يمن الغد/ تقرير – خاص
تحاول مليشيا الحوثي التنصل عن بنود الهدنة القائمة برعاية أممية منذ اللحظات الأولى لسريانها، فيما بدأت عقب فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية بعد سبع سنوات من الإغلاق، بدأت تطرح شروطاً تعجيزية للتهرب عن رفع الحصار الذي تفرضه على مدينة تعز.
محاولات ملتوية:
رغم تعالي الأصوات المطالبة بفتح المعابر المؤدية لمدينة تعز، داخليا وخارجيا، تبدي مليشيا الحوثي، تمردا جديدا على الحق الإنساني وبدأت تشترط رفع مواقع مقابل فتح الطرقات إلى مدينة تعز، حيث وضعت جماعة الحوثي شروطًا جديدة لرفع الحصار عن مدينة تعز، كمحاولة ملتوية للتهرب عن الايفاء بالتزامتها.
وقال القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي في تدوينة على “تويتر”: إن الشروط تشمل “إنهاء القتال، ورفع المواقع من الجانبين، وفتح الطرقات بعدها”.
ويأتي هذآ في الوقت الذي يطالبها المجتمع الدولي ورعاة الهدنة الاممية بفتح معابر تعز مقابل فتح مطار صنعاء والذي استأنف رحلاته.
وعلق خالد الرويشان وزير الثقافة السابق على تهرب الحوثيين من الايفاء بالتزاماتهم بفتح الطرقات بتعز بالقول: حتى لو لم يكن فتح طريق تعز ضمن اتفاق الهدنة يجب أن تفتحه من أجل إنهاء عذاب أبناء المدينة.
وأشار في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إلى أن فتح الطريق جانب إنساني إذا كان هناك إنساناً .. يمنياً إذا كنت يمنياً .. على الأقل مروءةً بعد فتح مطار صنعاء.
وخاطب الحوثي بالقول: يا رجّال ملي عييب! استحي من مناشدات اليمنيين والعالم.. لايوجد سببٌ واحد حتى أمنياً لإغلاق طريقَي تعز ومريس الضالع، تذكّر .. حتى إسرائيل تفتح المعابر للفلسطينيين.
من جهته قال الناشط السياسي خالد بن طالب ليمن الغد إن حصار تعز هو الورقة الرابحة لجماعة الحوثي في ابتزاز المجتمع الدولي.
وشدد بن طالب على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات اكثر حزماً لاخضاع الحوثي للايفاء بالتزاماته طالما الطرف الآخر التزم ببنود الهدنة واصبح مطار صنعاء مفتوحا.
تحذيرات:
وشهدت مدينة تعز احتجاجات في أحد الشوارع القريبة من منطقة التماس لرفض إبقاء تعز، تحت الحصار وفق السياسة التي تنتهجها جماعة الحوثيين.
وطالب المحتجون بضرورة وضع حدا لما تعانيه المدينة من حصار وسع دائرة معاناة السكان، محذرين من استمرار التفاوض مع المليشيا في ظل تعنتها تجاه التزاماتها.
وأختار المحتجون احد الشوارع الذي يقع بالقرب من المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين في الحوبان.
وصار الشارع الذي نفذ فيه النشطاء مهجورا وتظهر عليه مظاهر الدمار، وأثار القصف حيث تهدمت فيه المباني ويقع بالقرب من منطقة حوض الاشراف و يتفرع ذلك الشارع إلى مستشفى الثورة والقصر الجمهوري .
وندد المحتجون بتجاهل المجتمع الدولي للظروف الغير انسانية والصعبة ،التي تشكل تحديا صعبا للسكان في السفر وتجاوز تعقيدات ما صنعه الحوثيين من سياسات حصار وتضييق على سكان المدينة .
وتسبب الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثيين على تعز، بزيادة خنق المدينة وتحول السفر ونقل البضائع لمناطق وعرة وخطيرة، وهو ماجعل واقع المدينة تمر بإصعب ظروفها مع توجه السكان لاختيار طرق بعيدة وصعبة.
إستراتيجية الحوثي:
يعتقد وسام محمد وهو أحد ناشطي تعز أن بقاء حصار مدينة تعز، بالنسبة لجماعة الحوثي، مسألة استراتيجية.
ويرى أن استمرار حصار تعز من قبل الحوثيين هي مسألة حياة أو موت لمشروعها، ولا يمكن أن تقايض بأي شيء مقابل انهاء الحصار باستثناء الخضوع التام لسلطتها.
وزادت مطالبة سكان مدينة تعز، بضرورة وضع حد لمعاناتهم وذلك بعد عودة حركة الطيران لمطار صنعاء .
ويعتبر خلدون محمد مرضي أحد الحقوقيين في تعز أن الحوثيين ظلوا يدعون أن هناك حصار عليهم، ولم يكونوا يتحدثوا عن تدمير قواتهم للمباني والجسور وقصفهم للاحياء السكانية ، وحصارهم للكثير من المدن مثل تعز ومأرب وتسسببهم بهذه الحرب .
وشكك خلدون باهتمام الأمم المتحدة والمبعوث الدولي بواقع تعز، التي يعمل سكانها وفق ظروف صعبة وأصبحت تحركاتهم تمر بظروف قاسية.
وقال خلدون ” تعز ليست أولوية في واقع الحل، حتى وفق عامل التفاوض استطاع الحوثيين التركيز على طبيعة اهدافهم هم وأضعفوا خطط خصومهم، فيما يخص فك الحصار عن تعز وفتح الطرقات الاخرى .
تعنت حوثي:
يصر الحوثي وفق رأي معاذ مدهش يحيى ناشط شبابي على وضع تعز، تحت الحصار الذي يمثل سياسة قهرية وتركيعية بإمتياز .
ويصف معاذ ممارسات الحوثيين وتخطيهم مضامين أي اتفاق ،على أن ذلك لن يجعل من السهل في الوقت الحالي اقناع الحوثيين ،فهم سيستمرون في التهرب ومحاولة افشال فتح طريق الحوبان ،لإن هدف الحوثيين ليس السلام ولكن ابقاء ظروف الحرب طويلا .
وقال ” يعي الحوثي أهمية تعز ولذلك فإن خنقها هي خطة تمارسها الجماعة، فلو عمدت قيادة المجلس الرئاسي على رفض مطالب الحوثيين، وعملت على وضع تعز كأولوية وراهنت على وضعها ضمن المطالب المستعجلة، لساعد ذلك على كسر الاصرار والتعنت الحوثي .
كسر الحصار:
تزايدت في الآوانة الاخير مطالب نشطاء وسياسيين ،حول ضرورة رفع الحصار عن تعز واعادة الحياة الطبيعية لها .
وسعى الحوثيين لفرض حصار واسع على المدينة من خلال سيطرتهم على معظم الطرقات، وتعزيز وجودهم العسكري في مناطق تعتبر امتداد لتعز وضمن مساحتها الادارية، ومع انقسام المدينة بين سيطرة القوات التابعة للمجلس الرئاسي، الذي يسيطر على المناطق الغربية وتحكم الحوثيين على المناطق الشرقية والجنوبية .
ويستبعد مروان حسن يؤسف محامي أن يستجيب الحوثي لاي ضغوط ،وسيبقى على نفس المماطلة ولن يفتح أي ممر لتعز وهذه حسب رأيه سياسة يتبعها الحوثيين، سواء فيما يتعلق بوضع الناقلة صافر وكذلك تعز وكذلك اكاذيبه فيما يتعلق بالمعتقلين .
وقال مروان ” الحوثيون لن يقبلون بفتح الحصار عن تعز ،وسيستمرون على اساليب الخداع وسوف تبقى تعز قضية معلقة، ولن تجد حل في ظل تعنت الحوثي وتراخي سلطة المجلس الرئاسي.
ويشدد سياسيون على فرض ضغوطات جديدة على الحوثي لفتح المعابر المؤدية إلى تعز.