اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتعزتقاريرمحلياتملفات خاصة

تعز تدفع فاتورة الحرب وتكتوي بنار الخذلان

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي

وضع الحصار الذي عانته مدينة تعز طوال فترات الحرب، سكان المدينة أمام واقع أكثر صعوبة ، فالطرقات البعيدة والوعرة خلقت معاناة قاسية أثناء التنقل، إذ صارت المدينة مقسمة وهو ما فرض العديد من التعقيدات وضاعف من مصاعب السفر الذي يقضيه السكان لساعات طويلة للوصول إلى المدينة.

مدينة مقسمة:

الظروف التي أصبحت تحيط بتعز في ظل الحرب ومحاولة مليشيا الحوثي السيطرة عليها جعل سكانها يعيشون في حالة صعبة.
كل ذلك أنعكس على سكان المدينة ،ففي الجهة التي تقع إلى الشرق من تعز وبالقرب من شارع، كان يرتبط بجولة تقود إلى الدخول إلى مدينة تعز من شارعين، احدهما يمر عبر كلابة والأخر يتجه نحو حوض الأشراف مباشرة صارت تعز مقطعة السبل .


في المنطقة التي كانت تقع فيها فرزة صنعاء ومقر السلطة المحلية لمدينة صالة، تشكلت خريطة تقسيم تعز وأصبحت المدينة طوال سنوات معرضة لهجمات وقصف وعمليات قنص مستمرة.
ورغم الامتداد المتقارب بين شرق تعز وغربها ؛إلا أن صعوبة حياة السكان تزايدت وفرض هذا التقسيم حالة من المعاناة ،وعمقت الحرب من ظروف تضيق الحياة على الناس ،وفرضت عليهم قطع مسافات طويلة يقضيها المواطنين ولساعات في التنقل بين شرق تعز وغربها، خلافا عما هو عليه الوضع قبل الحرب، إذ أن تلك المسافة كانت تستغرق دقائق معدودة، لقرب المسافة الرابطة بين القصر الجمهورية وبقية شوارع المدينة في الداخل.

حصار خانق:

يتحدث شوقي محمد عثمان طالب جامعي لموقع” يمن الغد” أن تأثير الحصار الذي خنق تعز منذ بداية الحرب ،والذي انعكس على طبيعة الحياة الداخلية في المدينة جعل من المحافظة محاطة بظروف معقدة، وتشكلت وفق ذلك طبيعة القوى التي حاولت اخضاعها .
وقال شوقي: ” الحصار الذي يحيط تعز من جميع الجهات ،هو في الواقع خيار عسكري بدأ منذ الفترة الاولى ،لرفض تعز الخضوع لخيار القوة الذي قامت به مليشيا الحوثيين وقوات صالح منذ السنوات الأولى من الحرب.


ويشكل الحصار والعزل الذي تمر به تعز حاليا، عامل تضيق للسكان وتهديد مباشر لواقع المدينة وفرض عليها التقسيم ،لتكون مثل هذا الخطة خيار اخضاع للمدينة ،واستهدافها وعزل السكان عن واقعهم الاجتماعي والجغرافي .
ويصف شوقي ماتتعرض له المدينة بجريمة حرب، اراد الحوثيون وفق مخططهم زيادة خنق المدينة، ثم اسقاطها بإيديهم فيما بعد .
وأشار إلى أن السكان في المدينة عانوا كثير وهم يقطعون مسافات كبيرة ،حيث تضاعفت الاسعار ،وأصبح السفر إلى المدينة أو الدخول اليها معقد وصعب.

منع الحركة وقطع الطرقات

علي سيف الشرعبي مدرس وصف” ليمن الغد ” ابقاء وضع تعز دون أي معالجات، أو تدخل دولي لازالة الحصار الحوثي، زاد من حجم الوضع، الدي تدفعه المدينة وزاد من معاناة السكان .
ورأى علي أن تعز هي المدينة الوحيدة التي قسمت من داخلها، حيث فرض الحوثي فيها سلوك وحشي وخلق الحصار والتدمير والقتل، ومنع السكان من دخول مدينتهم ومارس القنص .


وقال ” الحوثيون أرادوا استخدام كل اساليبهم القذرة ،وأمعنوا قي خلق المتاعب ومضاعفة الخسائر المالية والمادية على السكان، حيث تدمرت احياء ومساكن كثيرة وهجر السكان من مناطقهم، ومع ذلك أراد الحوثي عمل على مخطط اسقاط المدينة ،فالحصار الذي تطبقه الجماعة على تعز هو مخطط لضمان اسقاطها “
وأعتبر علي، الحل يكمن في فتح الطرقات ،وتسهيل تنقل الناس وانسحاب الحوثيين من محيط ومساحة تعز، حتى تعود الحياة لطبيعتها لأن سكان مدينة تعز، يدركون الدور الذي قام به الحوثي من احداث وجرائم .
وأضاف أن تجاهل المجتمع الدولي لواقع تعز ،دليل اضافي على أن من شجع الحوثي على ارتكاب تلك التجاوزات ،هي الدول الكبرى التي ظلت مطالبها محدودة وضيقة ،ولم تدخل تعز ضمن أي صفقات .

عقاب واذلال:

يفسر عبد الكريم صائل” محامي” طبيعة ماتتعرض له تعز على أنه عقاب مركب، وفق تعبيره حمل اشكال التدمير والفوضى، التي استمرت لسنوات .
ويبدي عبد الكريم امتعاضه من الدور الاممي والسياسي، الذي تعامل مع تعز بشكل غير عادل ،مع أنه كان يفترض مقابضه وضع تعز بالعديد من الاتفاقات .
وقال عبد الكريم ” تعز نتيجة لخضوعها للواقع السياسي، ظلت القوى السياسية والصحفيون فيها والمنظمات المدنية تعمل وفق أجندة معينة ،دون أن تتظافر جهود الجميع لكشف ماتعانيه المدينة، فيما يخص حصار الحوثيين وأثره وانعكاساته على السكان.
وأضاف أن تعز هي من خرجت ضد الاستبداد وتنشد السلام والدولة المدنية لكنها صارت تجني المعاناة دون أن تحظى بتحرك محلي او دولي لوضع حد، لما تعانيه وتتعرض له من انتهاكات.

زر الذهاب إلى الأعلى