كذلك الاعياد الدينية.
تقول أسماء ماهر: كانت صنعاء مع حلول شهر رمضان، تشهد حراكا مجتمعيا واسعا، تبدا الأسر بالتجهز لحلول رمضان بشراء الحلويات ومكونات المقرمشات واستبدال الصخون والمفروشات وتنظيف المنازل والاحياء وتبدأ اهازيج الاطفال والرجال على حد سواء مرحبة برمضان.


ويضيف ليمن الغد: لم يعد لهذه الطقوس جدوى في ظل ما تعيشه البلاد من فقر وجوع وبطالة وغلاء فاحش بالأسعار وانقطاع المرتبات.
انقرضت العادات والتقاليد الروحانية التي كانت تسود استقبال شهر رمضان في صنعاء، دمرتها مليشيات الحوثي إثر تضييقها على السكان والتي وصلت حتى إلى المساجد، حيث تحولت منابر دعائية لاشعال الحرب.
يقول ماجد الذماري لـ”يمن الغد”: مليشيات الحوثي اغتالت روحانية شهر الصيام وبهجة الأعياد، حرمان مستمر للموظفين من مرتباتهم، وانعدام فرص العمل، وخسارة الخدمات.

مفاجأة حوثية:

يستقبل اليمنيون شهر رمضان الفضيل، هذا العام، بأوضاع اقتصادية هي الأسوأ منذ بدء الحرب نتيجة الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية الذي تشهده الأسواق اليمنية في ظل أزمات مختلفة يعيشها البلد، أبرزها أزمة المشتقات النفطية التي أسهمت في ارتفاع أسعار السلع بنسبة كبيرة، ما زاد من تعقيد حياة الناس في بلد تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 17 مليون نسمة بحاجة للمساعدات الغذائية.
الجميع صاروا منشغلين بتدبير مصاريف رمضان، دون جدوى، فالغالبية العظمى من الناس باتوا عاجزون عن شراء الاحتياجات الأساسية.
وقبيل أيام من حلول رمضان، فاجأ الحوثيون الأهالي في مناطق سيطرتهم بجؤعة سعرية جديدة في مادة الغاز المنزلي، حيث أعلنت شركة الغاز بصنعاء ان سعر الاسطوانة الغاز سعة 20 لتر والتي يتم توزيعها عبر عقال الحارات 8350 ريال بعد أن كانت توزع بسعر 4300 ريال.
تقول نجوى سالم مدرسة بمدرسة اهلية بمحافظة ذمار- ليمن الغد، ان راتبها يعادل 70 دولار أميركي فماذا يمكن أن تقتني به من متطلبات رمضان في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والكمالية في الأسواق.

وارتفعت أسعار السلع الغذائية والمواد الأساسية في الأسواق بمعدلات قياسية بالمقارنة بما كانت عليه في العام الماض.
معظم السلع ارتفع سعرها ما بين 100% و50%، وبعضها أقل خلال أقل من عام فقط، حيث وصل سعر كيس دقيق القمح (50 كيلو) في العاصمة اليمنية صنعاء إلى 21 ألف ريال يمني (قيمة الدولار في صنعاء 600 ريال)، فيما كان سعره، العام الماضي، لا يتعدى الـ14 ألف ريال، بينما بلغ سعر الكيس الأرز العادي (10 كجم) 4200 ريال بعد أن كان سعره 2800 ريال، بينما قفز سعر علبة الزيت (4 لترات) من 4000 آلاف ريال إلى 6300 ريال، وسجلت علبة السمن النباتي الصغيرة عبوة (0.9 كجم) ارتفاعًا في السعر من 1400 ريال إلى 2100 ريال، كذلك المواد الخاصة برمضان كالتمور التي يتراوح سعر (علبة 10 كجم، نوع متوفر بالسوق) ما بين 9 إلى 10 آلاف ريال، بزيادة ألفي ريال عن العام الماضي، والعلبة الزبادي حجم صغير من 100 إلى 150 ريالًا.

الإقتصاد ورقة في الحرب:

وانخفضت الحركة التجارية في المواسم الرمضانية تدريجيًّا بفعل تصاعد مؤشرات الفقر والبطالة، جراء انقطاع المرتبات على قطاع واسع من موظفي الدولة وانهيار العملة المحلية إلى جانب الكثير من ظروف الحرب التي عصفت بالبلد، لدرجة يمكن القول إن إقبال معظم اليمنيين على شراء احتياجاتهم الرمضانية تراجع كثيرًا خلال هذا العام.
ويتحدث مازن الأوصابي، كهربائي سيارات بصنعاء- ليمن الغد بان راتبه الشهري يعادل 100$ ولا يفي بشراء المتطلبات الضرورية لرمضان خاصة ان سعر الوايت الماء وصل الى 14 الف الأسطوانة الغاز 19 الف بالسوق السوداء و8350 لدى عقال الحارات فيما الميس الدقيق تحاوز ال 21 الف ريال يمني.


يقول أمين عبدالله سائق باص أجرة بصنعاء، لـ”يمن الغد” وهو يعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد انه اضطر لايقاف الباص بسبب انعدام الوقود وارتفاع سعره الى مستوى قياسي في السوق السوداء..
وارتفعت أسعار المشتقات النفطية في السوق السوداء بصنعاء الى 25 الف في الوقت الذي انعدمت في المحطات وفي حال توفرها بالمحطات يحصل عليها المواطن بعد ايام من قضاءها في طابور حةيل بسعر 16 ألف ريال (26.5 دولار) للجالون (20 لترًا).
واعتبر الخبير الاقتصادي مصطفى نصر استخدام الاقتصاد كورقة في الحرب، سبب رئيسي في انعيار العملة المحلية امام العملات الاجنبية، وهو ما اثقل كاهل المواطن بالأزمات الاقتصادية.

زر الذهاب إلى الأعلى