تمضي الصحفية اليمنية نادية مقبل يومها الـ27 في معتقلات مليشيات الحوثي، منذ اختطافها في 28 مارس/آذار الماضي، بأحد شوارع صنعاء.
وكانت الصحفية المستقلة نادية مقبل في مهمة إعداد تقرير عن غلاء الأسعار مع دخول شهر رمضان في صنعاء لصالح منصة إخبارية محلية، قبل أن تباغتها دوريات أمنية ما يسمى “داخلية الحوثي” حيث قامت باعتقالها.
وبحسب مصادر إعلامية وحقوقية، فإن مليشيات الحوثي أودعت الصحفية نادية في محتجز “حزيز” الأمني في أمانة العاصمة صنعاء، قبل أن تنقلها بعد يومين من اختطافها إلى معتقل آخر.
وصادرت مليشيات الحوثي هواتف “نادية” ورفضت السماح لها بإجراء أي تواصل بأسرتها لأيام، كما تواصل رفض إطلاق سراحها رغم مناشدة أطلقتها أسرة الصحفية، لما يسمى “وزير داخلية مليشيات الحوثي” المدعو عبدالكريم الحوثي، ومطالبات حقوقية وصحفية للإفراج عنها، وفقا للمصادر. وطيلة 8 أعوام، تعرضت الصحفيات اليمنيات لهجمة حوثية شرسة حرمتهن من أعمالهن وتعرضهن للاعتقال والقتل كان آخرها اغتيال الصحفية رشا الحرازي وجنينها ونجاة زوجها بعد زرع عبوة لاصقة في سيارتهما بعدن.
وأدانت وزارة الإعلام في الحكومة المعترف بها دوليا بأشد العبارات، السبت، اختطاف مليشيات الحوثي الصحفية نادية مقبل في صنعاء واعتبرتها “جريمة نكراء”.
وأوضح وزير الإعلام معمر الإرياني، أن اختطاف الصحفية نادية جريمة نكراء وتعد امتدادا لمسلسل استهداف مليشيات الحوثي الإرهابية للصحافة والصحفيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأشار الارياني في سلسلة تدوينات على حسابه في موقع “تويتر” إلى سياسة القمع وتكميم الأفواه التي تنتهجها مليشيات الحوثي لحجب الحقائق عن الرأي العام، وضربها عرض الحائط بالعادات والتقاليد التي تجرم المساس بالمرأة اليمنية مهما كانت الظروف والمبررات.
ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة عبر ممثلها المبعوث إلى اليمن إلى توفير الحماية اللازمة للصحفيين والمرأة وممارسة ضغط حقيقي على مليشيات الحوثي لإطلاق سراح الصحفية نادية مقبل، وكافة المختفين قسراً في معتقلاتها من صحفيين ونساء دون قيد أو شرط. ومنذ أواخر 2014، اعتقلت مليشيات الحوثي عشرات الصحفيين، حيث لا يزال هناك 12 صحفيا معتقلا لدى الانقلابيين، بينهم 4 تهدد المليشيات بإعدامهم ضمن ابتزازها السياسي لخصومها والأمم المتحدة. وفي فبراير/ شباط الماضي، أطلق الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين اليمنيين، حملة مفتوحة لتوجيه رسالة للمبعوث الأممي ليقوم بالضغط على الحوثيين لإطلاق سراح الصحفيين في المعتقلات. وعملت المليشيات الحوثية بعد اجتياحها للعاصمة صنعاء، على غلق ومصادرة كل الأصوات المختلفة عنها وحولت شمال اليمن الخاضع غالبيته تحت سيطرتها إلى سجن كبير يخلو من أي نشاط صحفي مستقل.