تستعد ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران، للسيطرة على آخر منافذ مدينة تعز التي تحاصرها من الشمال والشرق والغرب منذ قرابة ثماني سنوات وترفض حتى الآن تقديم أي تنازلات لتخفيف الحصار عنها.
وفي حين تشارك الميليشيات في مفاوضات عمّان التي ترعاها الأمم المتحدة من أجل رفع الحصار عن تعز وفتح الطرقات، فإنها في الوقت نفسه تواصل عمليات شق طريق ترابي شمال غرب مدينة تعز، تبدأ من طريق الستين ومن ثم الخمسين وعبر قرى جوار معسكر الدفاع الجوي وصولا إلى شارع الأربعين شمال مدينة تعز.
وترى مصادر عسكرية أن هدف الميليشيات من شق هذه الطريق الوصول إلى “معسكر الدفاع الجوي” وجبل جرة الذي عجزت على مدى ثماني سنوات عن السيطرة عليه.
تحركات الميليشيات تتزامن مع جهود الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن هانس غروندبرغ والذي يبدو أنه عاجز عن إقناع الميليشيات بأي مقترحات أو تصورات تقدمت بها اللجنة الحكومية أو حتى التي تقدم بها، وفق البيان الصادر عن مكتبه.
ويدعو مقترح المبعوث الأممي لإعادة فتح طرق، بما فيها خط رئيسي، مؤدية إلى تعز ومنها إضافة إلى طرق في محافظات أخرى بهدف رفع المعاناة عن المدنيين وتسهيل وصول السلع. ويأخذ المقترح بعين الاعتبار مقترحات ومشاغل عبّر عنها الطرفان، بالإضافة إلى ملاحظات قدمها المجتمع المدني اليمني.
ولا تنبئ تصريحات قيادات الميليشيات أنها على استعداد للتجاوب مع مقترح المبعوث الأممي، بل تشير إلى أنها عازمة على تنفيذ تصوراتها الخاصة واستكمال شق الطريق الذي ستعتبره تنفيذا لجزء من التزاماتها على طريقتها الخاصة.
غير أن خبراء عسكريين يرون أن استمرار الميليشيات في تنفيذ هذا المخطط الذي يتم بتواطؤ أممي مفضوح يعني أن الميليشيات تتجه نحو استكمال حصارها للمدينة من خلال السيطرة النارية على آخر منافذها التي تربطها بالعاصمة عدن وذلك بعد سيطرتها على معسكر الدفاع الجوي وما يحاذيه من تباب وصولاً إلى جبل جرة الاستراتيجي الذي يطل على كامل مدينة تعز.