أخبار العالمالرئيسيةثقافة وفنحواراتمحليات

لطفي بوشناق يستلهم الغناء من معدنه اليمني ويوجه دعوة من تونس لفرقاء عدن وصنعاء

يمن الغد _ هشام الشبيلي 


عندما يبدأ الفنان العربي مشواره الفني يبدأ في الغالب من خلال الأغنية اليمنية الأصيلة المليئة بالنغم التراثي العربي والشجن الذي يأخذك إلى عبق التأريخ، إضافة إلى تنوع وثراء متفق عليه.
شعراء عرب كتبوا القصائد عن اليمن ومدنها وغناها كثير من الفنانين. الفنان التونسي لطفي بوشناق واحد من أولئك وهو الذي شغف باليمن وطاف في مدنها وغنى لها أرضاً وإنساناً، وتنقل بين مختلف المحافظات شمالها وجنوبها.
وعندما كانت اليمن تشهد غزواً لمدنها من قبل الحوثيين وحلفائهم، انبرى الفنان الشغوف للغناء لليمن بعدد من الأغاني التي تحمل الألم والأسف لما حالت إليه البلاد من حرب بعد الانقلاب والحرب التي تشهدها حتى اللحظة. 
أغنية “أنا اليمني يا وجع اليماني” أبرز تلك الأعمال لاقت رواجاً وتفاعلاً كبيراً لدى اليمنيين والوطن العربي وتم تداولها بشكل واسع. 
لدى التواصل مع بوشناق بادرني عند أول معرفته بأنني من اليمن، بترديد كلمات أغنيته قائلاً “سيطل فجرك يا يمن… ويضيئ من خلف المحن. صنعاء عذبني الهوى.. وأذوب عشقاً يا عدن”، قبل أن يضيف أن “اليمن هي التأريخ والحضارة والأغنية العربية والكرم وطيبة أهلها”.
وأضاف، “كنت أسمع عن اليمن وكل شيء جميل فيه، ولكن عند زيارتي له للمرة الأولى رأيت كل ذلك بعيني رأيت الشهامة والكرامة، ورأيت الثقافة والتواضع والبساطة، لا أقول هذا من باب المجاملة وبيع ورد، ولكن هذه حقيقة يعرفها كل من زار وعرف اليمن عن قرب”.
وعن الأوضاع اليمنية الحالية، يعرب عن أسفه قائلاً “اليمن لا يستحق كل هذا، اليمن تستحق حياة كريمة، كما أني أدعو اليمنيين إلى إخراج بلادهم من هذا النفق المظلم الذي دخلته”. 

الأغنية العربية من رحم اليمنية


يصف الفنان التونسي لطفي الأغنية اليمنية بالأم، ويرى أن تاريخ الأغنية العربية كلها والفن الخليجي، كان مستوحى من الشعر النبطي وإيقاعات ونغمات وهوية الأغنية اليمنية العظيمة.
كيف أساءت التكنولوجيا إلى الأغنية العربية الراهنة؟يتحدث الفنان ذو النزعة العروبية بوشناق عن علاقته بالفنانين اليمنيين، مفيداً بأن “صداقة قوية تربطه مع كثير من الفنانين أبرزهم الراحل أبو بكر سالم بلفقيه، كما كانت لي تجربة مع الموسيقار أحمد فتحي وتعلمنا على يديه بحب وبنشوة كبيرة الكثير”.    
وعند سؤالنا للفنان عن الحديث المتداول حول أغنية “خذوا المناصب” وكونها تسببت له في نقمة السلطة السياسية في تونس يؤكد أن “أغنية خذوا المناصب جاءت بتلقائية في ظل الوضع الذي كانت تعيشه تونس من تجاذبات صراعات سياسية، وأثناء غنائي لها وجدت نفسي للمرة الأولى أبكي على المسرح ولم أتمالك دمعي، لأني أحب بلدي تونس العزيزة الغالية، هي روحي وقلبي وفضلها علي كبير، ومهما قدمت لها فأنا مقصر معها”.
وتابع، “لا أحب أن أرى بلادي في وضع مرتبك بين الصراعات على السلطة والجاه، لا أعتقد أنها سببت لي المشكلات مع أي جهة، بل وجدت صدى كبيراً في العالم العربي”.

من هو الفنان؟


الفنان في نظر لطفي أهم من السياسي ودوره كبير، فهو “لسان الشعب والمرآة التي تعكس الواقع الذي يعيشه، وهو صوت الشعب الذي يعبر عن مشكلاته ووضعه وحلمه، وعن سعادته وأفاقه. الفنان يغني للشعب وتاريخه وحضارته ومستقبله”.وهل بوشناق منحاز للمواطن العربي وهمومه في أغانيه؟ عن ذلك يجيب “لست منحازاً للمواطن العربي وهمومه فقط، بل أنا دائماً جزء من هذا الهم، وواحد من الوطن العربي، وهذا لا يعني أنني لا أغني في الحب. لدي أغان في الحب ولكن بطريقة أخرى وبنظرة أخرى”.
وذكر من الأمثلة غناؤه “أحبك حبين حبي لروحي… وحبا لأنك روحي وأكثر. أحبك يا صاحبي غير أني أعيش على هذه الأرض فانظر. ترى الأرض هذه تحتي وتحتك سيف… فهل يصدق الحب والسيف مشهر”؟ وغيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى