اخبار الشرعيهاخبار المقاومةالحوثي جماعة ارهابيةالرئيسيةتعزتقاريرمحلياتملفات خاصة

معابر تعز.. العظمة التي اختنق بها الحوثي وتحطمت بها أجندات المليشيا

مازال الحوثيون يواصلون المراوغة حول رفع الحصار الذي فرضوه على مدينة تعز منذ سبع سنوات، حتى بعد اضطرار المبعوث الأممي هانس غروندبرغ لزيارة قيادة الجماعة بصنعاء، إذ يوافقون مبدئيا لكنهم يطرحون بدائل وشروطا تعجيزية، إلا انهم لاول مرة يرضخون بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي ضم مختلف القوى التي كان يراهن الحوثي على تشضيها.

يمن الغد / تقرير – عبد الرب الفتاحي

توصل وفد المجلس الرئاسي مع وفد الحوثيين، لحلول موضوعية لفتح المعابر التي تؤدي لمحافظة تعز، من جهات متعددة وذلك بعد أن مضت المحادثات التي اجريت في العاصمة الاردنية ،أثناء حوار كان صعبا في مرحلته الأولى ثم استئناف فيما بعد، ليرضخ الحوثيين للمطالب التي ركزت على فتح طرق تعز كخطوة مهمة لاحلال السلام .
‏وأرجع محمد الغباري مراسل وكالة رويترز، تلك الانفراجة إلى الجهود التي بذلتها لجنة التنسيق العسكرية، عن التحالف والحكومة والحوثيين.
ووضح الغباري على حسابه في تويتر أن لجنة التنسيق اتفقت ،على إقامة غرفة للتنسيق المشترك لمعالجة أهم الأحداث المثيرة للقلق.
وحسب وصفه فإن مثل تلك القضايا المعقدة، سيتم التطرّق اليها خلال فترة زمنية مناسبة، بما في ذلك ترشيح مسؤولي اتصال لغرفة التنسيق، خلال مدة أقصاها أسبوع لضمان التواصل المنتظم.

صعوبات الجولة الأولى:

وشهدت المفاوضات التي اجريت بين وفد المجلس الرئاسي، ووفد الحوثيين حالة من التوتر وانعدام التوافق ،وهو ماخلق جوا من التشدد وتباين الرؤى .
وهذا ما عقد المحادثات التي جرت في العاصمة الأردنية في جولتها الأولى ،و كاد أن يؤدي إلى عودة الوضع اليمني إلى مستوى التوتر من جديد، وذلك بعد أن وضعت جماعة الحوثيين حلول لاتناسب واقع فتح الحصار عن المدينة منذ بداية الحرب، بشكل بعيدا عن الشروط الاحادية التي أقدمت عليها جماعة الحوثيين .

المعابر مدخل يمني للسلام


ويعتقد شهاب عبد الله جابر مهندس أن وضع المحادثات التي جرت حول تعز، لم تكن لتقود لحلول واضحة بعد أن تعنتت جماعة الحوثيين، في ازالة تعقيدات الحل أمام سكان تعز.
وأضاف أن الحوثيبن أرادوا جر الوفد المفارض من قبل المجلس الرئاسي ،ليكون رهينة لمخطط الحل الضعيف والهزلي بعد أن اعتقدت جماعة الحوثيين ،أن تعز يجب أن تظل في نطاق تحكمها المباشر ومخططها العسكري ،والذي تحيط بها من جميع الاتجاهات .
وقال ” فتح معابر تعز الاساسية وليست الفرعية ،هو الحل وربما أن جماعة الحوثيين أيقنت أن عدم تجاوبها مع واقع تعز ،كان سيجر إلى تصعيد كبير وسيؤدي إلى خسرتها لفتح مطار صنعاء ،وميناء الحديدة وهذا دفعها للعودة والرضاء بالحل وفتح معابر تعز ” .

تدحرج تعقيدات الحل:

ومضت الجولة الأولى في الأردن بصعوبات متعددة ، بعد امتناع وفد الحوثيين للقبول بفتح المعابر الاساسية التي تعتمد عليها تعز ،وهو ما جعل حدة الخلافات تتسع، مما وضع وفد المجلس الرئاسي أمام خيار مقاطعة التفاوض .
ورغم الحوار المتوتر والذي غلبت عليه حدة الاختلافات الكبرى فيما يتعلق بتعز ،فإن الجولة الثانية شهدت انفراجه بقبول الحوثيين بفتح معبر الحوبان !والمعبر الغربي وهذا ما أعاد نوع من الأمل حول توفر ظروف الحل، فيما يرتبط بملف تعز الشائك.


رضوان أمين القاضي ناشط شبابي يجد أن الحل ليس نهائيا حتى الآن، ربما لوجود العديد من التفاصيل التي لم تتضح لعد .
ويبدي رضون قلقه من أن يكون مقابل فتح معابر تعز شروط كبيرة، حاول فيها الحوثيين ابراز المسألة وفق طبيعة، نظرتهم وأجندتهم المتشددة حيال تعز.
وقال ” الحوثيون حتى الآن ليس لديهم قناعة كاملة حول حق تعز، في أن تحصل على معابرها وطرقها السهلة ولذلك مضت هذه المفاوضات بنوع من التأزيم المتكرر، الذي وضعت فيها جماعة الحوثيين بدائل مرفوضة وغير مقبولة لدى السكان، في حقهم في التمتع بتنقل سهل وغير مكلف “
وأضاف أن مسألة أي تقدم في أي حوار يخص تعز يرتبط ايضا، بالظروف التي قد يخسرها الحوثيون في حال التزموا بموقفهم المتعنت! والذي يقود إما لمواجهة عسكرية جديدة وعودة مطار صنعاء للإغلاق وكذلك ميناء الحديدة ،وهذا أمر وارد في حال استمر الحوثيين برفض كل مبادرات الحل .

انفراجة لواقع تعز :

وسيم عبد اللحي طبيب يرى أن ازالة الظروف المحيطة بتعز تقترب من وضع اللمسات الأخيرة، على اتفاق ملزم لجميع الاطراف حول فتح معابر تعز.
ويوصف وسيم مشكلة تعز التي لها بعد انساني واخلاقي، ولن تحل كل المشاكل التي تنهي الحرب في اليمن إلا بإعطاء تعز حقها المشروع ،في حصولها علئ طرقها ومعابرها .


ويضيف أن تعز هي بوابة الحل وهي مفتاح الوصول لتفاهم كامل وشامل، لمعظم القضايا المعقدة في اليمن وهذا ما أدركه الحوثيين ،حول أن الوقت ليس لصالحهم إذا ماظلت خيارات الهيمنة والقوة مستمرة في حوار ومفاوضات الاردن، ولذلك اقتربوا من الحل وابتعدوا عن ما طرحوه من خيارات وتحولوا لحل النقاط الخلافية .
وقال ” موافقة الحوثيون لفتح معابر تعز هو حق مرتبط بجغرافيا مدينة، ظلت تدفع الثمن طوال فترات الحرب كما أن معابر تعز تنقذ خيارات السكان التي ارتباطات بظروف قاسية مع زيادة ضغط الحوثيين على تعز ،وفرض حالة حصار خانق لمعاودة السيطرة عليها بعد أن ضاقت احوال وامكانيات سكان تعز طوال السنوات السابقة”.

زر الذهاب إلى الأعلى