معابر تعز والخيارات المفتوحة للحرب

يمن الغد/ تقرير _ عبد الرب الفتاحي

يعرقل الحوثيين من جديد المباحثات الجارية في الأردن، والمتعلقة بفتح الطرقات المؤدية إلى مدينة تعز جنوب غربي اليمن، فمنذ ثمان سنوات حاصر الحوثيون تعز ويلجئون حاليا للمرواغة، للتنصل عن الالتزامات التي تاتي وفقا لبنود الهدنة القائمة برعاية أممية..

التزامات عالقة:

يوجه الوفد الحكومي والذي شكلته الحكومة للتفاوض في الأردن، صعوبات كبيرة مع إصرار الحوثيين على وضع العديد من التعقيدات أمام فتح خط الحوبان- تعز والذي يعد من أهم الطرق المهمة والمختصرة للدخول إلى المدينة .

ويحاول الوفد الحوثي المشارك في المفاوضات القائمة في الأردن الإبقاء على خط الحوبان مغلقا بينما بدأ يطرح خيار فتح طريق بديلة تمر عبر الدمنة، وهذه الطريق لم تعد جاهزة لحركة السكان والبضائع، حيث ظل هذا الخط معطل لفترة طويلة منذ عام 2000 وذلك لعدم رغبة أطراف متعددة، في إصلاح هذا الخط ، منذ عقود وأثناء حكم النظام الأسبق.

ويعد خط صالة الدمنة. طريقا بدائيا لم يعد صالخا سوى للحمير والجمال.

ورفض الوفد الحكومي طريقة العرض الحوثي، وأصر على ضرورة البدأ الفعلي بفتح طريق الحوبان- مدينة تعز، مهددا بالانسحاب من تلك المفارضات .

مماطلة:

يصف غمدان اليوسفي صحفي تعنت الحوثيين فيما يتعلق بمعابر تعز، انكسار حوثي أمام المطالب الإنسانية.

‏ويبدي اليوسفي تقييمه لسلوك جماعة الحوثي ،التي تعتبر فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة انتصاراً عسكريا لها، وليست مبادرة إنسانية، ويرى أن معركته في تعز مازالت قائمة وأنه منتصر بحصارها، متساءلا: لماذا ينهزم الحوثيون هناك؟.

ويعتبر اليوسفي أن فتح الطرقات بالنسبة للحوثي هزيمة، وليس حق من حقوق الناس، ولو فتح طريقا فهو “هدية” لتعز كما جاء في بيان الأستاذ عبدالكريم شيبان.

وقال اليوسفي “التنازلات التي قدمت أثناء فتح مطار صنعاء كانت لأجل الناس، والتراجع عنها مقابل فتح طرقات تعز أيضا سيكون لأجل الناس، ليست مقايضة بقدر ماهي لغة حوار يجبر الحوثي العالم على اتباعها.. فلتكن تلك لغة الرئاسة القادمة.

تهديد بالانسحاب:

‏وفيق صالح صحفي اوضح أن الفريق الحكومي المفاوض، لفتح طرق تعز أمهل وفد الحوثيين كثيرا.

ويرى وفيق أن عدم فتح الطرقات و المنافذ الرئيسية للمدينة، سيدفع إلى انسحاب الوفد الحكومي، من مشاورات عمان العبثية بشكل نهائي.

أما رياض الدبعي ناشط حقوقي، فقد ذكر أن الطريق الذي اقترحته مليشيا الحوثي ( يبدأ من منطقة الزيلعي ويصل إلى منطقة صالة ) وقال “هذا الطريق في الاساس؛ كان يسلكها الامام أحمد عندما كان يقيم في تعز ،وتحديدا بقصر صاله ويوصل المدينة بشرق المحافظة حتى الراهدة.

خطاب استعلائي:

‏ إلى ذلك يبدي أمين محمد هاشم صحفي لموقع يمن الغد أن مايجري في الأردن، عزز طبيعة السياسة الحوثية التي تريد فرض الحصار وأدامته ،وتعطيل أية حلول بشأن تعز.

ويرى أمين أن الحوثيين لهم تصور عقيم فيما يتعلق بتعر ، وهو أمر يرتبط بعقيدة الجماعة اتجاه محافظة يعتقد الحوثي، أنها ليست قابلة لتتعايش مع مشروعهم الذي خلق هذة الكارثة.

وقال “لن يوافق الحوثيين على فتح الطرقات في تعز ،لإن ذلك يستدعي اعادة الروح لتعز، والتي اختطفت من قبلهم وقسمت ، لكن في الواقع ‏تعز هي مقياس السلام والحرب ” .

وأضاف أنه مازال يعتقد ان الحوثيين سيظلون ،يضعون كل العراقيل وايجاد حلول ضعيفة وكاذبة ،لايهام الاخريين بقبولهم للسلام لكن الامر أصبح واضحا ، فالحوثيين لن يعالجوا مشكلة تعز، وسبظلون يضعون العراقبل ويمرورون الوقت فقط، لزيادة فرض مساحة من تعز خارجة عن سيطرتها بحيث يخضع ذلك الجزء لهم .

‏أما المحامي رشيد ناصر حمدي، فهو يتنبأ ، بأن كل المحاولات ستفشل في إزالة ما صنعه الحوثيين من مخطط، مازال يعبث بتعز حتى الآن.

وقال” فتح الطرقات في تعز ستظل مغلقة ، ومسألة كهذه لن تجد القبول من الحوثيين، بينما طريقة المفاوضات مع الحوثيين ستكون صعبة ،ولن تكون لها نتيجة ،فالحوثيين يتشبثون بحصار تعز واغلاق كل طرقها! وزيادة كل المعاناة على السكان” .

وأضاف أن ما أدركه الوفد المفاوض عن تعز ،هو أن الحوثيين يتعاملون بعقلية سطحية وغير انسانية و،عدائية مع تعز واليمنيين، لان هذا العقاب يأتي لادراك الحوثيين أنهم غرباء ومحتلين .

‏ويرجع رشيد رفض الحوثيين فتح طرق تعز، إلى استراتجية رسخت شكل من التقسيم لمدينة تعز، ولذلك يعمق الحوثيين سياسة عنف وتدمير وتفكيك المدينة ،على مختلف الجوانب المرتبطة بحياة الناس.

ويصف نهج الحوثي غلى أنه ناتج عن طبيعة وحشية ،وذلك من خلال اعتماد الحوثيين على قطع الطرقات ومنع سكان تعز ،في أن يعيشوا كبقية المدن حيث يسعى الحوثي،لادامة ابقاء الطرقات مغلقة لزيادة رغبتهم بعدم ايجاد اي حل، وابقاء خيارات الحرب مفتوحة.

Exit mobile version