لم يسلم الدجاج من استغلال مليشيات الحوثي التي “تبيض” كل يوم جبايات جديدة لتمويل حربها ضد الشعب اليمني لتصل مؤخرا إلى موائد الفقراء.
وفرض الحوثيون رسوما مالية كبيرة على كل دجاجة تدخل مناطق سيطرتهم شمال وغرب اليمن في أحدث جباية صادرة عن عن الانقلابيين المدعومين من إيران.
وقال تجار ومتعاملون في أسواق صنعاء، إن مليشيات الحوثي حددت مبلغ 300 ريال يمني (قرابة نصف دولار) عن كل دجاجة تدخل مناطق سيطرتها من مناطق الحكومة المعترف بها دوليا.
وأشاروا إلى أن مليشيات الحوثي فرضت هذه الجبايات تحت غطاء “الضرائب” والتي كانت قبل الانقلاب وتفجيرها للحرب لا تتجاوز 10 ريالات يمنية
وتسبب جبايات مليشيات الحوثي بقفزة كبيرة في أسعار الدواجن في مطاعم العاصمة صنعاء، إذ وصل سعر الدجاجة الواحدة في المطاعم إلى 2700 ريال و3000 ريال (تعادل 5 دولارات) بينما كان السعر السابق 2000 ريال (قرابة 3 دولارات)، وفقا لذات المصدر.
وأشعل القرار الحوثي برفع رسوم الضرائب على الدجاج غضب واسعا في الشارع اليمني ضد المليشيات والتي دفعت بما يسمى “مصلحة الضرائب” في صنعاء لنفي فرض الجبايات وأعتبرها “شائعات” تقف خلفها الشرعية.
لكن مصدر محلي أكد فرض الحوثيين ضريبة جديدة على دخول الدواجن إلى صنعاء من مناطق سيطرة المليشيات وعلى دخولها من المناطق المحررة لإن هناك مزارع دواجن منتشرة في المحافظات غير المحررة وبذلك يكون المرسوم الجديد ذو شقين.
وأكد المصدر أن المليشيات لا تكتفي بهذه التعرفة الجديدة التي فرضتها على الدواجن أثناء دخولها صنعاء ومناطق سيطرتها بل هناك رسوم جباية أخرى تفرض على محلات بيع الدواجن في كل حي سكني وهي متعددة سواء دعم مجهود حربي أو ما تسمى رسوم النظافة والتحسين.
وقدر نشطاء يمنيون المبالغ التي ستجنيها مليشيات الحوثي من الرسوم الضريبية على الدواجن بـ 18 مليار شهريا ( 30 مليون دولار ) و 600 مليون ريال في اليوم الواحد (مليون دولار يوميا).
وهناك 2 مليون دجاجة تدخل صنعاء ومناطق سيطرة مليشيات الحوثي كل يوم من مناطق انتشار مزارع الدواجن، وفق نشطاء.
وكان قرار المليشيات بفرض رسوم على الدواجن، قد أثار أيضا موجة واسعة النطاق من التهكم والسخرية، على مواقع التواصل الاجتماعي، منها ما أعتبره نشطاء تأسيس الحوثيين أهم جهاز لمكافحة التهريب خاص بالدواجن.
جبايات على مائدة الفقراء
وتهدد جبايات الدواجن الحوثية موائد الفقراء ممن يشكل فيها “البيض” ركيزة أساسية ويمتد إلى الأسر محدودة الدخل التي تخصص بعضها يوم الجمعة من الأسبوع لشراء دجاجة واحدة لأكلها.
وكتب أستاذ الأزمات والصراعات في جامعة الحديدة الدكتور نبيل الشرجبي أن المليارات التي سيتم جبايتها من قبل الحوثيين هي من أموال الفقراء تم فرضها على لحوم وبروتين الفقراء ” الدجاج والبيض “
وأشار الشرجبي على حسابه في موقع “تويتر”، إلى أنه تم فرض زيادات في الضرائب أكثر من 10 مرات خلال أقل من 5 سنوات بينما لم يقابل ذلك أي زيادة في المدخولات.
ويواجه قطاع إنتاج الدواجن في اليمن حسب مختصين معوقات كثيرة فرضها الانقلاب الحوثي أهمها الجبايات المتشعبة و عدم قدرة المنتجين على تسويق منتجاتهم في كل المحافظات نتيجة قطع الطرقات ومشقة التنقل الذي يزيد من نسبة النفوق للشحنات المنقولة.
كما تأثر هذا القطاع بزيادة أسعار أعلاف الدواجن إثر الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار الوقود وتراجع الطلب في السوق المحلية بسبب ضعف القدرة الشرائية للسكان إثر حرب الحوثي للعام الثامن.
وليس هناك إحصائيات دقيقة لحجم انتاج واستهلاك اليمن من الدجاج والبيض، وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن الإنتاج السنوي يصل إلى مليون ونصف بيضة فيما يتراوح إنتاج اللحوم (الحمراء ولحوم الدواجن)، بين 276.825 و327.16 طن.