يتفق سياسيون وأمنيون، على ضرورة هيكلة وإعادة بناء الأجهزة الأمنية، لمواجهة تصاعد موجة الإرهاب التي عادت إلى المحافظات الجنوبية بالتزامن مع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ومباشرته لأعماله من العاصمة عدن.
وشهدت المدن الجنوبية، (عدن – شبوة – أبين) عمليات إرهابية استهدفت قيادات أمنية وعسكرية ومنشآت اقتصادية، كان آخرها نجاة رئيس العمليات المشتركة في المنطقة الرابعة، اللواء صالح حسن الذرحاني أول من أمس، من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة في مديرية المعلا.
كما نجا قائد الحزام الأمني في أبين، العميد عبداللطيف السيد، من محاولة اغتيال بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة، في حين استهدف تفجير إرهابي أحد الأضرحة في مديرية مودية بأبين، بالتزامن مع تفجير عبوات ناسفة نفذها القاعدة في أبين، وكذا عمليات تخريب طالت أنابيب النفط في شبوة.
تصاعد موجة الإرهاب وضع مجلس القيادة الرئاسي أمام تحدٍ جديد يتمثل في هيكلة الأجهزة الامنية بالمحافظات المحررة وتفعيل جهاز الاستخبارات للقيام بعمليات رصد وتتبع للعناصر الإرهابية وإحباط مخططاتهم قبل تنفيذها.
يقول السياسي الجنوبي أحمد الصالح، “إذا لم تتم هيكلة وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس علمية صحيحة وإشراك كوادر ذات خبرة وتجربة ناجحة، فسنظل في نفس الدائرة التي نعيشها منذ سنوات: استهداف للقيادات وكوادر البلد ثم حملة إعلامية تشجب وتنوح وتبادل تهم بين الخصوم لعدة أيام ثم نسيان تام حتى عملية جديدة”.
فيما أكد الإعلامي ياسر اليافعي، على ضرورة إيجاد استراتيجية أمنية تحفظ أمن الناس وتضع حداً للإخفاق والفشل الكبيرين في تأمين عدن.
ولم تستبعد مصادر أمنية، تورط ووقوف جهات حزبية وميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، وراء تصاعد العمليات الإرهابية التي ضربت المحافظات الجنوبية في الآونة الأخيرة، لافتين إلى أن الإعلان عن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي تزامن مع فرار عناصر وقيادات إرهابية بارزة من سجون المنطقة العسكرية الأولى الخاضعة لسيطرة الإخوان في وادي حضرموت وإفراج المليشيات الحوثية عن عدد آخر بشكل غير معلن.
وترى تلك المصادر، أن هناك تنسيقا وتواصلا بين الميليشيات الحوثية وحزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان في اليمن، من أجل إفشال كافة جهود المجلس الرئاسي وإظهار المحافظات المحررة كأنها بؤر للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة.