أخبار العالماخبار المقاومةالرئيسيةتقاريرثقافة وفنصنعاءمحليات

آسيا الذبحاني.. شابة يمنية تتحدى الاعاقة وترسم جمال الحياة وصعوباتها بيد واحدة

رغم الإعاقة الحركية التي لازمتها منذ طفولتها، تواصل الشابة اليمنية آسيا الذبحاني مهارة الفن التشكيلي، برسم العديد من اللوحات الفنية التي لاقت إعجابا من جمهور بلدها الذي يشهد حربا عنيفة منذ أكثر من سبع سنوات.
وتبدو على آسيا روح الإصرار والكفاح الدائمين في سبيل تحقيق حلمها، بالرغم من إعاقتها والظروف الصعبة المحيطة بها.
أصيبت الشابة آسيا بالإعاقة الحركية وهي في سن الرابعة، وتقول وهي تحكي قصة إصابتها بالإعاقة “تم تشخيص حالتي وأنا في سن الرابعة بأنني مصابة بالتهاب بالسحايا في الرأس، وحاولت عائلتي علاجي وانتقلت من الريف إلى المدينة ليتم توفير كل فرصة ممكنة لاستراد عافيتي، لكن الوقت طال وتحسنت قليلا وأصبت بشلل نصفي مستمر جراء المرض”.
ومنذ طفولتها، تواصل عشق الفن التشكيلي، حيث تمكنت بإرادة وعزيمة كبيرتين من رسم لوحات جمالية متعددة، بيد واحدة نتيجة لإصابتها بالشلل النصفي.
ونتيجة عشقها وولعها به، طورت آسيا مهارة الرسم عن طريق دورات تأهيلية في اليمن، وكذلك أخذ تجارب ودروس عبر شبكة الإنترنت.
وتقول آسيا “الفن التشكيلي موهبة بالنسبة إليّ منذ سنواتي الأولى، لكن مارست الرسم أكثر وبحرفية أكبر بعد مرحلة الثانوية العامة قبل سنوات”.
وأضافت “تعرفت على رسام يمني كبير اسمه عبدالله المجاهد الذي شجعني كثيرا في مجال الفن التشكيلي وله الفضل بعد الله في نمو مهاراتي”.
وأردفت “المجاهد عرفني أيضا على الفنان ردفان المحمدي رئيس المنتدى العربي للفنون في اليمن الذي ساعدني أيضا في تنمية موهبتي، وكذلك درست عبر شبكة الإنترنت عدة دورات، مع حصولي على دبلوم في الرسم من المدرب محمد الحاشدي”.


واستطاعت آسيا أيضا أخذ دورة قبل عامين لمدة عشرين يوماً في مجال الرسم، وتواصل تعلم الفن عن طريق يوتيوب كي تطور مهارتها بشكل أوسع.
وانتشرت عدة لوحات للفنانة آسيا، منها لوحة “الغزال”، ولوحة “الوردة الذهبية”، ولوحة “الحرازية” التي تعبر عن جمال المرأة اليمنية.
وتقوم آسيا بترويج وعرض منتجاتها الفنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لاقت إعجابا كبيرا من قبل الجمهور.
وتعتبر الفن التشكيلي أيضا مصدر دخل لها لاسيما أنها تعيش في بلد يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم جراء الحرب المستمرة.
وتواجه الفنانة العديد من العوائق في حياتها، منها صعوبة التنقل بسبب الإعاقة، حيث لا توجد طرق أو سلالم خاصة لذوي الإعاقة في اليمن.
وتفيد أيضا أن من بين العوائق “عدم وجود خدمات في المرافق العامة والخاصة، إضافة إلى عدم وجود مسؤولية مادية ومعنوية من قبل الحكومة والمنظمات المحلية والدولية تجاه أي شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو دمجه بالمجتمع”.
وتشير إلى أن أكبر الصعوبات التي تواجهها هي “أزمة الوقود التي تشهدها اليمن بشكل متكرر، حيث يتم رفع أسعارها ما يؤثر سلبا عليها في مسألة المواصلات”.
وتشكو آسيا من أنه لا توجد تسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة في مسألة الدراسة الجامعية، وهو الأمر الذي جعلها لا تستطيع الالتحاق بالمرحلة الجامعية رغم إتمامها الثانوية العامة.
كما شكت من ارتفاع أسعار أدوات الرسم جراء انهيار العملة اليمنية، حيث تقول إنها تظل تبحث عن هذه الأدوات من مكتبة إلى أخرى، وتضطر في بعض الأحيان لشرائها من الخارج بسعر كبير.

عمل فني مميز ذو لمسة إبداعية

وتلفت إلى أن بعض الزبائن لا يقدّرون كثيرا أهمية لوحاتها، حيث لا يهتمون بالفن أو شراء اللوحات.
وحول تعامل المجتمع معها تقول آسيا “البعض مشجعون ومحفزون لي في مواصلة الرسم، وهناك انبهار من قبلهم كوني استطعت أن أرسم بشكل جيد رغم الإعاقة”.
وتشدد على أن “ذوي الاحتياجات الخاصة هم مثل بقية أفراد المجتمع، فلو توفرت لهم الإمكانيات والأعمال سيبدعون بشكل كبير”.
والشابة آسيا لديها طموحات تسعى لتحقيقها، منها السفر لأكثر من بلد، والدراسة في الجامعة، وأن تكون لها بصمة كبيرة في الفن التشكيلي، بحث تتميز لوحاتها ورسماتها عن بقية الفنانين.
وتطمح كذلك أن تكون من الأشخاص الملهمين وأن يكون لديها مرسم عالمي لتوصل رسالتها إلى العالم.
وتهدف كذلك إلى أن تعمل مستقبلا على تشجيع وتحفيز ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة النواحي.
وللفنانة آسيا رسالة تود إيصالها وهي أنه “مهما كانت الحياة بصعوبتها وعقباتها، فبإصرارك وطموحك تستطيع أن تثبت للعالم أنك سعيت من أجل حلمك وحققته على الواقع، وأن لكل شخص منا بصمة مختلفة”.
وتوجه كلامها لليمنيين “ليس كل شيء يأتي بسهولة، خاصة في بلادنا حيث الصعوبات كبيرة، ومع ذلك يستطيع الإنسان أن يبدع ويبتكر بالأشياء المتوفرة لديه”.
وتضيف “من السهل أن تنجح وتشتهر وتبدع في شيء ما؛ لكن المُبهر والعظيم بذاته هو الاستمرارية في الإبداع”.

زر الذهاب إلى الأعلى