قوة عسكرية جديدة في اليمن بفصائل الإرهاب.. الجيش القادم تحت عباءة الإخوان “ماذا يحدث؟”
يمن الغد/ تقرير – خاص
يعمل حزب الإصلاح الإخواني على قدم وساق لإرساء عملية الالتفاف العسكري في المحافظات الجنوبية، من خلال انشاء تشكيل عسكري جديد لا يخضع لوزارة الدفاع في الحكومة الشرعية.
ردة فعل مرتقبة:
ويواجه حزب الإصلاح اتهامات باسقطاب ابناء محافظتي أبين وشبوة للتجنيد لتشكيل ألوية ضمن قوة عسكرية جديدة كما يحشد عناصر متشددة محسوبة على تيارات متطرفة دينيا للانخراط ضمن هذه الألوية العسكرية تحت مسمى ألوية اليمن السعيد.
وتشهد محافظة أبين الجنوبية، عمليات تجنيد واسعة ضمن لواء اليمن السعيد، وشهدت عمليات التجنيد التي توسعت منذ فبراير الماضى، اقبالا كبيرا، ويأتي هذا في ظل حديث أحد الخبراء العسكريين انه ربما يصل عدد القوات العسكرية والأمنية والمليشيات المسلحة التي تم تشكيها إلى اكثر من مليونين.
وفي حديثه ليمن الغد، حذر المحلل السياسي خالد بن طالب، من ردة فعل الجنوبيين الرافضين لتواجد النفوذ الإخواني عبر السياسات الالتفافية التي ينتهجها حزب الإصلاح في الجنوب.
وتأتي تحذيرات “بن طالب” في ظل أنباء عن توجه للمجلس الإنتقالي الجنوبي لتشكيل لجنة عسكرية لتجنيد 10 آلاف شاب من أبناء أبين، واحتوائهم ضمن قوة “دفاع أبين”، بهدف إفشال الخطوات العسكرية، لتجنيد أبناء أبين تحت ما يسمى “ألوية اليمن السعيد”.
كارثة قادمة:
وفيما تناقلت مواقع صحافية محلية عن القيادي الجنوبي أحمد عمر بن فريد، قوله إن من ينتقدون أبناء أبين لتجنيدهم في لواء اليمن السعيد، كان عليهم أن يفتحوا لهم الأبواب ويضعوا لهم حلول محاربة الجوع والفقر.. اعتبرت الحقوقية حورية مشهور البلاد امام كارثة وتحدي صعب في ظل عمليات التجنيد.
بن فريد اشار في تصريحه، إلى أن عدم الشراكة في كل شي، وتجاهل أبين وترك أبناءها للجوع والعوز والحاجة، هو ما دفعهم للذهاب للتجنيد .
وفي تعليقها وزيرة حقوق الإنسانية السابقة حورية مشهور على عملية التجنيد بمحافظة أبين، اوضحت أن التجنيد ليس الفرصة الوحيدة أمام الشباب في هذه المحافظات للعمل.
وتساءلت حورية في تدوينة على حسابها بتويتر” التجنيد الجاري الآن في أبين و شبوة ما الحاجة إليه.
وتابعت حورية” هل يعتبر التجنيد فرصة العمل الوحيدة أمام الشباب في اليمن ؟ في ظل إنهيار الاقتصاد.
وقالت: أننا أمام كارثة وتحدي صعب عقب عمليات تجنيد الشباب الحاصلة حالياً.
من جانبه عزا الصحافي مدين مقباس عمليات التجنيد في أبين، إلى الفقر والحرمان والظلم .
وأفاد مقباس في منشورات له على مواقع التواصل الاجتماعي أن هؤلاء الذين يتسابقون من أجل التجنيد، يدركون أنهم وقودا لحرب قادمة في الشمال، موضحا أنه رغم إدراكهم أنهم وقود حرب، إلا أن أكثر دوافع اندفاعهم هو الفقر والحرمان والشعور بالظلم لرفض استيعابهم في بقية التشكيلات .
واضاف مقباس بالقول: “فمن ليس له مشروع حتماً سيجد نفسه يسبح في مشاريع الآخرين.
استهداف عدن:
وتقول مصادر أن عمليات التجنيد في أبين، جاءت وفق تفاهمات عسكرية بين قيادات حزبي المؤتمر والإصلاح، تقضي بدمج مجندي الألوية المتواجدة في شقرة شرق أبين، ضمن “ألوية اليمن السعيد”، وبضوء أخضر من رئيس اللجنة العسكرية هيثم قاسم طاهر.
وكانت مصادر سياسية اشارت إلى أن التحركات العسكرية في أبين، جاءت عقب رفض قيادات مليشيا “الانتقالي” الدمج في اطار ما يسمى “الجيش الوطني”، تحت قيادة محمد المقدشي، الذي يضم مسلحي الإصلاح، وعناصر من تنظيم القاعدة.
وجاء توجه الانتقالي لتجنيد أبناء أبين، عقب موجة غضب واستياء واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، جراء تجنيد آلاف الشباب، بينهم عناصر من تنظيم القاعدة الذين تم الدفع بهم إلى تلك المعسكرات لتحقيق اختراقات عسكرية لصالحها خلال الفترة المقبلة.
واعتبر نشطاء جنوبيين عمليات التجنيد التفاف عسكري خطير على عدن، كاشفين عن قلق جنوبي مصدر الألوية الجديدة في أبين، والقوات التابعة لحزب الإصلاح في الجنوب.
مجهول القوام:
ولا يعرف العدد الحقيقي لقوات الجيش الوطني الذي تأسست نواته في مأرب عقب الانقلاب الحوثي، وتؤكد مصادر عسكرية أن الجنود المرابطين في الميدان لا يشكلون نصف الرقم المدون بالكشوفات حيث تنتشر ظاهرة الجنود الوهميين.
وفي تصريحه ليمن الغد توقع الناشط السياسى محمد الحسني ان تنضم “ألوية اليمن السعيد” إلى عشرات المسميات لتشكيلات أسست بموازاة الجيش الوطني خلال سنوات الحرب، واختار قادتها من زعماء سلفيين أو شيوخ قبليين لا يخضعون للحكومة اليمنية عملياتياً ومالياً.
وتوزّعت تلك التشكيلات، المقدّرة بأكثر من 60 وحدة قتالية، ما بين ألوية وكتائب، على امتداد الخريطة اليمنية من صعدة والجوف الحدوديتين شمالاً إلى شبوة وحضرموت شرقاً وعدن ولحج وأبين جنوباً فالحديدة وتعز من جهة الغرب.
ولا تتبع تلك التشكيلات لوزارة الدفاع، وتتفوق على الجيش الرسمي في التسليح والإمكانات.