اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةانتهاكات المليشياتتقاريرصنعاءمحليات

الحوثي يلقن “الموت” لطلاب المدارس “صور”

في واقعة تلخص إرهاب الحوثي، تحولت إحدى المدارس التعليمية إلى معسكر تدريب للأطفال على السلاح والموت شمالي اليمن.
وفي داخل المعسكر، يسلم قيادي حوثي طفلا قطعة من سلاح “الكلاشنيكوف” ويطلب منه تفكيكها وإعادة تركيبها، بعد أن كان كل المطلوب منه تلقي الدروس واللهو في الفناء.
وللوهلة الأولى، وجد عَمْرَ ذو الـ13 ربيعا، صعوبة في فك غطاء علبة المغلاق في السلاح، لكن القيادي الحوثي لم يتوان عن مساعدته، قبل أن يناديه قيادي آخر طالبا منه التقدم إلى الأمام ليشاهده بقية الأطفال.

سلاح بدل القلم:

وبيديه الصغيرتين، وقف الطفل بجانب سبورة كتب عليها “الفجار- الكفار” داخل القاعة الدراسية وهو يمسك السلاح ويبدأ بتفكيك قطعه ويسلمها للقيادي الحوثي.. هذه علبة المغلاق وهذا حامل الترباس (المغلاق).
ومع هذا المشهد، يتحفز بقية الأطفال للتدريب العسكري ويتدافعون للأمام، إلا أن عمر طلب منهم الرجوع للوراء “وخروا وخروا”، في حين يطلب قيادي حوثي آخر كان في مهمة تصوير المشهد، من طفل الابتعاد من أمام الكاميرا.
وبين قهقهات الأطفال البريئة التي لا تدرك المصير المحتوم في آخر النفق، يصطف 6 أطفال تحت سن 12 عاما متقابلين يتوسطهم “عَمْرَ” أو “عمرو” الذي ينجح وهو مبتهج في فك قطعة “أسطوانة الغاز” من على السلاح، فيما يطلب طفل آخر منه إعادة التركيب.
وحينها يتدخل المدرب الحوثي وهو يمسك أجزاء القطع المفككة مطالبا الأطفال بالإفساح قليلا ليكمل التدريب، ويضع القطع على أحد المقاعد الدراسية.
لكن طفلا قطع الصخب الطفولي بطلب فرصة لإعادة تركيب السلاح قبل أن يصرخ قيادي يقف خلف الكاميرا في وجوه الجميع: “يا جهال كل واحد يجلس فوق كرسيه”.
وتعود قصة “عَمْرَ” إلى إحدى المدارس التي حولها الحوثيون إلى معسكر تدريب في محافظة عمران (على بعد كيلو من صنعاء)، وفق مقطع فيديو تداوله نشطاء يمنيون بشكل واسع.

أول توثيق:

ويوثق المقطع المصور لأول مرة، التدريبات العسكرية داخل المعسكرات الصيفية التي أسسها الحوثيون في المدارس والمراكز والأندية الرياضية والمساجد، ويتم تدشينها سنويا في العطلة الصيفية بهدف تجنيد واستقطاب أكبر عدد من الطلاب الصغار والشباب.
ويبدأ الفيديو من لحظة قيام المدرب الحوثي باختبار الطلاب على تفكيك السلاح الآلي، بفتح عتلة الآمن وقبل أن يشير إلى مقدمة السلاح الخشبية، يرد طفل من الحاضرين بأنها “أنبوبة الغاز”.


كما يخبر الأطفال بشكل مفصل عن قطع السلاح ومكونات صناعتها، وخاصة “الفولاذ” أقوى الحديد.
ويطلب القيادي الحوثي الآخر من المدرب تسليم الأطفال السلاح لاختبار قدرتهم في الفك والتركيب، ليعمل على الفور في انتزاع مخزن الرصاص ويطلب من طفل بالتقدم قبل أن يتراجع: “أنت ركبت خلاص”، ويسلمه إلى الطفل “عَمْرَ” الذي يظهر بالثوب اليمني التقليدي.

جريمة مكتملة:

ووصف خبير عسكري يمني، مقطع الفيديو بأنه توثيق دامغ لجريمة مكتملة الأركان تنتهك القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
وأضاف” أن تفكيك وتركيب السلاح هو تدريب قبل الرماية والتصويب على الأهداف، يمهد لدخول العمليات الهجومية الحربية، ويقدم الحوثيون هذا التدريب كجرعة سريعة لصغار السن قبل زجهم في محارق الموت.
فيما رأى نشطاء أن الفيديو دليل جديد على سبب تفشي جرائم القتل الأسرية في مناطق سيطرة الحوثيين، إذ فخخت المليشيات عقول الأطفال والأجيال بجعلهم ألغاما في مستقبل اليمن لتهديد المنطقة والعالم.
وهذا أول فيديو للحوثيين من داخل المعسكرات الصيفية شمالي اليمن منذ توقيع اتفاق مع الأمم المتحدة في أبريل/نيسان الماضي تعهدت الحركة فيه بعدم تجنيد الأطفال.

معسكرات الرعب:

وتستهدف المعسكرات الصيفية والدورات الثقافية للحوثيين، الأطفال والكبار كجزء رئيس من استراتيجية أدلجة السكان في مناطق سيطرة المليشيات واستقطابهم للقتال والتشجيع على الكراهية ونشر العنف.
وأورد آخر تقرير لفريق الخبراء المعني باليمن قدم لمجلس الأمن في يناير/كانون الأول الماضي، أمثلة لأطفال درّبهم الحوثيون على القتال وعلى أيديولوجيتهم المتطرفة، وتعرضوا أثناء التدريب العسكري للاغتصاب والاعتداءات الجنسية.
وقال الخبراء إنهم أعدوا قائمة بـ1406 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عامًا، جنّدهم الحوثيون ولقوا حتفهم في ساحة القتال في العام 2020.
وحمّل التقرير القياديين محمد ناصر العاطفي المعين وزير دفاع مليشيات الحوثي، وشقيق زعيم الجماعة الإرهابية يحيى الحوثي المعين وزير التربية والتعليم المسؤولية المباشرة عن تجنيد الأطفال واستخدام المدارس والمخيمات لنشر الكراهية والعنف.

زر الذهاب إلى الأعلى