استأنفت حكومة اليمن ومليشيات الحوثي، الأحد، الجولة الثانية من محادثات الأردن لرفع حصار تعز وفتح الطرق الرئيسية بموجب الهدنة الأممية.
وقال مصدر حكومي” إن مليشيات الحوثي عبر ممثليها في المحادثات وضعت عراقيل جديدة بثوب “مبادرة أحادية الجانب” تقدمت بها وتستهدف فتح طرق فرعية خارجة عن سياق بنود الهدنة.
كما اعترضت العناصر الحوثية على مقترح قدمه المبعوث الأممي إلى اليمن يشمل فتح عدة طرق بما فيه شريان حيوي رئيسي إلى مدينة تعز الخاضعة لحصار قاس، وفقا لذات المصدر.
وشهدت المحادثات تأزما بين وفدي الشرعية والحوثيين، إذ خرج رئيس ممثلي المليشيات يحيى الرزامي بتصريحات هجومية يرفض فيها صراحة المقترح الحكومي والأممي ويتمسك بمقترحه التعجيزي، وأنه سينفذه من طرف واحد، في إشارة لعملية تعنت جديدة.
ومن المتوقع أن يقود المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غرونبرغ جولات مكوكية إلى عدن وصنعاء حال عدم حدوث أي تقدم واستمر تمسك الحوثيين باشتراطاتهم.
واتهمت الحكومة اليمنية مليشيات الحوثي بالسعي لإحباط الجهود الأممية والالتفاف على بنود الهدنة التي تنص على فتح المنافذ الرئيسية في تعز المحاصرة منذ 7 سنوات وليست طرق فرعية مستحدثة.
واعتبر وزير الأعلام معمر الإرياني إعلان مليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران عن نيتها السير بإجراءات أحادية محاولة لنسف المشاورات التي تجري في الأردن لرفع الحصار عن تعز وفتح طرق رئيسية.
وقال الإرياني في سلسلة تدوينات على حسابه في موقع “تويتر”، إن حديث الحوثيين عن فتح طرق فرعية بدلا عن المنافذ الرئيسية يؤكد إمعان المليشيات في انتهاج سياسة العقاب الجماعي بحق أبناء محافظة تعز، ويضاعف معاناة ملايين السكان.
وأشار إلى أن محافظة تعز هي “الأكثر كثافة بشرية”وتتعرض لأبشع صنوف الحصار والقتل الممنهج خلال سنوات الحرب التي فجرها الحوثيون أواخر 2014.
وحذر المسؤول اليمني من استمرار المراوغة والتلاعب الحوثي بملف رفع الحصار عن محافظة تعز، بهدف كسب المزيد من الوقت في ظل تقارير تؤكد استمراره في الدفع بتعزيزات عسكرية للمنطقة واستحداث المتارس والسواتر الترابية والخنادق، وقصف الأحياء السكنية بمختلف الاسلحة، واستهداف المدنيين بنيران القناصة
كما طالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها لليمن للقيام بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية لممارسة ضغط حقيقي على مليشيات الحوثي لتنفيذ بنود الهدنة، وفتح المنافذ الرئيسية لمحافظة تعز فورا وبما يضمن إنهاء المعاناة الإنسانية للمدنيين وتنقلهم بصورة طبيعية.
وكانت الأطراف طوت الجولة الأولى من المباحثات المباشرة في 28 مايو الماضي دون تحقيق أي اختراق إثر رفض الحوثي تقديم أي تنازل لإنجاح الهدنة الإنسانية.
ودخلت الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ في 2 أبريل/نيسان الماضي، وتم تمديدها مجددا شهرين إضافيين قبل ساعات من انتهائها في 2 يونيو الجاري، إذ استوفت الحكومة اليمنية تنفيذ بنودها فيما لم ينفذ الحوثي أي بند بما فيه رفع حصار تعز وتسليم المرتبات.