اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالرئيسيةتعزتقاريرمحلياتملفات خاصة

تعز تختنق وتستنجد بـ”الرئاسي” انقاذها من تسلط القيادات

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي

تعد محافظة تعز من أكثر المحافظات التي انعكست عليها الحرب سلبا ،بشكل واسع وفاقم ذلك من ظروفها المأساوية لكن ما تعانيه تعز من داخلها يبدو مضاعفا وخطيراً ،فدرجة الانتهاك والتجاوز والفساد يتسع ولعل ما عمق الخلاف والانقسام في داخل مجتمع تعز هو تحكم طرفا بعينه ،على كافة المؤسسات والموارد والامكانيات.

تعز تختنق

تتضاعف حياة السكان في المدينة ،بشكل كبير بطريقة سيئة ويجد المواطن نفسه أمام ظروف صعبة ،وهذا ماجعله راهين لما أنتجته الحرب من نتائج ومصالح لبعض الاطراف، التي عززت قبضتها على المدينة .
استمرار الحرب وضع تعز أمام واقع صعب، فمن يحاصرها في مساحات كبيرة من خارجها، لايختلف عن الذي يعطل توجهها من الداخل .
وزاد وضع تعز سوأ خلال سنوات الحرب ،وحدثت تجاوزات هائلة وعمق ذلك من انتشار الفساد في داخل مؤسسات الدولة ،وفي المجتمع وفي الجوانب الصحية والتعليمية والعسكرية والامنية بشكل أكير .
أحمد عبد الله محمود مهندس يتحدث عن مشكلة تعز ،و يرفض أعتبار أن تعز الخاضعة للاطراف الداعمة للشرعية على أنها أقرب للعمل المؤسسي ،فظروف الحرب كشفت أن المجتمع التعزي خذل المدنية ورضى ان تحكمه قوى مليشاوية، راهنت على اخضاعها وافقدها رغبتها المدنية .
ويصف أحمد وضع تعز بالماسأوي، إذ طوال حكم الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي ،الذي اتاح مجال أكبر للقوى الفاسدة في استكمال كل سيطرتها على واقع الجيش والأمن، وقدم لها كل التسهيلات لتعزيز وجودها وفق اعتيارات كثيرة، حيث مارست سلطة هادي وحزب الاصلاح اتجاها متشددا حيال جميع القوى ووضعت ضمن أهدافها وخططها، اعتبار تعز مدينة معزولة لتكون في اطار الاستسلام لمشروع عصبوي ومليشياوي .
وقال أحمد ” سكان تعز يعانون من وجود قوى مليشياوية متعددة داخلها، والرئيس هادي هو من ساعد هذه الاطراف على خنق سكان تعز ونهبها، لكن يطل الأمل أن تكون هناك خطوات حقيقية، من قبل المجلس الرئاسي الجديد لاعادة الاعتبار لمحاقظة تعز، وانهاء سيطرة اطراف سياسية تمددت وتوسعت بشكل غير مشروع .وذلك من خلال تغير القيادات المحلية والعسكرية والأمنية .

إعادة الإصلاح:

