المشاورات اليمنية-اليمنية الجارية في عاصمة المملكة العربية السعودية برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربي فكرة بناءة وقيمة.
وكعادتها رفضت مليشيا الحوثي الإرهابية الرضوخ لأي اتفاق سلام، فيما دعمت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من جانبها اتفاق الهدنة داخل الأراضي اليمنية، بعد يوم من انطلاق المشاورات في الرياض، بتوقيع المبعوث الأممي السويدي هانز غروندبرغ، تلك الهدنة التي خرقها الحوثي الإرهابي بعد ساعات من إعلانها، وبالطبع لا غرابة في ذلك إذا ما خرج هذا السلوك عن مليشيا إرهابية لا تراعي أبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ما زال أحد يعقد أي أمل على أن “الحوثي” يمكن أن يجنح للسلم؟
الإجابة واضحة -بعد العديد من المبادرات الأممية والعربية التي رفضتها هذه المليشيا الانقلابية- فهي لا تريد لليمن استقرارا، وهي مجرد أداة بيد الوكيل الإيراني، الذي يستخدمها ورقة في محادثاته مع الغرب/أمريكا، وهي مستمرة في تنفيذ أجندة تخريب إقليمية بدعم المسيّرات والصواريخ الإيرانية، التي تخطت اعتداءاتها حتى وصلت لاستهداف أعيان مدنية في السعودية والإمارات.
لقد اتسعت رقعة الصراع اليمني بسبب سلوك الحوثي الإرهابي لنشر الفوضى، التي دفع ويدفع ثمنها الشعب اليمني جراء انقلاب الحوثيين على الشرعية في بلاد كانت تنعم بالأمن والسعادة، حتى صارت هذه المليشيا تهديدا لأمن المنطقة برمتها.
صار الدعم الإيراني للحوثي الإرهابي مؤكدا، على غرار الدعم المماثل لـ”حزب الله” الإرهابي في لبنان، وأمام كل دعوات ومبادرات السلام، وكان أبرزه ما طرحته المملكة العربية السعودية في مارس من العام الماضي، لم يقدم “الحوثيون” إلا مزيدا من العنف والإرهاب العابر للحدود، بإصرارهم على عدم القبول بأي مبادرة للسلام في اليمن، بل رفضوا استقبال المبعوث الدولي نفسه في صنعاء، وأعلنوا مقاطعتهم له، وتمادوا في سلوكهم باختطاف السفن المدنية وتهديدهم للملاحة والتجارة الدولية، وسط صمت تام من الدول الكبرى.

وإذا كانت المشاورات اليمنية قد نجحت في جمع المكونات والقيادات اليمنية المختلفة، لكن يبقى العنصر الحوثي عقبة إرهابية أمام استقرار اليمن والمنطقة، ما لم يتم ردع الأصابع التي تحركه من الخارج.
وسعت السعودية والإمارات، ولا تزالان، نحو استعادة استقرار وأمن الشعب اليمني، الذي يعاني ويلات الحرب عبر سلوك عدواني حوثي لا يريد إلا القتل والدمار، فيما الجهود الدولية والدبلوماسية، وتحديدا ما قامت به دولة الإمارات داخل مجلس الأمن، وضعت الحوثيين في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي، الذي صوّت على إدانة إرهابهم، وملاحقة جرائمهم، التي لن تسقط بالتقادم مهما حاولوا.
الثابت أن الحوثيين يتاجرون بالحرب والخراب على أرض اليمن، فهم منتفعون من وراء ذلك، ولا يرون في السلام طريقا يلائمهم، ولهذا فإن مشاورات الرياض بين الأطراف اليمنية يجب أن تتحول إلى ورشة للتشخيص والتقييم والمكاشفة، فلا أمل في “الحوثي” إلا بقوة تردعه، وهو النهج الذي أكدته مرارا قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.