المجلس الرئاسي.. الفرصة الأخيرة لإخراج اليمن من دوامة الصراع
يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي
تمثل خطوة تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، كمخاض لمشاورات الرياض أهم الخطوات السياسية، والتي ساهمت في تغيير بنية نظام الحكم والمتمثل بالسلطة السياسية بعد عام 2011.
ويتكون المجلس من 7 نواب، ولديه الصلاحيات في كل قراراته وتوجهاته، وفي وضع السياسة العامة للمجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، كما أن لديه الصلاحيات، في تشكيل المرحلة الجديدة والمفصلية في تأريخ اليمن.
إنهاء الحرب:
حسم تشكيل المجلس الرئاسي كل التكهنات والتوقعات حول ماستخرج به المشاورات اليمنية- اليمنية في العاصمة السعودية الرياض.
وأحدثت مشاورات الرياض تغيرات كبيرة، في واقع السلطة التي أتت مابعد تسليم علي عبد الله صالح لكافة صلاحياته الرئاسية، للرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي في عام 2012م.
وتكمن أهمية المجلس الرئاسي وفق المرحلة السياسية في دوره الذي سيحدد ملامح الفترة القادمة ،على كافة الأصعدة التي سيقوم بها، سواء على المستوى السياسي او الإقتصادي أو العسكري.
وسيكون المجلس الرئاسي الجديد، معني بالتفاوض مع جماعة الحوثيين، للوصول لحلول سياسية ،تنهي الحرب المحتدمة منذ 8 سنوات.
وتأتي من أولويات هذا المجلس توحيد مؤسسة الجيش ،وتحديد المهام السياسية والإقتصادية.
محمد شرف الدين رئيس تحرير صحيفة الوحدوي أوضح أن المجلس الرئاسي الجديد ، سيتولى التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار بشكل دائم ،والتوصل إلى حل سياسي نهائي، وفترة انتقالية تعمل على إنهاء الحرب.
بينما يقلل جمال حسن كاتب صحفي من تلك التغيرات ،ووصف الحل الذي سعى له مؤتمر الرياض على أنه شكل من الترقيع.
وقال “اليمن تحتاج رئيس قوي وحكومة قوية، تمتلك قرارات حاسمة، وليس أن يصبح قرارها السياسي مقسم، بين قيادات وقوى متعارضة أهواءهم ،وكذلك أجنداتهم لكن الجزء الجيد هو إعفاء الجنرال علي محسن الأحمر، من متصب نائب الرئيس، مستدركًا: لكن ما جرى هو ترقيع يزيد من إضعاف القرار السياسي الضعيف أصلا”.
الفرصة الثمينة:
صالح البيضاني سياسي يمني هو الأخر، أعرب عن ثقته بالدور الذي سيمارسه مجلس الرئاسة ،فهو وفق رأيه يضم رموزا لها باع طويل، في مقارعة المشروع الحوثي الإيراني في اليمن على الأرض.
وأضاف أن مثل هذا التوجة يمثل رسالة قوية للحوثيين ،بأن رفضهم للسلام يعني أنهم أمام حرب، لم يألفوها من قبل.
أما فضل العيسائي ناشط سياسي فتفاءل بالتوجهات الجديدة ،خاصة بدور المجلس الرئاسي في المستقبل.
ورأى أن مشاورات الرياض أعطت فرصة جميلة في اليمن ليتنفس، الناس التي ملّت من الحروب والكذب ، والفساد والبلاطجة والأحزاب والمرتزقة والمؤدلجين العملاء .
وقال فضل قائلا “هناك بصيص أمل، لكن إن وجدت نوايا وطنية صادقة،و بقي تشكيل الحكومة اليمنية بدون دمج ننتظر ماسيحدث .”
مروان الغفوري أبدا رضاءه عن القرارات الجديدة، فالمجلس الرئاسي حسب تعبيره بتركيبته المعلن عنها، وبالهيئة المساندة له، هو المحاولة الأفضل حتى الآن للخروج من دائرة التيه التي دخلناها في العام ٢٠١١ وعلقنا فيها حتى الآن.
رئيس في المنفى:
ميساء شجاع الدين باحثة وكاتبة سياسية-، أفادت أن الرئيس عبد ربه منصور ،خلال السنوات السبع الماضية من الحرب، فشل في إدارة الوضع باليمن على المستويين العسكري والسياسي.
وبناء على ذلك- وفق رأي ميساء- فاليمنيين ينظرون إلى هادي كرئيس شرعي كونه أمضى جزءًا كبيرًا من الصراع في منفاه بالرياض.
وقللت ميساء شجاع الدين من دور الذين ما يزالون يجادلون أنه لا غنى عن هادي رغم إخفاقاته؛ باعتباره الرمز الأخير لشرعية الدولة اليمنية.
وقالت “يستند أسلوب التفكير هذا إلى المنطق التالي: هادي تولّى الرئاسة وفق انتخابات رئاسية عام 2012 كان فيها المرشح الوحيد. “
وتابعت حديثها أن “الانتخابات أجريت كجزء من مبادرة مجلس التعاون الخليجي، لتسهيل نقل السلطة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح في أعقاب انتفاضة 2011 باليمن واعترف قرار مجلس الأمن 2216 (2015) بهادي كرئيس شرعي لليمن، بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء”.
وسخرت من التبريرات القائمة حول أن الاستغناء عن رئاسة هادي، سيلقي بالبلاد في أزمة دستورية، ويفتح الباب أمام شرعنة الميليشيات التي تمكنت من فرض سلطتها بالقوة، وهو احتمال يهدد بإحداث مزيد من الإنقسام والفوضى السياسية.
ويصف مروان الغفوري أن ماجرى هو تحول كبير في شكل السياسة في اليمن، بعد أن عاشت بلا سياسة لسنوات.
وأرجع مثل هذا التحول الذي حدثت برعاية دولية، وذلك استجابة لانتظار محلي حيث كان كل شيء معطلا،و ما من مؤسسة تحرك قدميها.
وأشار إلى أن هادي (الرئيس السابق) كان ميتا إكلينيكيا، وأخطر منه مواصلة العيش في الموت السريري.
تجاوز الخلافات:
يعتقد عبد الله أحمد عثمان ناشط سياسي ،أن الدور الذي يجب على المجلس الرئاسي العمل به حاليا ،هو وضع خطط وسياسات حقيقية وتجاوز درجة الخلافات العميقة .
ويرى عبد الله أن مساحة النجاح لهذا الكيان السياسي؛ هو أن يتجه لإزالة أثار ومخلفات السنوات السابقة ، والاهتمام بالجوانب السياسية والاقتصادية ،وتسليم المرتبات ومواجهة الاختلالات.
وقال: هناك فترة محددة، سيكون لدى الناس شعور بالحماس وسيقفون مع المجلس الرئاسي ،ومالم تكن له تحركات واسعة ومعالجات قوية ،ويعمل على تغير الحكومة وتحسين ظروف الناس، فإن الأمور ستكون سيئة وسيتحرك الجميع، بشكل أكبر ضد كل مكوناته.