يعد السبب الرئيسي لتردي حال المدينة منذ بداية الحرب ،هو في حصر وضع المدينة وفق اتجاهات ومصالح سياسية وايدلوجية.. “مازن العامري”- محاسب- ينظر إلى هذه التراكمات التي اكتسبت طابعا انتقاما ومتطرفا، بأنها انعكست سلبا وتركت فراغ واسع في المدينة .
ويجد مازن أن تعز بحاجة لإعادة تغيير هيكل العمل المؤسسي واصدار قرارات، تعيد ترتيب وضعها الخاص، معتبر ذلك من أهم الخطوات، التي على المجلس الرئاسي تنفيذها والعمل عليها .
ويركز مازن على أهمية اقالة القيادات العسكرية والأمنية، التي ظلت تمارس دور فعلي في السيطرة على قرار كل الاجهزة، ونهب الاموال والايرادات وهي من شكلت دورا في مضاعفة معاناة الناس، من حيث اتتشار النقاط العسكرية وفرض الاتاوات.
وقال ” المجلس الرئاسي عليه أن يولي تعز أهمية كبيرا، فهذه المدينة تتصادم فيها رغبات الاطراف التي أحالتها لهذه الفوضى ،حيث اتجه حزب إلى نهب مؤسسات الدولة ،واراضي المواطنين وفرض أموال ضخمة على الناقلات الكييرة، التي تقوم بنقل الغذاء والنفط وأصبحت الالوية والامن تتبع طرف بعينه “.
وتعيش تعز وضعا منهارا واختلالا كبير امع الحرب ،حيث نرتب على ذلك ضعف في عمل المؤسسات الحكومية، وتخضع التعيتات والتوظيف لنوع من المحسوبية السياسية.
وتعزز التمرد على السلطة المحلية في اقالة بعض مدراء المكاتب الذين رفضوا قرارات السلطة المحلية ،ويعود رفض العديد من المدراء للدعم الخفي الذي تقدمه بعض الأطراف السياسية، لتحدي الصلاحيات والاجراءات القانونية للمحافظين .
ووضح توفيق محمد ناجي مهندس أن تعز تم اضعافها ،والتسبب بخلخلة واقعها على مختلف المجالات .
ويعتبر توفيق تمرد بعض الاطراف وسيطرتها على واقع القرار والمال، وتدمير الجوانب التعليمية والصحية ونهب ايرادات تعز وفق رغبات محور تعز العسكري، على أنه اخطر ماتعيشه المدينة ويهدد طبيعة المدنية والتعايش المهدد بالاتساع ،وتنامي الصراعات داخل مجتمع تعز .

لوبيات فساد:

خسرت تعز مليارات، ذهبت لحسابات خاصة، لمتنفذين دون ان يعترض أحدا على كل هذه التجاوزات والاتفاف ،الذي وفر للفاسدين والمسؤلين كل هذا التلاعب والعبث .
فعلى واقع غياب الدولة اتجهت اطراف مستفيدة من واقع تعز.حيث حددت عملية ادارة المحافظة فقط ، لخدمة لتنامي مصالح قوى عسكرية وسياسية .
بشعر طه عبد العليم طالب جامعي أن حجم الفساد لايطاق،وكثيرا ما مارست الاطراف المتحكمة بوضع تعز لشرعنة كل تجاوزاتها من خلال تسخير هذه امكانيات المدينة ،لفرض ماتريده ومواجهة من يقف امام توجهاتها .
وقال طه “يعود السبب ذلك من خلال قدرة هذا الطرف في عزل تعز ،وجعلها ضمن اطار أجندته وذلك بعد ان تمكن من قهر الواقع المدنية ،وذلك من خلال الاعتماد على قرارات الرئيس هادي ومدير مكتبه عبد الله العليمي، مما شرع اهداف حزب الاصلاح وهذا جعل تعز محصورة فعليا بيد هذه الكيانات ، واستمر حزب الاصلاح في اخضاع وتجاوز الخصوم حتى اصبحت المدينة، خاضعة لقواته العسكرية ومخططه السياسي”
وبدوره يفسر يحيى سيف القهاري موظف الحالة المتردية للمدينة ،والتي أتت نتيجة تحول المدينة لتكون ضمن استغلال وصراعات طويلة، منذ بداية الحرب وهذا ما أنعكس عليها سلبا.
ويعتقد يحيى ان المجلس الرئاسي يجب عليه تشكيل لجان حقيقية. لمعرفة من أوصل المدينة لهذا الانحدار والبحث عن المستفيد واقالة ومحاكمة المسؤلين العسكريين والمدنيين، الذين اختاروا تنفيذ وحماية مصالحهم وتحويل الوظائف لملك خاص .

زر الذهاب إلى الأعلى